والله زماااان يا ريس
 - كتب/ سعيد مندور
 في تسجيل صوتي ومفاجئ للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، بثته قناة العربية الفضائية الإخبارية كسبق خبري يوم الأحد الموافق 10/4/2011، مدته لا تزيد عن الستة دقائق وتناولته جميع وكالات الأنباء والفضائيات، وأثار الكثير من الجدل في الشارع المصري والعربي والدولي، وتسارع المحللين السياسيين والقانونيين والإعلاميين والنفسيين والاجتماعيين، للظهور على القنوات الإخبارية والفضائية وبرامج (التوك شو) كلاً يحلل من وجهة نظره، ولكن الكل اجتمع على أن هذا التسجيل الصوتي لماذا الآن؟! ولما ظهر بعد جمعة المحاكمة والتطهير؟! وهل ما جاء في هذا التسجيل يكفي لدفع التهم التي نسبت إلي الرئيس السابق؟!
وهل الحديث عن الذمة المالية هو ما وجه إليه من اتهامات؟! وماذا عن الإضرار بالحياة السياسية بمصر والتي جعلتنا في مؤخرة الدول العربية والأجنبية رغم تاريخ مصر السابق؟! وماذا عن شبابنا الذي فقد الأمل في المستقبل منذ ثلاثين عاماً؟! وماذا عن دم الشهداء في ثورة 25 يناير؟! وماذا عن ذيول النظام الذين مازالوا يعبثون في أمن الوطن لإجهاض الثورة؟! وماذا عن تشويه صورة مصر الأمنية في الخارج والداخل في موقعة (الجمل والجلابية ...)؟! وماذا عن احتوائه لنظام فاسد قام بالسلب والنهب لأموال وأراضي الدولة؟! وماذا عن حرمان أبناء شعب مصر العظيم من حقوقه السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية وجعله إنسان بلا هدف ولا مستقبل كالمريض الذي ينتظر الموت؟! وماذا عن مجرد سماع صوتك فقط جعل البورصة بعد تعافيها تتراجع وتخسر 5 مليار دولار في يوم واحد؟! وماذا عن ما كشفته التحقيقات بسقوط أركان نظامك بتهمة نهب البلاد و تجويع العباد وتضخم الثروات، وماذا عن ... وماذا وماذا؟!! ..
 صحيح أن ما جاء وسمعناه بصوت الرئيس السابق كان حواراً بارعاً في نص كلماته المكتوبة والمنتقاة بدقة، وفي نبرات صوته المبحوحة التي يتبين لكل من سمعها من أول وهلة أنه رجلاً صاحب مرض يحتاج إلى الرحمة.. مما يؤثر ذلك الصوت على سامعه.. لاستعطاف القلوب الرحيمة، بما أننا شعب عاطفي.. ولكن من يتمعن في نبرات الصوت يجد أنه في بداية الحديث كان صوت مبحوح ومتحشرج، ولكن في نهاية الحديث نجد استقامة النبرة وتمالكه للنطق وهو يقول إنني أحتفظ بكافة حقوقي القانونية تجاه كل من تعمد النيل منى ومن سمعتي ومن سمعة أسرتي بالداخل وبالخارج، وفي اعتقادي أن هذا الحديث ما هو إلا استعطاف ومناورة لبراءة الذمة والتوعد لمن تعمد النيل منه ومن سمعته، ولكن نقول لك ياريس (والله زمااااااان) لقد نفذ رصيدكم، وهذا لم ولن يكن، وقد رحلت ورحل معك كل الفاسدين الذين أشاعوا الفساد في الوطن، وسيبقى الشرفاء من رجال وشباب ثورة 25 يناير، وسنبني مصر جديدة برجال يقدرون من هي مصر، وأين ستكون مصر على الخريطة الدولية، فالشعب باقي والفاسدين إلى زوال، وبيننا وبينك القانون في الدنيا، والله عز وجل عليك في الآخرة.
 EMail: sism59@hotmail.com