fiogf49gjkf0d
جمعة تصحيح المسار هل هي اسم على مسمى؟!
- كتب/ سعيد مندور
 
 الجمعة الموافق التاسع من سبتمبر 2011 هي الجمعة التي دعا إليها العديد من القوى الوطنية والسياسية وشباب الثورة للتظاهر داخل ميدان التحرير لتحديد مسار الثورة، والمطالبة بوضع جدول زمني لنقل السلطة ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وغيرها من المطالب. وثورة 25 يناير قامت لإسقاط نظام فاسد ولم تكن ثورة ضد المصريين بعضهم البعض، وما يحدث الآن على الشاشات يعتبر تشويه لتلك الثورة العظيمة ومبادئها النبيلة، فالحفاظ على الثورة ومكتسباتها لا ولن يتحقق بالصراعات ما بين بعضنا البعض، فنحن في وقت أحوج ما يكون فيه إلى الترابط والتآزر والتكاتف لمواجهة تلك المرحلة التي نمر بها والتي تعد من أخطر المراحل التي تمر بها مصرنا الحبيبة، فقد حان الأوان أن نكف عن المظاهرات والاعتصامات وما أطلق عليها بالمليونات وأن نركز جهودنا جميعاً إلى بناء هذا الوطن الغالي .. فمن ثمار الثورة وما لم نكن نحلم به أبداً حتى ولو كان مجرد حلم هو اقتلاع هذا النظام الفاسد ومحاكمته ومعه كل من عبث بمقدرات ومستقبل هذا الوطن .. فما كان علينا جميعاً كقوى وطنية وسياسية وثوار هو أن نحاول بناء النظام الجديد القائم على الحرية والعدالة الاجتماعية التي ينشدها كل مواطن مصري مخلص.
 وما حدث أثناء هذه الجمعة وتلك الليلة وما شاهدناه على شاشات التليفزيون وما سمعناه من ردود أفعال محلية عربية ودولية على تلك الأحداث شيء يحزن له القلب. فقد أعربت القوى الوطنية والسياسية المنظمة لهذه التظاهرة أنها ستنهي تظاهرتها في الموعد المحدد، ولكن المشهد اختلف واختلط الحابل بالنابل ولا نعلم من أين جاءت هذه المجموعات والفئات الضالة المأجورة، ففريق ذهب إلى مبنى وزارة الداخلية وفريق ذهب إلى مبنى السفارة الإسرائيلية وفريق آخر ذهب إلى مديرية أمن الجيزة .. وكأن الأمر مرتب ترتيباً جيداً، فمن هؤلاء ومن أين أتوا؟! ومن يقف ورائهم؟! وهل الأمن غير قادر على حماية المنشآت الحيوية بالدولة وفرض هيبة الدولة؟! فلا أعتقد ذلك.. الحقيقة أنها مجموعات تعي ما تفعل ومدربة على أعمال الشغب والبلطجة كما رأيناه وشاهدناه من استخدامهم للزجاجات الحارقة والمولوتوف والحجارة والشواكيش والقضبان الحديدية وغيرها من الآلات الحادة.. والسؤال هنا لماذا هذه الأماكن بالتحديد ولماذا في هذا التوقيت؟! ولماذا الاشتباكات بالتحديد مع عناصر الشرطة؟! ولصالح من يحدث كل هذا؟! ونرى ببساطة لما لمسناه هو أنهم يعملون على كسر شوكة الشرطة وكسر هيبة الأمن الداخلي، لتحل مكانها القوات المسلحة وتنشغل عن واجبتها الأساسية وتترك أمن الحدود وأمن الوطن، لتبقى الحدود المصرية على مصرعيها ليرتع فيها من يرتع وهذا مخطط واضح ظهر من خلال تلك العناصر المأجورة التي لا تعتبر مصرية .. ولكن هيهات وهيهات .. إن شاء الله سيرد الله كيدهم في نحورهم .. وستظل مصر آمنة مستقرة وستبنى بأيدي أبنائها المخلصين.. فكل ما نرجوه من وزارة الداخلية المصرية والمجلس العسكري القائم على إدارة البلاد والقضاء المصري العظيم أن يتصدى لكل هذه الشرذمة بكل حزم وشدة، ومصلحة الوطن فوق الجميع. وحفظك الله يا مصر،،
 سعيد مندور
 Sism59@hotmail.com