حتى فترة قريبة؛ كان &<700;يروس زيكا المكتشف في أربعينات القرن الماضي من ال&<700;يروسات غير المقلقة لأي طبيب، ففي حالة تسببه لأي أعراض لبعض المصابين به، فهي لن تتجاوز ارتفاعا في الحرارة مع إحمرار في العين والجلد، بينما يمر مرور الكرام على أغلب المصابين دون أعراض تذكر.
 
أعراض زيكا البسيطة لم تشكل في أي لحظة دافعا للعلماء للبحث عن تطعيم أو علاج له، فمنذ اكتشاف الفيروس للمرة الأولى في غابات زيكا في أوغندا؛ ومنذ انتقاله من إصابة القرود لإصابة البشر، لم تسجل أي مضاعفات للمصابين به تستدعي البحث عن علاج أو تطعيم.
 
لماذا تحول زيكا فجأة لرعب العالم؟
بعد تزايد الإصابة به بشكل كبير في البرازيل توصل بعض الباحثين لما أثار مخاوفهم: وجود آثار للفيروس في مواليد مصابين بصغر حجم الرأس.. لم تتأكد بعد العلاقة بين ال&<700;يروس والمرض، لكن الاكتشاف كان كافيا لتحذير السيدات الحوامل أو المتوقعات للحمل من المخاطر المحتملة للإصابة به.
 
مشكلة الطفل المصاب بصغر حجم الرأس أن حالته غير قابلة للعلاج، أعراضه تتراوح بين مجرد رأس أصغر من الحجم الطبيعي دون تأثير، إلى تشنجات وتأخر عقلي وحركي، وفي كل الأحوال ليس لدينا الكثير لنقدمه له.
 
هنا ظهرت الأزمة؛ لدينا &<700;يروس ينتقل عن طريق البعوض، ليس له تطعيم أو علاج، ولدينا شكوك قوية أن هذا ال&<700;يروس لو أصاب سيدة حامل قد يتسبب في مولود مصاب بحالة لا علاج لها وتستمر معه طوال حياته.
 
بدأ القلق كذلك من وجود وسائل انتقال أخرى للفيروس أكثر من البعوض، ففي 2008 سجل أحد الباحثين انتقال الفيروس جنسيا من الباحث نفسه لزوجته، وبعد تحذير منظمة الصحة العالمية تم تسجيل حالة أخرى مماثلة في الولايات المتحدة، لذلك أضيف تحذير للسيدات الحوامل من انتقاله جنسيا أو انتقاله بنقل الدم.
 
حتى الآن تخوف العالم هو من إصابة سيدة حامل؛ فيما عدا ذلك لم تسجل أي مضاعفات عند إصابة ذكور أو إناث لسن بحوامل؛ سواء كانوا بالغين أو أطفال، لكن بالطبع فانتشار المرض يزيد احتمالات إصابة عدد أكبر من الحوامل به.
 
بعد الاكتشاف وتحذيرات منظمة الصحة العالمية للحوامل، بدأت مراكز رعاية الأمومة في الدول المصابة والدول المحيطة في إضافة فحص زيكا للسيدات، حدث هذا في البرازيل والمكسيك وجواتيمالا وبعض ولايات الولايات المتحدة.
 
وبعد الاكتشافات الأخيرة؛ بدأ بعض الباحثين في التساؤل إن كانت أزمة ال&<700;يروس هي درجة من التحور نتيجة لإجراءات البرازيل على مدى السنوات الأخيرة، حيث قامت البرازيل بانتاج بعوض معدل چينيا في محاولة للقضاء على حمى الدنج، الحمى التي تنتقل عن طريق البعوضة ذاتها التي تنقل زيكا، وقد نجح الإجراء في الحد من حمى الدنج، لكن البعض يتساءل لو كان النجاح في السيطرة عليه قد تسبب في توحش مرض آخر.
 
بعض الجرائد العالمية بدأت تتحدث عن احتمال تساهل بعض قضاة البرازيل في السماح بالإجهاض للمصابات بالفيروس؛ كما تساءل البعض عما اذا كانت الأزمة تحتاج لفتح نقاش حول منع الحمل عند بعض المسيحيين المتدينين الذين يرونه خطأ.
 
ونشر البعض تحذيرات من اختيار دول أمريكا اللاتينية كوجهة لقضاء شهر العسل أو الإجازات في الوقت الحالي.
 
كما ينصح بسحب عينات من القادمين من المناطق المصابة في الحجر الصحي في أماكن الوصول حتى من الأصحاء، حيث إن الفيروس قد يمر دون أعراض تذكر.