fiogf49gjkf0d
القادم .. للأسف كما توقعت للأسف الشديد .. وأقول للأسف لأنني كنت أتمنى أن يخيب ظني , فللأسف ما كتبته في المقال السابق من توقعات قد تم بالفعل جزء منه وبشكل سريع للغاية
 فقد تم رفض قانون العزل السياسي لرموز النظام – السابق- والحكم بعدم دستوريته, وتم حل مجلس الشعب بالقانون- رغم أن بعض القانونيين يقولون بعدم اختصاص الدستورية العليا بحل المجلس-, مجلس الشعب الذي كان الجهة الوحيدة المنتخبة في مصر من قبل الشعب والتي تعبر عن ثورته, وبالفعل أيضا تم نشر الذعر بين الناس وعادت أعمال البلطجة إلى الشوارع, وأكبر دليل على ذلك أحداث المنصورة الأخيرة في شارع بورسعيد . خرج مرشح النظام السابق وأحد رموزه متحدثا بما لا يدع مجالا للشك أنه الرئيس القادم, وعادت مصر إلى المربع صفر, بل أراه أخطر من المربع صفر, حيث أصاب الكثيرين من أبناء الشعب حالة من اليأس أمام المكر اللامحدود الذي يمارس على الشعب, فلم يعد أي جهة في مصر لها شرعية , والقوانين جاهزة لإسقاط كل جهة تتحدث باسم الشعب أو الثوار, الجميع يتحدث عن قسم الإشاعات في المخابرات الذي يعمل على نشر الفوضى وتشويه الرموز الثورية وعمل حالة من الذعر مما يسمى بالدولة الدينية – التي لا وجود لها في الأصل ولن يكون - والعجيب أننا حتى الآن ومنذ بداية الثورة لا نعرف شرعية لتولي المجلس العسكري مقاليد الحكم , فالذي ولاه هو رئيس خلعه الشعب وليس له شرعية, وأعتقد أن المجلس العسكري لن يترك الحكم ولن يسلم السلطة بأي حال. لم يعد هناك أمل لمظلوم أو مهان في مصر أن يعيش بكرامة, فعندما تكون الثورة هي غاية ما يمكن أن يفكر فيه شعب مهان في الداخل والخارج, سرقت ثرواته وانتهكت حقوقه وتم تجريفه نفسيا وماديا ومعنويا بكل أساليب التجريف والفساد, بعد هذه الثورة ما الذي تبقى له من أمل ؟؟!!
 
 مازالت المكائد والخطط والأعمال السفلية تحاك للشعب الجريح, فعلى سبيل المثال تأكيدا على حملة التشويه أكد الدكتور حسن البرنس، عضو مجلس الشعب – الذي تم حله - إنتشار مجموعات من النساء ''المخبرات المنتقبات'' تابعات لجهاز أمن الدولة السابق، تقمن بنوجية الفاظ قاسية للمواطنات في محافظة الأسكندرية بالمواصلات العامة. وأضاف خلال إستضافته ببرنامج ''الحياة اليوم'' المذاع على فضائية ''الحياة'' أن ذلك مؤشراً لعودة نظام حسني مبارك مرة أخرى مشيراً إلى أن البعض على علم بتلك الممارسات حتى أن هؤلاء المنتقبات يأتين إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم لتسجيل أسماء ''الأخوات''.
 
وأوضح أن هناك جنود من مخبري أمن الدولة يقومون بتوزيع أرقام هاتفية يدعون أنها للدكتور محمد مرسي، المرشح الرئاسي , ويرد عليها أحد الأشخاص يقوم بتقليد صوته ويتحدث بصورة سيئة من أجل تشويه صورة الإخوان. تم حل مجلس الشعب, ومجلس الشورى سيلحق به, وكما قلت من قبل سيتم العمل على إخراج مبارك للسفر بهدف العلاج والخطة تمشي بشكل بارع ومنظم , وكما قلت أيضا ستتعالى عبارات المصالحة الوطنية للإفراج عن كل المتهمين بقتل الثوار – وبالطبع لم ولن يحاسب أحد على قتل الشعب بأكمله والإفساد السياسي ,والحكم ببراءة المتهمين يتوالى – فالمصالحة الوطنية تدعو للعمل لصالح البلد, والآتي هو ضرب الثوار بلا رحمة, سيتم التحذير مسبقا بأن هناك فوضى واعمال بلطجة وعليه لابد من إنهاء حالة الثورة التي لم يعد هناك داع لها, فالرئيس شفيق يدعو كل أطياف المجتمع للعمل لمصلحة الوطن , فالبلد يتم التلاعب به من أياد خارجية, وربما هناك خطط للتقسيم, والسلع شحيحة والمصانع متوقفة, والناس ضجت بالفوضى, وخلاص بقى عايزين نشوف شغلنا ونعيش, ولنعمل جميعا على بناء مصر الحديثة, الزاهرة الزاخرة العامرة, والثائرون هم أعداء الوطن والخارجون عن القانون, وربما يتحول النظام إلى أكبر داعم للثوار والثورة وعليه فسيقوم هو بعمل الإصلاحات اللازمة , وبعد البلطجة من الطبيعي أن يتدخل العسكر بالسلاح ولا يلومن أحد إلا نفسه, فالأمن أهم من لقمة العيش. سيتم الانتقام من الشعب بأكمله , وتلفيق التهم ورجوع حالة الطوارئ , باسمها أو بغير اسمها, وسيتم اعتقال وتصفية كل رموز الثورة,
 
 وما يحدث مع الدكتور صفوت حجازي ومحمد البلتاجي مجرد بداية, سيتحكم المال والأعمال وأشباه الرجال , ونعود بعد ذلك إلى المهانة والذل والانكسار, لا وظائف ولا عدل ولا رحمة ولا كرامة, وسنذكر جميعا أننا يوما قد حلمنا, ويوما قد قامت ثورة في مصر , سندفع ثمنا باهظا لأننا حلمنا , وسنضحك كالعادة بملء أفواهنا وربما من قلوبنا, وندعو للشهداء بالرحمة, وعندما نختلي بأنفسنا سنبكي كما لم نبك من قبل, وسيلعن أحدنا نفسه ألف مرة لأنه لم يصبر على الحق ساعة, وأنه جبن وتخاذل في اللحظات الأخيرة, وأنه قد أنهكه التعب, سنذكر أننا قتلنا أنفسنا وخذلنا أناسا أرادوا أن يعملوا من أجلنا ومن أجل كرامتنا, وقلنا أنهم عايزين يكوشوا, وعايزين يحجبوا البنات, ولو الناس دول مسكوا الحكم مش هيسيبوه ابدا, وعايزين يطبقوا الشريعة, - وكأن شريعة الله عار ومذلة والعياذ بالله -, سنكتشف أننا لعبة, وللأسف ربما أدركنا أننا قطيع يساق حيث شاء أسياده, ولا نستحق الكرامة , وسيعلم كل ابن سلول ومسيلمة في الأمة, أن أدواته هي الناجزة النافذة, وأن أسباب النجاح هي التضليل والكذب والتزييف والخبث والمكر والإجرام, وأن الصادقين بلهاء, والأطهار أغراب مأفونون , فقد تعودنا الذل والمهانة, ولا نستطيع أن نحيا كراما.
 أحمد المنسي
 almansi9@hotmail.com