fiogf49gjkf0d


"ألا آونا ألا دو ألا تريه" هكذا فتح مبارك مزاد بيع مصر منذ 30 عاما ،رغم أن مصر لم تلعب القمار وخسرت كل ممتلكاتها ولم تكن يوما من هواة الرهونات أو شرب الخمر حتي أفلست لتباع في المزاد العلني بل كانت عندما تسلمها مبارك "مستورة " رغم الأهوال والحروب التي مرت بها وكان المقولة السائدة علي لسان أهلها في ذلك الوقت " محدش بينام من غير عشا " .

لكن مبارك عندما تولي الحكم ..سعي جاهدا إلي تدمير مصر وتجويع شعبها لينام جميع سكانها بدون عشا ونجح في ذلك نجاحا باهرا حتي أن احدهم رد علي من يعيروننا بان مبارك حارب إسرائيل وصاحب الضربة الجوية قائلا " يا ريته حكم إسرائيل ال30 سنة و ضرب مصر الضربة الجوية " وعندما انتهي مبارك من مهمته في تجويع شعب مصر بل وقتلهم في الصراع علي رغيف الخبز و دمر صحتهم بالمبيدات المسرطنه وطمث تاريخهم بالسعي وراء التطبيع والعولمة ضاعت مكانة مصر حتي هانت وهان شعبها لتصبح المصريات خادمات  في بلاد الله علي يد وزيرة الخادمات عائشة عبد الهادي .

وبلغ مبارك قمة نجاحه عندما أصبح الملايين من المصريين يعيشون في المقابر والعشش الصفيح وبات أبناءهم يموتون في البحر هربا من جحيم الحياة تحت حكم مبارك ووصل الحال بالمصري الذي ظل متشبثا بأرضة منذ ألاف السنين  ولا يطيق البعد عنها يبيع  نفسه وأهلة ووطنه ويصبح جاسوسا لأنه لم يعد يشعر ان مصر بلده بل بلدهم.

عندها قرر مبارك فتح المزاد وقف مبارك وكأنه حصل علي حكم نهائي ضد مصر ببيع كل ما تملكه من ارض وبحر وشعب وتاريخ حتي يستوفي مستحقاته فقد خدم الرجل مصر 60 عاما في الحرب والسلم وعلاوة علي ذلك يعتبرها ارض المحيا والممات.

وبدون إعلان جاء الراغبين في الدخول بالمزاد من كل حدب وصوب كل يختار ما يريد .. فاحدهم يريد الأرض وأخر يريد البحر وثالث يريد الزواج من مصرية "طبعا عرفي او متعة او ... " ورابع يريد آثار وخامس يريد ان يدفع فقط من اجل إتمام المزاد حتي يحيد مصر بثقلها لتنفيذ أجندته وغيرهم وغيرهم وغيرهم .

نسيت أن أقول أن منظمي المزاد احمد عز والعادلي وسوزان وصفوت الشريف وزكريا عزمي عندما وجدوا الإقبال الكبير علي شراء مصر طلبوا من صاحب المزاد إن يتمهل قليلا وبعد أن حسبوها جيدا وفق المثل القائل "إن خرب بيت أخوك خدلك منه قالب" قرروا أن يكون لهم نصيب.

لقد تم بيع مصر الكبيرة العظيمة في سنوات ولم يعد لنا فيها شيء وكان الاحتفال بإغلاق باب المزاد لينعم كل باع ومن اشتري بما كسب في يوليو بإتمام ملف التوريث لولا الورد اللي فتح في جانيين مصر وثورة 25 يناير العظيمة والتي دخلت قبل إغلاق المزاد بلحظات لتقول لصاحب المزاد توقف فالوريث الشرعي لمصر رجع وسوف يشتري كل الأصول بدمائه ..فتلفت المشاركون والمنظمون في المزاد متعجبين وهم الذين توهموا أن مصر أصبحت لقمة سائغة في أفواههم قائلين وريث انه شريكا لنا ..دماء .. دماء إيه  إحنا يندفع فلوس ظنا منهم أن وريث مصر جمال لكنهم وجدوا لمصر 85 مليون وريث .

طبعا فشل المزاد الذي استمر سنوات وسنوات ودفعت فيها العمولات والهدايا والرشاوي فهل تظنون أن منظمي المزاد والمشاركين فيه سيقفون مكتوفي الأيدي دون محاولات لإتمام الصفقات ..مستحيل.. بل الطبيعي أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لنيل أغراضهم من مصر فانتبهوا أيها المصريون واعلموا أن هؤلاء .. هم من ينظمون الاعتصامات الفئوية ويبثون روح الفتنة الطائفية ويسعون جاهدين إلي إيقاف محاكمة الفاسدين من رموز نظام الحكم السابق وعلي رأسهم مبارك وأسرته ظنا منهم أن المزاد سيبدأ من جديد .

وأنا أتعجب هل من الممكن أن يسامح ورثة مصر الشرعيين الذين عاشوا سنوات من الظلم والقهر والجوع والتهميش من نظموا مزاد بيع وطنهم وهم من أسكنوهم العشش وحولهم إلي خدم وعبيد حتي درجة موظف او فلاح وحولوا شبابنا إما عاطل أو بلطجي أو مدمن يحاول أن ينسي أحلامه التي سرقت ؟! عجبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببي .