حكومة الدكتور شرف حكومة ضعيفة رقيقة ناعمة اتت في وقت خطأ لا يصلح فيه المهادنة او المواربة او الاستعطاف.. بل وقت نحتاج فيه الى قوة وشراسة وترقب وترصد وتعقب لكل مسيء وكل فاسد وكل حاقد على مصر والمصريين.

ودون ان اخوض في تفاصيل كثيرة يعرفها كثيرون وتؤكد حديثي عن حكومة الدكتور شرف التي لا نشك في نواياها ولكننا عاتبون على اسلوبها.. اتحدث هنا عن توقيع حكومة الدكتور شرف على عقد توشكي الجديد مع الامير السعودي الوليد بن طلال الذي كان وما زال رغم الثورة يتمتع بالنفوذ ويد الطولة داخل مصر.

ولان الثورة حررتنا أو زادتنا تحررا او جعلتنا نتحدث على المكشوف دون ان نكتب باستعارات مكنية وامنية خشية الحبس والبطش.. ولان الثورة اليوم جعلتنا لا نخشى حتى الحبس والبطش ولا حتى القتل لانه ان الاون ان نتحدث.. نقول هنا ان الوليد هو امير سعودي في السعودية اما في مصر فهو شقيق من السعودية الشقيقة حتى تثبت ادانته.

ولان الوليد ثبتت ادانته وضلوعه في نهب اموال وثروات واراضي الشعب المصري.. ولان الوليد ثبت تواطؤه مع النظام السابق لاغتصاب الارض والعرض المصري فما كان من الواجب على الحكومة صاحبة اليد الناعمة ان تهادن او تصالح معه لأنه له مآرب ونوايا اصبحت واضحة ومن الواجب عدم دخول هذا الشقيق المغتصب لاراضي مصر من الاساس.

إن تنازل الوليد عن 75 الف فدان اغتصبها بعقد يعتبر جريمة انسانية واخلاقية من ضمن مئة فدان كانت محل ذلك العقد ليست منحة او عطية من المغتصب للمعتدى على كرامتهم وشرفهم.. وهو فعل ذلك غصب عنه وليس طيبا منه ولو طال امتصاص دمنا لفعل كما فعل في السابق.

ألم يعلم الوليد بن طلال ان عقده هذا المزعوم مع النظام السابق عقد فاسد وعقد اغتصاب لاراضي مصرية.. وهل كان رجل الاعمال السعودي هذا مغيب عندما وقع العقد بسعر 50 جنيها للفدان اي 50 جنيها لما يعادل 4200 متر مربع.. وهل كان يصدق الوليد نفسه انه مرحب به للاستثمار في مصر دون دفع رشاوي وعمولات وتبادل المصالح مع الرئيس وابناء الرئيس.

ياسعادة معالي رئيس الوزراء.. اليس هذا هو الوليد الذي كان احد الحضور في الكثير من المناسبات الرسمية من جلوس الصف الاول والوضعين لرجل على الاخرى في منظر استفزازي وكأنها بلد ابوه الامير المغضوب عليه في بلده والذي كان له مواقف جعلته منبوذاً في السعودية الى ان تعدلت الاوضاع بعض الشيء بينه وبين باقي افراد العائلة المالكة.

يادكتور عصام من غير سعادة او معالي لانه انتهى زمن التفخيم غير المبرر والتمجيد واصبحنا كلنا خدام في بلاط صاحبة الجلالة مصر.. اقول لك ان توقيع عقد الوليد سقطة كبيرة.. ومن المفترض ان يحاسب هذا الرجل وغيره من المستثمرين الناهبين لثروات مصر وخصوصا العرب اشد محاسبة.

يادكتور عصام هؤلاء اضروا بمصر اكثر مما اضرت بها اسرائيل.. وهم العدو الاول قبل اسرائيل لانهم نهبونا وجعلوا نظامنا السابق الفاسد يستشري ويعيث في الارض فسادا ويزداد في بطشه وظلمه وسحقه لهذا الشعب الذي تحمل الكثير وآن الآوان ان نتحرر من هكذا عبودية.

دكتور عصام نحن نطالبك بان تضع كل الامور امامنا بصراحة.. وان تلغي عقد هذا الوليد من الاساس وليذهب الى المحاكم الدولية ليحتكم وليقل انه اغتصب الاراضي نظير 50 جنيها للفدان.. لانه بذلك يدين نفسه ويبرهن على انه دبر بليل مع النظام الفاسد اغتصاب هذه الاراضي.. وهذا يدينه.. ولو ان حكومتك يا دكتور عصام قوية لقامت هي برفع الدعاوى على مثل هؤلاء ولطاردتهم.

دكتور عصام لا تقل لنا الاقتصاد والاحتياطي لان هكذا عقود تؤخر الاقتصاد.. واما بالنسبة لمنحة السعودية فقد كانت الصدمة انها متمثلة في قروض يا دكتور.. بمعنى اننا سوف نسددها مع الفوائد والجزء البسيط فيها هو المنحة او الهبة التي سترد ايضا في شكل فوائد.. أي ان البلد الشقيق لن يخسر شيئا.. وبالمناسبة المنح والعطايا ليست حبا في مصر او شعبها.. وانما هي تدفع بهدف عدم اللجوء الى دول معادية كايران.

يا دكتور ما يحدث الان يجعلنا نستشيط غضبا فها هي الاراض المنهوبة تعود لنهاهيبيها واحد تلو الاخر.. وجميعهم يتوسطون ويتفاوضون معكم.. وكأنهم لم يتعمدوا نهب الاراضي والخطأ في حق شعب مصر.. يا دكتور لابد من محاكمة هؤلاء بدلا من الاستجابة لهم والجلوس معهم على مائدة المفاوضات.. كما يجب ان يعلم الجميع بمن فيهم انت ان ارض مصر ليست للبيع وانما من الممكن ان ندخل مع الشرفاء في شراكة تظل الارض ملك لنا والمشروع المقام عليها ملك لهؤلاء الشرفاء بنسب 55 لمصر و45 لصاحب المشروع من المستثمرين الشرفاء.. هذا ما يمكن ان نتفاوض عليه.

دكتور عصام لاتوجد دولة في العالم كله حدث ويحدث فيها كما في مصر.. وهل يادكتور تستطيع ان تشتري انت وانت رئيس وزراء مصر ارضا في السعودية باسمك.. او حتى في اي بلد وبنفس الشروط التي تهدر بها اراضي مصر؟

دكتور عصام نحن على استعداد ان نموت جوعا ونرفض ان نغتصب مرتين مرة في عصر حكومة نظيف واخرى في عصر حكومتك حكومة الايدي الناعمة.. فلتقف في لقائك الاسبوعي الذي اختفى وتقول لنا كل الصعاب التي تواجهك وتضعها بين ايدينا.. ولا تفرط في كرامتنا لوسمحت مرة اخرى.. واطرد كل هؤلاء المغتصبين ولا تمنحهم الشرف بالجلوس اليك من الاساس فانت تمثل الان الثورة.. ودم الشهداء لن يبرد ابدا طالما هناك في مصر امثال هؤلاء يوقعون عقود الذل والمهنة.

دكتور عصام حاكم الفاسدين والمفسدين.. فما اخشاه ان تحاكم انت بعد ان يأتي مجلس شعب ورئيس جديد.. نعلم انك مخلص ولكن عفوا ينقصك الكثير من الشجاعة.