تطرق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس فجر الأمس إلي العديد من القضايا السياسية الدولية, حيث حرص علي استعراض الإنجازات الأمريكية علي الصعيد الدولي علي مدي العامين الماضيين.
كما حدد أوباما ملامح السياسة التي سوف ينتهجها في العامين القادمين لانتشال الاقتصاد الأمريكي من كبوته عن طريق تشجيع الاستثمارات وخلق وظائف جديدة في محاولة جديدة لكسب الثقة قبل عامين من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فعلي صعيد السياسة الخارجية, أكد أوباما أن الولايات المتحدة تحتاج إلي علاقة تفاعل جديدة مع العالم الخارجي في ظل المستجدات العالمية. وأشار في هذا السياق إلي مهلة نهاية العام لسحب قواته من العراق, مجددا تعهده لبدء سحب القوات من أفغانستان خلال الصيف المقبل, بهدف إنهاء مهمة الولايات المتحدة هناك في عام 2014. وحذر من أن القاعدة وفروعها تواصل التخطيط لشن هجمات ضدنا, في حين أشاد بالمخابرات الأمريكية وأجهزة تطبيق القانون في واشنطن لدورهم في إحباط هجمات, وقال إن الحرب ضد القاعدة سوف تستمر حتي تحقق بلاده النصر.
وفي إشادة بالموقف الشعبي التونسي وتعبيرا عن مساندته لهم, أكد أوباما إن بلاده تقف إلي جانب شعب تونس, مؤكدا أن إرادة الشعب أثبتت أنها أقوي من إرادة الحاكم المستبد.
إلا أن كلمته خلت من أي ذكر للجهود المتعثرة للسلام في الشرق الاوسط التي أطلقها أوباما في سبتمبر الماضي, والتي سرعان ما تداعت جراء الاختلافات شديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. غير أن مسئولين بالبيت الأبيض قالوا إن هذا الإغفال لا يعبر عن أي ضعف في التزام الولايات المتحدة بمساندة مساعي السلام.
أما بالنسبة للأزمات النووية العالمية, فتعهد أوباما بنزع فتيل المخاطر النووية في العالم وهي إشارة الي أنه لا هوادة في الضغوط الأمريكية علي طهران وبيونج يانج علي الرغم من الجهود للحوار مع البلدين بشأن برامجهما النووية. وطالب كوريا الشمالية بأن تفي بالتزاماتها في التخلي عن الأسلحة النووية, مؤكدا دعمه الكامل ومساندته لحليفته كوريا الجنوبية قبل المحادثات المرتقبة التي تهدف إلي محاولة تهدئة التوترات في شبه الجزيرة الكورية. كما دعا إيران للتخلي عن برنامجها النووي, مؤكدا أنها تتعرض حاليا لضغوط وعقوبات دولية عنيفة.
وقد استخدم أوباما كلمته عن حالة الاتحاد إلي الشعب الامريكي لإبراز النجاحات الأمريكية في مجال السياسة الخارجية; وعلي رأسها اصلاح العلاقات مع روسيا والشراكة المتنامية مع الهند وتنشيط الجهود لمكافحة انتشار الاسلحة النووية في العالم. وحدد أوباما ما اسماه خطة الفوز في المستقبل للإنفاق علي مشروعات في مجالات حيوية مثل التعليم, والسكك الحديدية عالية السرعة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة, وارتفاع سرعة الإنترنت لمساعدة الولايات المتحدة علي مواجهة آثار العولمة وتحدي القوي الناشئة مثل الصين والهند. فقد دعا أوباما الأمة الأمريكية إلي مساندة خططه من أجل استمرار الإصلاح الإقتصادي و الابتكار واصلاح الموازنة العامة وتطوير التعليم باعتبارها مسائل حيوية للحفاظ علي المكانة المتقدمة للولايات المتحدة في عالم تتزايد فيه المنافسة الدولية مشددا علي ضرورة الدفاع عن سوق الوظائف الأمريكية وقال إن الحفاظ علي الحلم الأمريكي يتطلب تضحيات من كل الاجيال وتلبية متطلبات عصر جديد تحت شعار ضرورة الفوز في المستقبل.
وشدد علي أن الولايات المتحدة تمضي في الطريق الصحيح, إلا أنها تحتاج الآن إلي إعادة تشكيل بعض الأولويات لضمان القوة والاستقرار في المستقبل. ودعا إلي زيادة حجم الاستثمارات في المجالات الرئيسية كالتعليم والطاقة النظيفة, وتجميد الإنفاق الحكومي في العديد من البرامج المحلية لتوفير400 مليار دولار علي مدي خمس سنوات لسد العجز في الميزانية وفي محاولة لتلبية الاحتياجات الفورية للنمو الاقتصادي والتوازن المالي.
وحث أوباما الحزبين الجمهوري والديمقراطي علي العمل معا من أجل صالح البلاد بدلا من التمسك بأيدولوجية حزبية بحتة, مشيرا إلي أن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة أكبر من أي حزب وأي سياسات.
وفي خطابه, وضع اوباما هدفا أن تكون أغلب الكهرباء المولدة من المحطات نظيفة بحلول عام2035 ويشمل ذلك التوليد من مصادر مثل الفحم النظيف والغاز الطبيعي. وأكد علي ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة وحث الكونجرس علي إلغاء دعم بمليارات الدولارات لشركات البترول.