بقلم / محمد حسن 
 عن الكابتن غزالى: شيخ الشعر والمقاومة .. 
 
 
 
اكتب عن اصدقاء احبهم فى هوايه يوميه لااملها وهو من الذين اعتز بصداقتهم وافرح بان يقول لى الاصدقاء اننى من رواد الكابتن غزالي حيث طرت فرحا ان اجده  امام احد المقاهى بعد العوده المبكره الى السويس عقب سنوات التهجيركنت أبحث عن الرجل الذي كتب للسويس كل هذه الأغنيات وعن اغنية السمسميه التى شهدت تحولها الحقيقي على يديه لتصبح آلة ساحرة  ومؤثرة.
شاركنا معه منذ الصغر فى اعمال البطولة والفداءجربنا الفرق الصغيره ورحنا نغنى فى التجمعات بجديه وكاننا على الجبهة ،ننتظر القطارات القادمه من القاهره ونسال عن احدث الاغنيات واخبار الفرقه وحفلاتها فى القاهره والاسكندريه نستمع الى الراديو واخبار الحرب وحفظنا عن ظهر اسماء شدوان ،الجزيره الخضراء ..وكل معارك الاستنزاف .
 
 
 
وبعد اكتوبر اصبحنا اصدقاء الكابتن ورواد مرسمه ،يشارك فى الحياه اليوميه للسويس وينتصر لقضايا الوطن ،ولايكف عن المشاكسه والتندر،وتقريظ ،المتقاعسين والذين يسقطون على الطريق إما بالهروب اوالمشاركه فى الفساد بكل صوره.
وعلى رغم كل هذه السنوات ظل الكابتن غزالى ..شيخ شعراء المقاومه محافظاعلى بساطته ورقته وادبه الجم فهو رجل خجول لايملك الا ان يدير وجهه خجلا عند اول محاوله للمديح او الاطراء واثقا فى قدرة الشعوب على صنع المعجزات ومحبا لمدينته الباسله وهو واحد من أهم رموزها وجنودها الحقيقيين فقد اصقلته التجارب النضاليه على امتدادالتاريخ المعاصر مع الاحتلال الانجليزى والحروب التى خاضتها مصر والامه العربيه وهو من المنادين بان روح الشعوب لاتهزم ولاتموت وأن عبقرية هذا الشعب تكمن فى قدرته على الصمود والمواجهه فى اصعب اللحظات وادق الظروف جاءت تجربته فى تكوين فرقة "أولاد الأرض" بعد يونيو لتكشف عن الوجه الحقيقي لابناء الشعب من البسطاءالذين لايتوانون عن التعبير عن حبهم الحقيقي للارض ةالوطن ..لم تكن مصادفه ان يبحث عن وسيله للمشاركه فى المعركه التى تستعد البلد لدخولها .فقد كانت مشاركاته الطويله فى الحياه الحزبيه والسياسيه والعمل الفدائي والوطنى هي المخزون التراكمى الذي  هون عليه مشقة البحث عن صيغه يقدم من خلالها معارفه وطموحاته وكانت الشعارات البسيطه هى المدخل لتجربته ذائعة الصيت والعون الكبير من شعراء كبار من ابناء المدينه ورفاق اعزاء من الذين بقوا فى السويس والتفوا حوله ليصبح للسويس صوت نضالى مؤثر يشد اليها الانظار من أبناء السويس فى اماكن التهجير كما اهتم بها عدد كبير من المثقفين الذين ايقنوا ان هذا الصوت هو الوجه الحقيقي للشعب المصري فى اوقات المحنه والشده وتحولت اغنيات الفرقه الى رسائل يوميه تدعو للصمود ورفض الهزيمه واحتضان جديد للجندى المصري علي الجبهه وعلا صوت السويس فى وقتها وكان للدور الكبير الذي لعبه حامد محمود محافظ السويس فى تلك الفتره ووجود الاستاذ محمد عروق كمدير اذاعة صوت العرب الاثر البالغ فى ذيوع وانتشار اغنيات فرقته التى راحت تردد فى كل ربوع مصر وحتى خارجها. فقد شاركت الفرقه فى حفلات اضواء المدينه والتى كان يشارك كبار المطربين والفنانيين وفى مقدمتهم عبد الحليم حافظ .
هيلا هيلا ..
هنا ف السويس تلاقينا
فى الخنادق..بالبنادق 
على كل شبر عنينا..
ونا صاحى يامصر انا صاحى 
سهران وف حضنى سلاحي 
واللى يكسر عزيمتى ..
واللى يقل ف قيمتى 
يحرم عليه
هكذا حددت اغنيات فرقة المقاومه شكلها النضالى واعطت للسويس ذلك الزخم والحضور  وراح اسمها يتردد فى كل مكان مقرونا باسم فرقة "ولاد الارض"التى اتحذت من الموقع المتقدم على الجبهه والمشاركه فى اعمال الدفاع المدنى والغناء فى الخندق  وارتداء الملابس العسكريه رؤيه حقيقه لمدينه مقاتله قادره على الصمود والوقوف فى وجه الدبابات الاسرائيليه بعد ذلك خلال حرب اكتوبر..بينما ذاع صيتها وانتشرت اغنياتها فى التجمعات الشبابيه وفى الجامعات ومواقع العمل وبين ابناء القناه فى كل المحافظات واستطاعت ولاد الارض ان تتميز بالوعى السياسي والرؤيه النضاليه عن بقية الفرق الاخري فى منطقة القناه.
كما ارتبطت بعلاقه حميميه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكانت تبعث له برسائل يوميه من الجبهه..بما ساهم فى البدء فى حرب الاستنزاف والاستعداد من جديد لحرب اكتوبر ..
ياحمام روح قوام لجمال
بوس خدوده وقوله 
جنوده اشتاقوا والله للقتال..
وكما انشدت ولاد الارض للسويس والصمود غنت كثيرا للانتصار وحددت شكله ومعالمه والمستقبل الذي ينتظر السويس وشعبها بعد العوده.
والله حترجع تانى 
لبيتك ولغيطك
وحتلقي الرمله خضرا
على طول القنال 
وح تلقى شجرك عالى 
والفاكهه فيه بتلالى 
وبتندهلك تعالالى 
انا غاليه ومهرى غالى
 من دم الرجال