ثورة شعب

الثورة تقف عملاقة بين الثورات العالميَّة

عندما غنى الشعب:

"يا بلح زغلول.. يا حلو يا بلح"

هتف الشعب:  "يحيا سعد زغلول"

المرأة سجَّلت الهتاف على الأوراق المالية

الورقة المالية الخالية من اسم "سعد".. مزوَّرة!

"الإيمان بالله".. الخط الواصل بين ثورات الشعب المصريّ

كتب: محمد مرعي

بالاشتراك مع مجلة أسرتي

ثورة 25 يناير 2011 في مصر ثورة شعبية بكل المقاييس.. قام بها الشباب وشاركهم الشعب بكل أطيافه وألوانه السياسية وبكل طبقاته الاجتماعية وبكل رجاله ونسائه، وبكل فئاته العمرية: أطفالا وشبابا وشيوخا من الجنسين.

ثورة 25 يناير 2011 تقف عملاقة كثورة بين ثورات العالم، وتحديدا بين ثورتين كبيرتين هما الثورة الفرنسية والثورة الروسية، على الرغم من المظاهر التي صاحبت الثورتين الفرنسية والروسية.

لماذا نصف ثورة 25 يناير 2011 بأنها ثورة شعبية بكل المقاييس؟

للإجابة نقول:

 ان الثورة الفرنسية التي بدأت عام 1789 وأثرت في العالم كله اختلف المؤرخون في كثير من أسبابها، وبالتالي في تحديد من قام بها.

 مؤرخون يرون أنها «ثورة عقلية» بشر بها ودعا إليها مثقفون ومفكرون.

 مؤرخون يرون أنها ثورة «الطبقات المحرومة من الامتيازات ضد الطغيان الاجتماعي في فرنسا.

< مؤرخون آخرون يرون أنها نتيجة لنمو «سلطة البرجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام اقتصادي واجتماعي مقيد وعتيق».

لكن ثورة 25 يناير 2011 قامت على أكتاف شباب ينتمون الى الشعب المصري بكل طبقاته وأطيافه وقواه السياسية رجالا ونساء ومن كل الأعمار.

نأتي الآن الى الثورة الروسية 1917 التي قام بها الفلاحون والعمال نتيجة الهزائم التي حلت بروسيا 1905، وعرفت ثورة الفلاحين والعمال بثورة 1905، ثم تتابعت الهزائم الروسية في السنة الاولى والثانية في الحرب العالمية الاولى، وبالتالي تتابعت مظاهر الغليان على السياسات الرجعية التي اتبعها قيصر روسيا، والنتيجة تحرك العمال «في مارس 1917 أو فبراير حسب التوقيت الروسي القديم، ولذلك عرفت الثورة الروسية باسم ثورة فبراير».

لكن ثورة 25 يناير 2011 قام بها شباب ينتمون إلى الشعب المصري بكل طبقاته وأطيافته وقواه السياسية رجالاً ونساءً ومن كل الأعمار.

ماذا تعني الثورة؟

الثورة بتعريف بسيط: «تغيير جوهري في الأوضاع السياسية والاجتماعية لدولة معينة لا تُتَبعُ في إحداثه الوسائل المقررة لذلك في النظام الدستوري للدولة».

وهنا يجب أن نفرق بين «الثورة» وبين «قلب نظام الحكم».

«الثورة» يقوم بها الشعب.. بينما «قلب نظام الحكم» يقوم به «فريق من رجال الحكم ضد فريق آخر».

الثورة تعني «تغيير في النظام السياسي أو الاجتماعي»، بينما الانقلاب يعني «إعادة توزيع السلطة السياسية بين هيئات أو أشخاص الحكم أنفسهم».

الثورة ونجاحها ينتج عنها «سقوط الدستور وانهيار نظام الحكم القائم».

ومن هنا نقول:

إن ثورة 25 يناير 2011 ثورة شعبه بكل المقاييس قام بها شباب مصر ينتمون الى الشعب بكل طوائفه وأطيافه وألوانه السياسية.. بكل فئات أعماره المختلفة.

الفرق بين ثورة 1919 وثورة 23 يوليو 1952 وثورة 25 يناير 2011

التشابه كبير بين ثورة 1919 وثورة 25 يناير 2011.

الخط المشترك بينهما أنهما ثورتان شعبيتان.

 ثورة 1919 ثورة شعبية أصيلة.. خرجت من القرى والكفور قبل أن تخرج من المدن، انطلقت الثورة من الأزقة والحواري والشوارع المفتوحة والميادين الواسعة.

ثورة شعب بأكمله.. ثورة فريق ضد فريق.. جمعت الفقراء والأغنياء.. الأميين والمثقفين.. الرجال والنساء.. البشاوات والفلاحين.. الموظفين والعمال.

