كنت أحتسى كوبا من الشاى أبو نعنان وأستمع لأغنية أم كلثوم أنت عمرى ومستمتع بنسائم الهواء وأذ تنتزعنى أم عبير بياعة الفجل والجرير على ناصية شارعنا وهى تصيح على بأعلى صوتها يا وائل يا أستاذ وائل أنت يا واد ياوائل قلت أرد لحسن الأمور تتطورأكتر من كدة.. خير يا أم عبير ردت فى حزم أنزل حاولت أن أثنيها عن طلبها فأخبرتها أنى منشغل الأن لكنها أصرت فنزلت وبدون أى مقدمات وجدتها تسأل يعنى أية دولة مدنية ولا أبصر أية دة علمانية ضحكت متسائلا وأنت سمعتيها أمتى دة كمان؟! ردت مقتضبة مش شغلك جاوب وبس قلت أحترم نفسى لحسن أم عبير ما بتتوصاش وأخبرتها شوفى يا ستى الدولة المدنية أو العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة،، فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإنما للمجتمع أن يعالج أموره المتعددة على أسس مادية، ووفق نظرة علمية مادية، وهذه النظرة المادية للدولة نشأت نتيجة رفض أوروبا لسيطرة الكنيسة اللاهوتية واستبدادها في القرون الوسطى فما كان منهم إلا أن فصلوا الدين عن الدولة لأنهم وجدوا أن البعض من رجال الدين أرادو أن يستولوا على مقدرات الشعوب بأسم الدين وهذا كان أفضل من وجهة نظرهم وهذا ليس له أدنى علاقة بنوع الدين فالأصل لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة وطبعا الحكام من أختيار الشعب ولا يوجد دول ذات مرجعية دينية سوى الفاتيكان وإيران وأسرائيل وهناك حكم عسكرى مثل ليبيا وكوريا الشمالية وعلية فإن معظم دول العالم تطبق نظام الدولة المدنية ومعظم الدول تنجح فى ذلك لأنها تقوم على الحياد الكامل فى التعامل مع مواطني الدولة ،الدولة تدار بواسطة مدنين وليس عسكريين ويمكن محاسبتهم فى أى وقت ، الأنتقال من الصراع حول العقائد الدينية إلى الصراع حول الأفكار والرؤى السياسية المختلفة وتعتمد الدولة المدنية على الديمقراطية وحكم الشعب والولاء للوطن ليس للجيش أوغيرة ..وهناك بعض من رجال الدين يرون أن الدين الأسلامى يقوم على الشورى وعدم الأستبداد وأحترام الأقليات الدينية الأخرى كما كان فى عهد الرسول صلى الله علية وسلم فالأسلام الصحيح لا يتعارض مع فكرة الدولة المدنية وأنما الأسلام هو أول من طبقها بس خلاص حاجة تانية يا أم عبير ردت فى عدم رضا لأ يالله أمشى ألحق أم كلثوم والشاى وخد فى أيدك حزمة نعنان لحسن اللى عندك زمانة خلص ماانت بقالك يومين ما بتشتريش منى حاجة أنا غلطانة أنى ندهتك.. يالله امشى سلام.. ولنا غدأ لقاء مع أم عبير بياعة الفجل والجرجير ..وائل سرور