الدكتور محمد عبدالله العريان هو أحد الحلول «الدائمة» لأزمة الاقتصاد المصري، فكلما «استحكمت وضاقت حلقاتها وظننا أنها لن تفرج».. برز اسم د.العريان وسطع.. واتجهت الأنظار إلى «ساحر الاقتصاد» صاحب الحلول الناجعة.

د.العريان جمع المجد من أطراف عديدة،.. علميا حصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة كامبريدج، ونال الماجستير والدكتوراه من أكسفورد، وشغل مناصب مرموقة منها 15 عاما مسؤولا بصندوق النقد الدولي، وعامان رئيسا تنفيذيا لـ«وقف» جامعة هارفارد حقق خلالها أعلى عائد في تاريخ الجامعة العريقة، ورئيسا لمؤسسات استثمارية تدير مئات «المليارات»، ويلقب بـ «حكيم وول ستريت».

تردد اسم د.محمد العريان أكثر من مرة كمرشح محتمل لرئاسة وزراء مصر، ولكن إما اننا «ملناش في العريان نصيب» أو أن الرجل لا يريد مثل هذه الخاتمة لحياته العملية!!

..المهم في آخر لجوء إعلامي لخبرة «حكيم وول ستريت»، قال د.العريان كلاما مهما، لا نفاق فيه.. ولا مداهنة.. ولا مواربة، فليس الرجل بحاجة لأي من ذلك، فجاء كلامه كجراح بريطاني يصارح مريضه بأنه مصاب بالسرطان، و«قد» يكون علاجه جراحات مؤلمة، ودواء باهظ التكلفة، عليه تحملها، دون تذمر.

طبعا أكد د.العريان على صعوبة الوضع الاقتصادي، وعلى وجود عيوب شديدة في الاقتصاد المصري مع تراجع روافد الدخل من السياحة وقناة السويس وتراجع المساعدات العربية، وتوالي سنوات كثيرة من النمو الاقتصادي الضعيف، وبالتالي فالموقف حسب وصفه «..ليس سهلا على الإطلاق».. وكل هذا نعرفه مسبقا، فما العلاج؟

أولا: نحن في أمس الحاجة إلى تطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادي وإلا فسيزداد الوضع سوءا، وهذا البرنامج بأيد وعقول مصرية ويأخذ في اعتباره أحوال المواطنين على أرض الواقع، ويجب ان يحظى هذا البرنامج بإرادة سياسية ودعم قوي، ويتم تأمين تمويلات خارجية كبيرة تعين الدولة على تطبيق الإصلاح مع حماية القطاع العريض من المصريين الأكثر احتياجا.
إذاً هناك المزيد من «الدواء المر» الذي يجب ان نستعد لتجرعه! ولن يتم ذلك دون شرح واف ومكاشفة خالصة.. وصراحة كاملة بين الحكومة و«المحكومين».

ورغم ذلك الوضع «الدرامي» فإن د.العريان متفائل بمستقبل الاقتصاد المصري لأسباب عملية وليست عاطفية، فهو يرى ـ وهو «الحكيم والساحر» ـ أن مصر قادرة على النمو بسرعة كبيرة جدا لأنها تمتلك سوقا محليا قويا وكبيرا ومهما للغاية، وتمتلك موقعا جغرافيا شديد التميز.. والأهم ان لديها قوى عاملة شابة جيدة وعقولا نابغة تملك فرصا ضخمة للتطوير، وأنه بمجرد ان تتحرك عجلة الاقتصاد فسنكون قادرين على الانطلاق.

..في رأيي المتواضع، ومع اعترافي بعبقرية وحكمة «الساحر»، إلا انه لم يأت بجديد، ما عدا جزئية مهمة.. نلقي الضوء عليها غدا بإذن الله.

وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء