بقلم/ جمال الجمل
(1)
محيط "ميدان التحرير"
24 يناير 2016
(2)
لاتقل: عام على شيماء
قل: عام مع شيماء
(3)
يكرم الرئيس السيسي اليوم شهيدة الورد شيماء الصباغ ، حيث توجه إلى ميدان التحرير، وتوقف في طريقه عند ميدان طلعت حرب، في المكان الذي ثقب فيه الخرطوش أوراق الوردة النحيلة، وفي المكان الذي سالت فيها دماء شيماء على الرصيف المقابل لمقهى ريش، وضع الرئيس إكليلا من الزهور، وألقى كلمة حماسية صادقة في الذكرى الأولى لاستشهاد المواطنة البريئة من العنف، والمناصرة لمبادئ الثورة، استهل الرئيس كلمته بدعوة الحشود التي استقبلته بالهتافات، للوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم لتحيا مصر فى أمان وسلام واستقرار، وجدد الرئيس وعده لأسر الشهداء (كل الشهداء) بأن مصر لن تنسى أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم ولن تتخلى عن أسرهم.
(4)
عندما نطق الرئيس عبارة "مصر لن تتخلى عن عائلات الشهداء"، سالت من عينيه دمعة، وترك المنصة ليغوص وسط الحشود المؤيدة، ويعود حاملا بين ذراعيه طفلا يحتضن صورة الشهيدة شيماء، وقف الرئيس أمام كاميرات الفضائيات المحلية والدولية وقال موجها حديثه للعالم كله: هذا "بلال" فلذة كبد ابنتي شيماء، وأقسم بالله ألا أسمح للإرهاب ولا للبطش ولا للفساد أن يلوع قلب طفل أو أم أو أب، ما دمت مسؤولا عن هذا الوطن الغالي ومنتخبا من الشعب الأغلى.
(5)
تذكر الرئيس موعظة "كن مثل بلال"، ووجه حديثه للعالم داعيا للسلام والأمان، للعدل والمحبة، وقال بلغة شبابية متفائلة: بلال فقد أمه وهي في طريقها لوضع الورود على شهداء الثورة، بلال يحب أمه ويدعو لها بالرحمة، بلال يحب مصر ولم ينتقم منها بالإرهاب والعنف، بلال برىء، بلال هو المستقبل.. أيها العالم "كن مثل بلال".
(6)
أوضح الرئيس أنه احتفل، أمس، بشهداء الشرطة الذين دفعوا حياتهم ثمنا لفداء مصر وشعبها، لكي يفسح المجال اليوم للاحتفال بشهداء المدنيين الذين فقدوا حياتهم وهم يحاولون تطهير مصر من القمع والفساد وانتهاك الحريات، ويفسح المجال غدا لعيد ثورة يناير، ويجدد العهد بالحفاظ على مبادئها، ومواجهة أعدائها، وأكد الرئيس عدم وجود تعارض بين الاحتفالات الثلاثة، وأكثر منها، فالوطن يحتاج الجميع.. الشرطة والقوى الأمنية تحارب الإرهاب وتبذل الغالي والنفيس لغرس الأمان في نفوس الشعب وعلى حدود الوطن، والشعب يحارب التخلف والفساد والبطالة، ويؤكد دوره في مواجهة البطش والتخلف، متعهدا بالإنتاج والتمسك بالحريات، وإعلاء قيم الثورة: "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية"
(7)
وفي ختام كلمته، حملت الجماهير الرئيس وطافت به أرجاء ميدان التحرير، وهي تهتف: يا رب اطرح في قلب الزمن خيرا للعيال الطيبة
....................................................................................................
توضيح: النص ليس ساخراً، فمن يسخر من الأمنيات لايستحق المستقبل. النص هو "ما يجب أن يكون" في مواجهة "ما كان".