.. أسانج.. ويكيليكس.. وثائق بنما.. سنودن، أسماء ومواقع اعتمدت على «تسريب» وثائق أو مقاطع تحوي أسرار دول وأفراد، حركت العالم وكشفت كثيرا مما كان مستورا عن الناس، ومحجوبا حتى عن كبار المسؤولين، وأطاحت بوزراء وشخصيات ظنت انها لن تترجل عن صهوة مناصبها الا على يد عزرائيل!
في تقرير «عتيق» لصحيفة «واشنطن بوست» الشهيرة، تقول ان قصة «فبركة وتسريب» الاصوات والفيديوهات واستخدامها فيما يسمى بالحرب القذرة ـ باعتبار ان هناك حربا نظيفة! ـ يعود الى العام 1990 عندما «فكر» البنتاجون في «فبركة» شريط فيديو باستخدام الكمبيوتر يظهر صدام حسين باكيا لتحطيم شخصيته، وايضا إظهاره في أوضاع «جنسية» لاغتياله معنويا.. ويبدو أنهم تراجعوا بعد نصيحة بأن ذلك «ربما» يرفع شعبيته!
وكشف تقرير «واشنطن بوست» أن عالما أميركيا يدعى جورج بابكون تمكن من استنساخ صوت بشري مطابق لأصوات شخصيات شهيرة، وقام على سبيل التجربة بـ «فبركة» 10 دقائق كاملة للجنرال كارل شتاينر رئيس أركان قيادة القوات الخاصة بالجيش الاميركي والمسؤول الرفيع السابق في البنتاجون يعلن فيه التخطيط لإسقاط الحكومة الأميركية!..
وأوضحت أن البيان رقم واحد هذا قد تم «تزويره» بالكامل في المعامل المتطورة ـ وكان ذلك في العام 1999 ـ بمدينة لوس ألاموس بولاية نيومكسيكو، وان هذه التكنولوجيا المتطورة ـ منذ 18 عاما! ـ ستكون سلاح المستقبل للوكالات العسكرية وأجهزة الاستخبارات.
.. ما سبق يجعلنا نتبع المثل الشهير «لا تصدق كل ما تسمع ولا تصف ما ترى»، وبالتأكيد بعد 18 عاما جرت في أنهار التكنولوجيا الرقمية مياه كثيرة!.. ومع ظهور النانوتكنولوجي اصبح كل شيء متاحا.. وايضا مباحا!
ومنذ الشرائط الصوتية والمصورة لزعيم القاعدة اسامة بن لادن ومساعده الظواهري ونحن غارقون في مستنقع التسريبات، تتقاذفنا أقدام أجهزة الاستخبارات في كل اتجاه مثل تسديدات لاعبي الاهلي في ضربات جزاء مباراة السوبر! حتى استسغنا «تسريبات» مكالمات النشطاء السياسيين ومكالمات طرفها رئيس أركان الجيش المصري، وأخرى بين وزير الخارجية وجهات «خارجية»، وأخيرا وصلت الى رئيس الجمهورية.. دون ان يرمش لنا جفن.. وغدا نستكمل القضية.. إن كان في العمر بقية..
وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.