مُبادرة إيمان مُعاذ مبادرة إعلام وفن بلا عنف ، مبادرة مُباركة وذكية وجاءت فى موعدها إن لم تكن تأخرت ، فى وقت اصبح فيه الاعلام والفن - سينما وتيلفزيون- يُتاجرون بالاعراض والاوجاع ، ينشرون العفن والجهل والخرافات ( حلقات الجن لتلك التافهة التى تقدمها) اصبحوا يروجون لكل ما يُثير ( خلع الحجاب - انا قلت لربنا - ودعوة ممارسة الجنس قبل الوزاج - ترخيص بيوت الدعارة ...ألخ .. من تلك الدعوات الحقيرة التى ما كان لها ان تصل الينا الا حين وجدت من الاعلام الذى يُشجعها وربما يروج لها ، ومن هنا جاءت أهمية تلك المبادرة لتلك الفاضلة والرائعه الشاعرة إيمان مُعاذ وأخريين وذلك لكونهم وعو أهمية وخطورة الاعلام حين يأخذ طريق مُعين مُخالف لما يجب أن يكون عليه. مبادرة الهدف منها نشر ثقافة جديده ودعوة لإعلام هادف وفن راقى يدعم مكارم الاخلاق ويبتعد عن دعوات الشيطان ، مبادرة للحفاظ على القوة الناعمة التى يجب حتى على الدولة الحفاظ عليها والعمل على تقويتها .
 
  إن الاعلام ايها السادة أحد أهم روافد المعرفة التى تشكل وجدان وثقافة الشعوب .. فهو ذلك الشعاع المرجو منه دائما أن يُنير لنا الطريق ليكشف لنا الظلام ، إن الاعلام يعمل علي إثراء وجدان وعقول الجمهور المتلقي، مما يزيد من مدى ثقافته وتأهيله وإدراكه وبالتالي تفاعله مع المجتمع الذي من حوله. ونظرا للأهمية التي مَعنية بها هذه الوسائل فقد اهتم بها الجميع من كبار وصغار، وصار كل فرد منهم يفرد لها مساحة من الزمن لمتابعتها وخاصة البرامج التي تتوافق مع رغبة كل فرد ، ومن أهم ما تضطلع به وسائل الأعلام المختلفة, وقوفها سدا منيعا تجاه كل ما يتسبب في ضرر المجتمع من عادات قبيحة, مثل: إدمان المخدرات والسجائر, ومكافحة المشاكل التي تواجه المجتمع وتعمل علي انهياره، وخصوصا المشاكل الاخلاقية ..وإحترام القانون وهكذا ...ثم هناك دور أخر للاعلام وهو انه يحرص مثقفو العالم من علماء ومفكرين على بث أو نشر كل ما يمكن استفادة البشرية منه, من بحوث وتجارب واختراعات واكتشافات, وكما يمكن تبادل وجهات النظر و الأفكار لما يثري عقول المتلقي، مما يدفع بالرأي العام للأمام، وبالتالي تزداد حجم المعرفة لدي المشاهدين مما يدعم حجم المعرفة و الثقافة المجتمعية . هذا الاعلام الذى اعرفه وافهمه ايها الساده .. وبنظرة سريعة فى الاعلام المصرى نجده قد ابتعد عن كل ما كتبت سلفا ..وابتعد عن المهنية تماما ...فأصبح إعلام الفتن والنميمة .. والبحث عن الفضائح لهذا وتلك ، والفن والسينما المصرية والتى تمثل القوة الناعمة لمصر وكانت رائده فى هذا الامر اصبحت سينما رخيصة تدعو فقط الى العنف والجنس وسوء السلوك ...
 
 اقول انها كانت رائده والان اقول لكم أن المثقفين والاخلاقيين العرب اصبحوا يخشون على بلادهم من تلك القوة الناعمة التى تهدم ولا تبنى ، تفسد ولا تصلح ، فلا يخلو مشهد من عنف او جنس فضلا عن تعاطى مخدرات او تدخين سيجارة ... إن دراسة قام بها الاستاذ الدكتور (رأفت عسكر ..أداب الزقازيق ) أثبت فيها أن الاعلام المصرى قد فشل فى علاج مشكلة مثل مشكلة الادمان إعلامياً .. وقد استشهد بكلام أحد أكابر الطب النفسى فى الوطن العربى الدكتور احمد عكاشة والذى أكد هذا الامر ايضاً ، وهكذا العديد من المشكلات المجتمعية ، فإعلامنا الى الان يُصر مثلا على إظهار الممرضة على إنها سيئة السمعة رغم كل ما تقوم به نقابة التمريض من تصحيح تلك الصورة الذهنية السلبية ، فإن إعلامنا وكذلك السينما لم تكلف خاطرها أن ترى الصورة الجديدة للممرضة وهكذا وهكذا فى امور كثيرة وأخيراً اقول : أذا كانت تلك المبادرة تعمل على خلق ثقافة جديدة وإعلام وفن محترم ومحترف ، فعلينا نحن افراد هذا المجتمع دور ايضا ، علينا ان لا ننساق وراء تلك التفاهات التى تُقدم عبر شاشات إعلام غير محترم وغير محترف ، علينا ان نبث ذلك فى نفوس أبنائنا ، علينا ان نقوم بفلترت ما نسمعه وما نشاهده ، علينا الا نسمح ان تصبح عقولنا وعقول ابنائنا وعاء يُفرغ فيه تلك القذورات ، فعلينا أن ننقى ما سوف يُوضع فى أوعيتُنا..... باقة ورد لكل القائمين على المبادرة وحفظهم الله جميعاً حفظ الله مصر ... أرضاً وشعباً وجيشاً ورئيساً
 
بقلم / عادل عبدالستار ....ممرض بالطب النفسى .......2015/5/30