فهد الأحمد:

إذا غابت الرياضة المصرية.. غابت الرياضة العربية

لقاء المنتخب العراقي مع المنتخب الإيراني معجزة تحققت على أرض الكويت

أرض الصداقة والسلام احتضنت قمة الصداقة والسلام

أشاد «سمارانش» بدور الكويت في احتضان قمة رياضية تعزز الصلة بين شباب 45 دولة

 
تناولنا ــ الدكتور جاسم راشد الجيماز وأنا ــ في كتابنا «الجانب الرياضي من التاريخ الكويتي» حكاية «الرياضة الكويتية والسياسة».. ركزنا في الحكاية على:

> «بطولة الصداقة والسلام» التي احتضنتها الكويت في الفترة من 30 أكتوبر حتى 12 نوفمبر 1989.. وصفنا هذه البطولة بأنها «قمة الرياضة الإسلامية».

شاركت فيها 45 دولة كأعضاء في «منظمة المؤتمر الاسلامي»، ونجحت الكويت في تنظيم البطولة بشهادة «خوان انطونيو سمارانش» رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في ذلك الوقت عندما أعلن في كلمة الافتتاح:

البطولة حدث يعضد أواصر الصلة بين شباب العالم.

وأضاف:

أنا سعيد بأن أحضر هذا التجمع الرياضي لشباب 45 دولة من قارتي آسيا وأفريقيا، وسعيد لأن الكويتيين نجحوا في أن يُشهدوا العالم مدى التطور الرياضي في الكويت.

كانت شهادة «سمارانش» أمام 18 عضوا من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الذين حضروا البطولة.

>> 

وأوضحنا في كتابنا كيف حققت الرياضة الكويتية ممثلة في جهود أحمد عبدالعزيز السعدون عام 1975 رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم في ذلك الوقت، وهي جهود ساندها بقوة الشهيد فهد الأحمد في منع اتحاد الكرة الصهيوني من تنظيم أية بطولة على مستوى آسيا أو المشاركة في أي منها.

وقلنا:

كانت الحركة الرياضية الكويتية وهي تتحرك إقليميا: عربيا وإسلاميا وقاريا وعالميا تنتهج نهجا يعتمد على القواعد والركائز الأساسية التي تنهض عليها سياسة دولة الكويت.

وعندما أصبح الشهيد فهد الأحمد المسؤول الرياضي الأول في الكويت لم يكتف بمطاردة الكيان الصهيوني، وإنما كانت جهوده ومعاركه سببا في إدخال الرياضة الفلسطينية إلى المنظمات الرياضية الآسيوية والقارية والعالمية.

>> 

وقلنا في كتابنا ونحن نؤرخ للجانب الرياضي من التاريخ الكويتي:

رفضت الحركة الرياضية الكويتية عزل الرياضة المصرية نتيجة لمؤتمر القمة الذي عُقد برئاسة صدام حسين في بغداد، واعتمدنا في ذلك على عدة شهادات:

> رئيس الرابطة العربية للصحافة الرياضية في ذلك الوقت الناقد الرياضي المصري «حمدي النحاس» والذي أكد فيها:

بعد معاهدة السلام وجدت الرياضة المصرية نفسها معزولة بفعل فاعل.

لكن الرياضة الكويتية ممثلة في فهد الأحمد ــ يرحمه الله ــ رفضت عزل مصر، وكان يصرح في كل تجمع عربي رياضي يحضره:

«اذا غابت الرياضة المصرية.. غابت الرياضة العربية».

ويواصل رئيس الرابطة العربية للصحافة الرياضية «حمدي النحاس»:

«عودة مصر سياسيا الى العرب سبقتها عودة رياضة مصر الى العرب، وكان الفضل في ذلك لفهد الأحمد».

> بكاء شيخ الرياضة العرب المرحوم المهندس الدمرداش توني عندما علم باستشهاد فهد الأحمد وتصريحه:

«أنا أعرف فهد الأحمد اكثر من غيري.. لقد تطوع في صفوف الفدائيين دفاعا عن فلسطين.. إنه أبرّ أبنائنا الرياضيين وأكثرهم وطنية وحماسة».

