إنعدمت الضمائر , وقست القلوب , واندثرت الإنسانية والرحمة فى التعامل مع مآسى ومحن الشعوب العربية القابعة تحت سطوة الدمار والخراب , وإراقة الدماء , والتشريد والتعذيب إلى آخر هذا المناخ المفزع والمثير للشفقة ولكل مشاعر الإنسانية الذى تعيشه وتئن منه تلك الشعوب . الأزمة العربية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين تتعقد يوماً بعد يوم , والخراب يتمدد مهرولاً , إلا أن المجتمع الدولى برمته يقف وقفة عار وخذلان تجاه هذه المأساة , ويتعامل مع تلك الأمور بإزدواجية عفنة ومفضوحة , وببطىء قاتل وكأننا فى رفاهية من الوقت , كما أن الإنسان العربى " الإنسان " لم يكن محور إهتمام أحد , ولا يُلتفت إلى قضيته الوجودية وإستقراره , وطمأنته , والعيش حياة كريمة خاوية من الدم والذعر والتشريد , فالواقع شاهداً على ذلك بل يصرخ بذلك , وإذا تأملنا ما يدور وما يجرى داخل الغرف المغلقة وفى العلن أيضاً من إجتماعات وتشاورات وتصريحات , تكتشف أن المجتمع الدولى ينظر إلى تلك القضية من منظور آخر , ومن زاوية أخرى , فهو لا يعنيه لا إنسان ولا غيره ولا إستقرار ولا غيره , هو يعنيه فقط مصالحه ومخططاته ومؤامراته كيف تتحقق ؟ ,
 
وكيف يحقق أعلى عائد من وراء هذه القضية ؟ , فعندما يتم الإستيلاء على أماكن نفطية أو ضربها على سبيل المثال , تقوم الدنيا ولا تقعد لماذا ؟ لأنه أهم وأغلى من الإنسان عندهم , بل حينما يُحرق أو يُذبح إنسان كأن شىءً لم يكن , فحياة البشر رخيصة فى مقابل مساعيهم الجائرة , وأطماعهم الشرهة . إذ أنه من المثير للدهشة والتعجب أن البلدان العربية تشاهد الموقف هى الأخرى من المنظور الذى يحلو لها , ويتوافق مع مصالحها , فهذه نظرة خاطئة , فالخطر واحد , والمخطط هدفه واحد , والمصير واحد , فمتى سنتحرك وننقذ بلادنا وشعوبنا وديننا قبل فوات الأوان ,
 
فالرهان على المنظمات الدولية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها , رهانٌ خاسر , لن تنصف قضيتنا قضية السلام والإستقرار والتسامح , والقضية الفلسطينية وهى قضية العرب منذ عقود مضت إلى الآن هل المجتمع الدولى كان منصفاً وعادلاً بشأنها ؟ فهذا مثال بيٍّن على تخاذل المجتمع الدولى تجاه القضايا العربية دوماً وليس الآن . الحل بأيدنا نحن الشعوب العربية حكاماً ومحكومين , فالوضع لا يحتمل الكثير من الشقاقات , والمصالح الضيقة , والصراعات السياسية الداخلية , كما يجب إتخاذ إجراءات عربية يتفق بشأنها الجميع وليكن جيش عربى موحد كما أثيرت تلك الفكرة مؤخراً , أو أى آلية أخرى من شأنها إنقاذ الأمة العربية شعباً , وديناً , وثقافةً , وحضارةً , وإنسانية .