 ثورة 25 يناير 2011 هي ثورة شعبية أصيلة، قام بها شباب مصر الذي ينتمي الى شعب مصر.. جمعت بين الفقراء والأغنياء.. الأميين والمثقفين.. الرجال والنساء.. البشاوات والفلاحين والموظفين والعمال.

ثورة شباب 25 يناير 2011 استدعت القوات المسلحة المصرية التي جمعت الثوار في الشوارع والأزقة والميادين في العاصمة وفي الاقاليم.

وهنا يبرز الفرق بين ثورة 25 يناير 2011 وثورة 23 يوليو 1952.

 ثورة 25 يناير ثورة شعب تحالف معه جيشه، بينما ثورة 23 يوليو ثورة جيش سانده وأيده شعبه.

  ثورة 23 يوليو 1952 استخدمت سلاحا في أعقاب نجاحها لمواجهة الاستعمار البريطاني ومطاردته في المنطقة العربية قمة التكنولوجيا في وقتها، وعرفت بثورة الترانزستور، وهو الراديو الصغير الذي كان يحمله البدوي في الصحراء، والفلاح في الحقل والعامل في المصنع وربة البيت في المنزل.. بينما ثورة 25 يناير 2011 استخدمت قمة التكنولوجيا الحالية والتي تتمثل في الانترنت والفيس بوك والموبايل، وسميت لذلك ثورة الفيس بوك أو على حد تعبير العالم المصري الكبير أحمد زويل «الفيس مصر».

 خط واضح مشترك بين الثورات الثلاث.. هو الدرجة العالية في الإيمان بالله.

 فثورة 1919 هي الثورة التي رفعت الهلال مع الصليب دليلا على وحدة نسيج الشعب، وهي ثورة صعد فيها زعيم الكنيسة المصرية على منبر الجامع الأزهر يعلن لبريطانيا أن أقباط مصر جزء من نسيج المجتمع المصري، ولا يجب أن تبرر بريطانيا احتلالها لمصر بحماية الأقلية القبطية.

وثورة 23 يوليو 52 هي الثورة التي لجأ قائدها جمال عبدالناصر الى منبر الأزهر ليعلن صمود شعبه وجيشه في مواجهة العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر، وأعلن من فوق منبر الأزهر: سنحارب.. سنحارب.. سنحارب ولن نستسلم أبدا.

 وثورة 25 يناير 2011 هي الثورة التي أدى فيها الثوار من المسلمين صلاة الفروض وصلاة الجمعة في ميدان التحرير وحولهم اخوانهم من ثوار أقباط مصر.

وهي الثورة التي أدى فيها ثوار مصر الاقباط صلاتهم وقداسهم في ميدان التحرير في حماية إخوانهم من الثوار المسلمين.

نأتي الى دور المرأة في مساندة الثوار والمشاركة في الثورة:

 في ثورة 1919 برز دور المرأة الى جوار شقيقها الرجل.

 وفي ثورة 25 يناير برز دور المرأة ومشاركتها لشقيقها الرجل.. أسماء محفوظ شاركت في تفجير الثورة وشاركت فيها، ووائل غنيم شارك في تفجير الثورة والمشاركة فيها، وخرجت الأمهات والشقيقات والبنات محجبات ومنقبات وسافرات يعلن مع أشقائهن: «الشعب يريد إسقاط النظام».

 لكن كيف شاركت المرأة في ثورة 1919؟

تعالوا نطالع معا هذا المشهد:

قائد ثورة 1919 سعد زغلول منفياً في جزيرة «سيشل» في الفترة من 25 يوليو 1922 الى أغسطس 1922.

سعد زغلول يتلقى برقية من أحد قادة ثورة 1919 هو فخري عبدالنور، والد منير فخري عبدالنور أحد رموز حزب الوفد الحالي.. يقول فيها:

"من فخري عبدالنور بالنيابة عن الاعضاء الجدد في قيادة الثورة الى سعد زغلول"»

يقول سعد معلقا على البرقية:

"فهمنا أن الأعضاء القدامى قبض عليهم وحل محلهم آخرون".

المشهد الثاني:

سعد زغلول يُنقل من جزيرة سيشل الى جبل طارق.

سعد زغلول يكتب الى «حمد الباسل» أحد زعماء الثورة.

يقول سعد في خطابه الى حمد:

"عزيزي حمد:

الاتجاه الى اعتقالي، وأحبك أن تعود الى الوفد وتنسى الخلاف الذي بيننا.

الموقف يستوجب الاتحاد، رد الامة هو المقاومة، عدم التعاون مع الانجليز، مقاطعة البنوك الانجليزية، مقاطعة الشركات الانجليزية، مقاطعة التجارة الانجليزية، تشجيع البنوك الوطنية".

