بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه اجمعين
تمر بنا الأيام متغيرة الآحداث منها ما نحب ومنها ما نكره منها ما نقبله على حاله لآنه يوافق هوى انفسنا او انه اكثر مما كنا نتمنى ومنها ما لا نتقبله وهذا من عدم الرضا فنحاول ان نخفيه او نغير فيه حسب ما كنا نرجو والآخطر من هذا ان نخبر غيرنا بأشياء لم تحدث من الآصل كنا نتمناها او سعينا لتحقيقها ولم نوفق فيكون هنا الخطر لآننا لم نكتفِ بعدم الرضا ولكنا قدرنا لآنفسنا غير ما قدر الله لنا ومن هنا تبدأ المعاناة والشقاء ونحن لا ندرى ان البداية كانت بأيدينا ولآنها كانت سهلة بتزيين الشيطان لنا بتغييرالحقائق وتبديلها فليس من الصعب التكرار والإستمرار حتى تأتى لحظة ندرك فيها ان الله تركنا ووكلنا لآنفسنا وهواها والحقيقة ان ما اعنيه فى مقالتى هذه جزء من هذه العادة المهلكة لصاحبها دنيا وأخره ألا وهى الإستشهاد بالغير فى تأكيد ما قمنا بتبديله وتقديره وهنا يكمن الخطر والخطر الشديد فالشاهد هنا يعلم بالحقيقة ولكن لمصلحة ما او لكسب رضا المستشهد لصالحه يفعل مختارا لا يأبه بغضب الله عليه ومن الجائز ان يفعل ذلك وهو لا يدرى انه يشهد بالزور ويقترف الكبيرة التى نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن اتيانها فقال "ألا أنبؤكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما يزال يقولها حتى قلنا: لا يَسكت" رواه البخاري وغيره. وامرنا الله باجتناب قول الزور قال تعالى "وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ" فقول الزور لا يقتصر مثلما يظن الكثير على شهادة الشهود فى المحكمة ولكن كل قول مخالف للحقيقة هو كذب وكل ما يؤيد الكذب هو زور والخطر يأتى فى النتائج المترتبة على الإستشهاد والإستدلال بمن يؤكد صحة ما هو كذب لآن المستمع كان من الممكن له عدم تصديق مايسمع ولكن بتأكيد ما يسمع من شخص اخر يدعى انه شاهد على ما حدث فلابد له ان يصدق مما يترتب عليه اجحافا وظلما لمن كان الكذب فى شحقهم او الإدعاء عليهم والمعاداة لشخص وهو لا يستحق ذلك واستحلال حق هو ليس بحق وغيرها من الآثار المترتبة على قول الزور وهو من اكبر الكبائر اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل