fiogf49gjkf0d
بادرة امل ميدان التحرير المعدل
 بقلم : محمود عابدين
 ذهبت الى ميدان التحرير الجمعة الاخيرة، قبل محاكمة المخلوع، وفى داخلى هموم وخوف وقلق مما قد يحدث لمصرنا الحبيبة، وللحقيقة اقول اننى رايت وجوها فى الميدان لم اعتد على رؤيتها من قبل، وابواق تشبه الى حد بعيد ابواق النظام البائد، ففى ركن يقترب من مطعم الوجبات السريعة " كنتاكى" وقفت اسمع واتطلع لمتحدث فى الاربعينات من عمره ،له سحنة الخواجات وشعر الحريم ولهجة اهل المغرب العربى !! هذا الرجل غواه ميكروفون، امسكه بيده وامامه جمع من الناس وبدأ يخطب فيهم ويحرضهم تارة ضد المجلس العسكري، واخرى ضد البلد باكملها، وتطرق فى خطابه المشوه الى تفاصيل لم يجد التحدث فيها !! وفى ركن اخر قريب من الجامعة الامريكية، اعطيت اذنى دون عينى لشاب يشبه "الهيبز" قديما ، لم يكن بافضل او اسوأ حالا عن سابقه، لكنه تمتع فى انفراده بمصاحبة مجموعة من الفتيات من نفس الفصيل وبدأوا يعددون مساوئ النظام السابق وينشدون الديمقراطية على طريقتهم ومفاهيمهم !! اما بجوار محطة المترو، فى اتجاه المتحف المصرى، فرايت اطيافا من اصحاب اللحى المختلفة : طويلة ونصف قصيرة وقصيرة جدا ، وجميعهم يلبسون ثيابا متشابهة، كان منظرهم فى الحقيقة اشبه ما يكون بمن جاء مستعدا لخوض معركة ضد خصم معلوم ، لكنهم ظلوا ينتظرونه دون جدوى !! ومشهد اخر مرعب لم يبرح خيالى قط، عدد من الشباب غريبى الوجوه يمسكون بشاب، ويتناوبون عليه بالضرب المبرح، وعندما اقتربت منهم لاسالهم عن سبب اعتدائهم عليه؟ سمعت تهكمات وقلة ادب، لم اسمعها فى حياتى، فمنهم من اتهمه ببقايا فلول، ومنهم من قال انه "حرامى" و--- حاولت تخليصه منهم وتسليمه لرجال الشرطة-الذين غابوا عن الميدان-لكن دون جدوى!! ووسط هذه المشاهد رايت ما لم تقع عليه عيني فى زياراتى المكوكية للميدان من قبل، اعداد غفيرة من الباعة "المستغلين" يملأون المكان وبشكل مستفز، ووسط كل ذلك، هناك فئة صادقة من مختلف الاطياف، فئة لا اظنها تنتمى لاى فصيل او تيار، وجدت هذه النوعية تنثر السماح والمحبة فى كل اركان الميدان، فسالت امراة ستينية منهم : هل تنتمين لفصيل سياسي او ديني بعينه؟ .. اجابتنى : نعم .. كررت السؤال : اي فصيل او تيار ؟ .. ابتسمت قائله: انتمى لفصيل مصر .. مصر التى احبها من كل روحى ودمى ....
 قلت لها: نعم سيدتى، هذا مانتمناه جميعا . مصر ولا شئ يعلو فوق حب مصر، لا تيار ولا فصائل ولا ائتلافات.. وهنا عاجلتنى السيدة : ارجوك لا اريد سماع هذه اللفظة " ائتلافات" لانها تشعرنى بالغثيان من كثرة ما سببته من انشققاقات فى صفوف شباب الثورة. . وهنا رجعت بالذاكرة الى الايام الاولى من ثورتنا العظيمة، واستحضرت المشاهد التى فتنت العالم باثره، مشهد الشباب الرائع الذى " يكنس " بملابسه الميدان، الطبيبة الشابة التى امسكت بيدها الشاش والمرهم والسرنجة لتداوى شابة او شاب مصاب من بلطجية الحزب الوطنى يوم فبراير 2" موقعة الجمل"، تذكرت ايضا الرجل السبعيني الذى بكى على صدر حفيده متوسلا الحضور ان يكونوا على قلب رجل واحد حتى يقضوا على النظام الفاسد وأزلامه، تذكرت من جملة المشاهد الرائعة، عائلة مسيحية تخيم بجوار شباب مسلم، فكانوا كالاهل، يتقاسمون شربة الماء والغذاء، تذكرت المنظر العام، المسيحيون يصلون والمسلمون يحرصونهم، والعكس صحيح . وبعد هذه المقارنة، وجدت نفسي ابكى على حلم ابتعد قليلا عن التحقيق، وسالت الله ان يجمع شتات اهلنا، وان يوحد صفوف شبابنا وان يعوا جيدا ما يحاك لمصرنا من الخارج والداخل على يد فئة تود الانقضاض على ثورتنا العظيمة، واردت – فقط – ان اوضح للجميع، ان هناك من يدرك جيدا تاثير الثورة المصرية على العالم اجمع، خصوصا بلداننا العربية كاليمن وليبيا وسوريا و البحرين و..... لذا فاننى انبه من المؤامرات الخارجية والداخلية، وادعوا اهل البصيرة ان يقفوا بجوار المجلس العسكرى والحكومة فى هذا الوقت العصيب، وان يسدوا لهما النصح بتنفيذ اردة الشعب فى محاكمة البغاة الظالمين، وان يستبعدا العناصر الفاسدة من اى موقع او منصب- خصوصا هؤلاء المحاقظين الجدد الذين عينوا مؤخرا رغم انف اهالى المحافظات- وان يعجلا بتسليم السلطة .
 كاتب صحفى-بجريدة الدستور المصرية-
 مشرف صفحة الراى