المشهد الثالث يرسمه حمد الباسل نفسه:

الساعة الخامسة والنصف صباحا، دق عنيف على باب بيت الباسل وكيل حزب الوفد.. ضباط وجنود إنجليز يقتحمون غرفة نوم حمد الباسل، يقولون:

لدينا أمرا بتفتيش منزلك، ومصادرة ما فيه من أوراق، حمد الباسل يتذكر أن في جيبه خطاب سعد زغلول الذي يرسم فيه سياسة الثورة.

حمد أخرج الرسالة ويضعها في فمه ويشرب كوبا من الماء وبلع الورقة.

في نفس لحظة اقتحام بيت الباسل كانت هناك بيوت أخرى يتم اقتحامها وقبض على أصحابها وقدموا جميعا الى المحاكمة. وكان عددهم سبعة أبطال هم:

حمد الباسل وويصا واصف وجورج خياط وعلوي الجزار ومراد الشريعي ومرقص حنا وواصف غالي.

ثم أصدرت المحكمة البريطانية التي حاكمتهم حكمها بإعدام المتهمين السبعة.

صاح حمد الباسل:

"نموت.. وتحيا مصر".

ارتجت المحكمة بهتاف كالرعد يردده الحاضرون:

"تحيا مصر.. يحيا الاستقلال.. يحيا سعد زغلول".

وخافت الحكومة البريطانية من تنفيذ الإعدام، فقرر مجلس الوزراء البريطاني بأغلبية أعضائه على تعديل الحكم الى سبع سنوات سجن وغرامة خمسة آلاف جنيه.

ونزل الشعب المصري يحيط بالسجن، يهتف بحياة الابطال السبعة.

وردت بريطانيا بالقبض على أعضاء مجلس القيادة الجديد:

محمد نجيب الغرابلي وفخري عبدالنور ومحمود فهمي النقراشي والشيخ مصطفى القاياتي وحسن يس.

وأصدرت بريطانيا أوامرها الى قواتها التي تحتل مصر بمنع ظهور اسم سعد زغلول.

وهنا تحركت النساء.

لعبت المرأة المصرية دورها الجريء في كسر الحصار البريطاني على اسم سعد زغلول.

 المشهد الآن في بيت سعد زغلول الذي أطلق عليه "بيت الأمة".

في المشهد تبدو صفية زغلول.. أم المصريين.

حول أم المصريين اجتمعت زوجات المتهمين، والى جوارهن سيدات يشتغلن بالحركة الوطنية.

أم المصريين تقول للسيدات:

الإنجليز منعوا ذكر اسم سعد حتى تنساه الناس، علينا أن نتصدى لهزيمة القرار البريطاني.. والوسيلة؟

تشكيل خلايا سرية من النساء.. مهمة هذه الخلايا:

الكتابة على أوراق البنكنوت باللغة العربية والانجليزية "يحيا سعد".

أم المصريين صفية زغلول تبلغ الخطة الى الجهاز السري للثورة.. القرار انتشر في البيوت والبنوك.. وأصبحت كل أوراق البنكنوت تحمل جملة «يحيا سعد» باللغتين العربية والانجليزية وكان الجميع يعتبر ورقة الجنيه المصري الخالي من جملة «يحيا سعد» عملة مزورة.

وتأثر الفن بقرار المصريين في كسر جدار الصمت الذين حاولوا فرضه حول اسم سعد زغلول، فغنت أشهر المطربات هذا العصر أغنية تقول:

"يا بلح زغلول.. يا حليوة يا بلح"!

رأي المصريين في الكويت قبل رحيل حسني مبارك

أظهرت نتائج الاستبيان الذي أجراه «موقع مصريون في الكويت www.egkw.com» قبل رحيل الرئيس مبارك النتائج التالية:

 بالنسبة لمبارك:

52% مع الرحيل الفوري.

31% مع البقاء حتى انتهاء ولايته.

15% مع التنازل لنائبه عمر سليمان.

 بالنسبة للرئيس القادم:

أكثر من 50% لصالح عمرو موسى.

15% لصالح عمر سليمان.

16% يفضلون وجها جديدا.

7% لصالح أحمد شفيق، ود. أحمد زويل.

3% لصالح البرادعي.

2% لصالح سيد البدوي رئيس حزب الوفد.

1% لصالح أيمن نور وحمدين الصباحي.

5% لصالح د.أحمد كمال أبوالمجد ورئيس حزب التجمع د.رفيق السعيد.

 بالنسبة لمجلس الشعب والشورى:

80% مع حل المجلسين.

محاكمة المسؤولين السابقين:

97% يطالبون بملاحقة ومحاكمة أعضاء مجلس الشعب والشورى وأعضاء الحزب الوطني والوزراء والمسؤولين الذين تضخمت ثرواتهم واستولوا على الأراضي والشركات وشاركوا في الصفقات المشبوهة وتجميد أرصدتهم حتى تتم محاكمتهم.

إنهاء حالة الطوارئ:

81% لصالح إلغاء حالة الطوارئ.