أعزائي أعضاء وزوار الموقع الكريم كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات وبعد.... لقد قرأت منذ أكثر من شهرين على صفحات الموقع عن جزارة هليوبولس وما تتمتع به من جودة في اللحوم ومصداقية في العمل وعقدت النية على أن أتعامل مع هذه الجزارة حيث أنني سألت أيضاً بعد المصريين عنها فشكروا لي فيها وسافرت لمصر أنا وأسرتي في أجازه لمدة شهرين وعدنا منذ يومين لأجد نفسي مطالب بلحمة العيد بجانب باقي المتطلبات المنزلية وتذكرت هذه الدعاية الرائعة التي كانت على الموقع لهذا المحل وبالفعل اصطحبت صديقي وجاري في السكن وقلت له هيا بنا نذهب لهليوبولس نجيب لحمة العيد وكان ذلك... ووجدنا المحل مرتب ونظيف واللحوم شكلها رائع ولكن للأسف وجدت المعاملة سيئة جداً دون سابق معرفة فهذه أول مرة أذهب هناك... كان هناك عاملان بالمحل عامل يجهز اللحم (يشفي اللحم) والآخر يقوم بوزن اللحم للزبائن انتظرت انا وصديقي حوالي نصف ساعة حتى يأتي علينا الدور وجاء دورنا وقفنا على الكاونتر فأعجبتني قطعة لحم فسألت الأول الذي يجهزها واسمه أحمد (اللحمة دي مصرية ولا كويتية) فلم يرد كررت السؤال فرد ولا مصرية ولا كويتية فقلت له (أمال هي ايه) وكنت أنتظر أن يقول مصرية حتى أقول له ضعها لي على الميزان فرد عليا (أنا رديت عليك) فأدركت أن نفسيته بها شيء غير طبيعي فقلت للعامل الآخر الذي يزن اللحوم للزبائن (هل صديقك لا يعرف نوع اللحم الذي يشفيه) فقال لي لا طبعا هو يعرف فقلت له لماذا إذاً لما يجاوبني) وإذا بهذا الأحمد يخرج عن نطاق الأدب ويعلو صوته قائلاً أيوه أنا عارف بس مش عاوز ارد عليك فقلت له لماذا لا ترد عليا أنا كنت اريد أن اعرف لكي اشتري هذه القطعة لماذا لا ترد عليا أنت في محل لأكل العيش وهذا عملك فصاح في وجهي مش هارد عليك وخلاص قلت له على فكرة اسلوبك ده مش كويس فتكلم زبون اخر كان موجودا بالمحل وقال له اهدى شوية وهدي اعصابك فرد عليه العامل وقال له باللفظ الواحد (هو كل واحد جاي يشتري 2 كيلو لحمة هيقرفنا) قلت له لا تزود في الكلام اسكت وتدخل العامل الآخر وهدأت أنا ولكنه لم يهدأ فأخذ يهرتل بكلام وإن دل فيدل على قدر الثقافة والعلم الذي حصل عليه وربأت بنفسي عن الدخول معه في حوار غير متكافئ فقال لي العامل الاخر أأمر يا استاذ قلت له خلاص شكراً كفاية صاحبي خد لحمة... قال لي براحتك قلت له لو سمحت اعطني رقم صاحب المحل وإذا بهذا العامل ينتفض (اديه يا عم التلفون اكتب عندك 010 ***** وأخذ يملي عليا رقم هاتف صاحب المحل الحاج عادل وهو في مصر والهاتف موبايل مصري وكأني سأعجز عن الاتصال بمصر التي كانت تحتضنني من يومين فقط وأخذ يردد بصوت عال يعني هو صاحب المحل هيقطع رقبتي ولا هيقطع رقبتي وإذا بالعامل الآخر يعطيني خمسة كروت مش كارت واحد في منظر مقزز والله العظيم كان المنظر مقزز ولولا أنني أعرف قدر نفسي وقدر الآخرين لتلاسنت معهما إلى حد الاشتباك بالأيدي ولكني ترفعت عن ذلك وعدت أنا وصديقي وتأسفت على كل قطرة بنزين أهدرتها في طريقي من وإلى جزارة هليوبولس وفي طريقي اتصلت مباشرة بالحاج عادل في مصر على الموبايل الموجود في الكارت وشرحت له الموضوع وكيف تعرفت على المحل وكيف تأسفت على المحل وكان رده طيباً جداً وقال لي ظروف الصيام ومعلش أنا هاشوف الموضوع... هذا ما حدث... أما الدرس المستفاد من هذه القصة يا إخواني الأفاضل هو سؤال سألته لنفسي منذ أن أكملت شهرين في الغربة وهو (ليه المصريين أسهمهم أصبحت ضعيفة في سوق العمل في الخليج عامة وفي الكويت خاصة ولماذا تقرأ في الإعلانات مطلوب شاب من جنسية كذا وكذا ولا تذكر الجنسية المصرية؟؟؟) الإجابة تعلمتها مع مرور الوقت وتأكدت لدي هذه الإجابة اليوم بعد هذا الموقف فنحن أصبحنا - مع احترامي للقلة المحترمين المثقفين- لا نتمتع بالمصداقية واحترامنا بعضنا لبعض... والمثال على ذلك هذا العامل ومن على شاكلته فالحسابات لديه بالكيلو وليست بكم الأخلاق والمحافظة على الرزق. أتمنى من القائمين على الموقع أن ينشروا هذا المقال بحيادية تامة كما نشرتم الإعلان عن محلات ومؤسسة هليوبولس حتى تتحقق الشفافية التي عهدناها معكم وحتى يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون... وأنا من كتابتي هذه لا أطلب من صاحب المحل قطع رزق العامل لأ لا لا وألف لا ولكني أطلب من كل القائمين على مصالحهم مراعاة أرزاقهم وإشعال الضوء الأحمر إلى كل من يعمل لديهم حتى لا يجدون أنفسهم في تعداد الخاسرين. سامحوني على الإطالة ولكنها كلمات جعلت بحلقي غصة أردت أن أزيلها من خلال موقعنا العزيز مصريون في الكويت مع تمنياتي للجميع بالتوفيق وكل عام وأنتم بخير