> شهادة رئيس المجلس الأعلى للرياضة والشباب الاسبق في مصر ووكيل مجلس الشعب المصري في دورات عديدة، حيث أكد في شهادته:

«ناضل كثيرا من أجل أن تظل الراية العربية عالية وخفاقة في اللقاءات الدولية الرياضية».

> شهادة «رجايا لاسنج» عضو اللجنة الأولمبية والرئيس الشرفي للمجلس الاولمبي:

كانت شخصية فهد الأحمد القوية والجريئة رمزاً للحركة الرياضية في القارة.

 

الرياضة الكويتية وتحقيق المعجزة على أرض الكويت

 

واعتمدنا في تاريخنا للجانب الرياضي من التاريخ الكويتي على كتاب عنوانه «كويت الصداقة والسلام»، ولهذا الكتاب قصة نذكرها بالفخر،.

القصة تقول بسرعة:

كانت الكويت تتهيأ لاحتضان قمة الرياض الإسلامية التي عرفت ببطولة «الصداقة والسلام».. وفجأة استدعانا الشهيد فهد الأحمد.. وكنا ــ الأستاذ الدكتور عبدالجواد طه، أستاذ التربية الرياضية في كلية التربية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي.. والأستاذ الدكتور محمد عثمان، وهو مصري يحمل الجنسية الألمانية، وكان أيضا أستاذاً للتربية الرياضية في كلية التربية في الهيئة.. وكاتب هذه السطور ــ أُبلغنا من قِبل فهد الأحمد ــ يرحمه الله ــ أنه يرغب في إعداد كتاب علمي بعيداً عن الدعاية والإعلان عن دورة «الصداقة والسلام».

بصراحة كان الطلب مفاجأة، وبصراحة أكثر كانت المهمة شاقة، ويكفي لمشقتها أن دورة الصداقة والسلام كانت تنظم لأول مرة ووسط تحديات كثيرة، وبفضل من الله وتوفيقه أمكننا إنجاز المهمة.

في كتابنا «كويت الصداقة والسلام» ــ د.طه ود.عثمان وأنا ــ تحدثنا عن تحقيق المعجزة التي أُنجزت على أرض الكويت.

وكان لي شرف كتابة هذه الكلمات:

سيقف الباحث طويلاً وهو يسجل المعنى الحقيقي لمشهد جرى خلال بطولة الصداقة والسلام على ستاد الصداقة والسلام في نادي كاظمة الرياضي.

هذا المشهد حدد إطاره وأبعاده ورسم تفاصيله لقاء تاريخي وصفه المراقبون وقت حدوثه بأنه «معجزة تحققت».

ويقول هؤلاء المراقبون:

لقد عجز المجتمع الدولي عن إيجاد أرضية لمصالحة بين طرفين إسلاميين متحاربين في حرب مجنونة أزهقت آلاف الأرواح والضحايا، ودمرت اقتصاد البلدين.. عجزت المنظمات الدولية بكل ثقلها، وعجز رجالها السياسيون والعسكريون في إيقاف هذه الحرب اللعينة، لكن الرياضة الكويتية والقيادة الرياضية الكويتية حققت المعجزة، وقاد فهد الأحمد الحركة الرياضية نحو تحقيق المعجزة.

وأذكر أنني سألته ــ يرحمه الله ــ عن عوامل نجاحه في تحقيق المعجزة.. فأجاب:

كنت أستلهم التجربة الكويتية الهائلة في إنهاء الخلافات بين الاخوة والأشقاء والأصدقاء، كنت أستلهم موقف قيادتنا السياسية وهي تقود هذه التجربة، وهي تجربة نجحت الكويت خلالها في المحافظة على تحكيم العقل والحكمة عبر سنوات القتال المجنون.

 

المعجزة التي تحققت

كان اللقاء بين منتخب العراق لكرة القدم مع منتخب إيران.. يومها كان اللقاء مستحيلا في نظر الجميع.. شخص واحد فقط هو الذي راهن على نجاحه، هذا الرجل اسمه «فهد الأحمد الجابر الصباح».

والتقى الفريقان في نضال شريف فوق أرض الكويت للتنافس في ساحة شريفة هي الرياضة.. وحققت الكويت معجزة بكل المقاييس.

لكن الغيب كان يخبئ مأساة أخرى تسبب فيها عراق صدام حسين بعد أقل من عام بارتكاب جريمة العصر في حق الكويت!