شاهده محمد عبد الرازق
الفقرة الرئيسية:
حوار مع المرشد العام لجماعه الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع.
أكد الدكتور محمد بديع على انزعاجه مما يتردد فى وسائل الإعلام حول نزاع جماعة الإخوان المسلمين على السلطة والنزاعات الداخلية فيما بينها، حيث إن وسائل الإعلام تنقل أخبارا وتصريحات لا تمت بصلة للجماعة، ولذلك تم انتخاب مستشارين إعلاميين للجماعة الآن حتى يكونوا مسئولين عن نقل أخبار الجماعة إلى وسائل الإعلام وبصدق، وأشار إلى أن الجماعة الآن تنتمى إلى حسن البنا، مؤسس الجماعة الأول، ونعمل على الأسس والقواعد التى وضعها، وتلك القواعد التى لا تخالف الإسلام، وذلك طبقا لعلماء دين الذين اطلعوا على تلك القواعد، ولا صحة من وجود انقسام داخل الجماعة حول انتماء بعضهم للقبطيين وغيرهم، وقال معلقا على ما وصفته الكثير من المقالات من أن جماعة الإخوان المسلمين فى حالة ضبابية، وأنها الآن منفتحة على باقى الدول - بأن ما يقال عن الجماعة ليس الصدق، ولكن مبالغة، حتى إن حمدين صباحى قال لى بعد لقائى إنه كان يسمع عن الجماعة أشياء كثيرة وكان يطبقها، ولكنه بعد لقائى قال إنه خالف كل ما سمعه عنه.
وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين لها أهداف كثيرة أهم جدا من ترشحهم لانتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة وهى تبديد حالة الطوارئ، ثم يأتى بعدها الترشح لانتخابات مجلس الشورى، ولا يمكن الإعلان عن مرشحينا الآن خوفاً من اعتقالهم، ولكن ما يهم الجماعة الآن ليس الانتخابات، ولكن آلية الانتخابات.
وأكد بديع دعم الدكتور البرادعى فى كل مطالبه، حيث إنه ليس مرشحا للرئاسة حتى الآن ولكن مطالبه نحن نطالب بها منذ سنوات، ولكنه من استطاع تحريك المياة الراكدة، وأضاف أن الإخوان يرحبون بكل المرشحين للرئاسة على أن يعرضوا برامجهم على الشعب الذى نحن جزء منه، ولكننا ليس لنا مرشح للرئاسة من الإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن الجماعة ليس لها اعتراضات على ترشح أى شخص للرئاسة، حتى جمال مبارك كمواطن مصرى مثل أى مواطن، ولكن ضمن برنامج سليم وبآلية ترشح سليمة وببرنامج جديد يتعهد فيه أمام شعبه بالتطوير، ولو قدم برنامج لا يرضى به الشعب لا ينتخبه.
وتحفظ على ما قالته الإعلامية من أن الجماعة محظورة، لأنه لا يوجد دليل قانونى واحد على حظر الجماعة، وأضاف إلى أن الجماعة تتعامل مع الرئيس كوالد لكل المصريين، وأن الخطاب الذى أرسله إلى الرئيس للاطمئنان على حالته الصحية تلك هى أخلاقه وأخلاق الإخوان المسلمين، وطلب منه أن يعطى المصريين كوالدهم الاهتمام الذين يستحقونه، ويرفع الظلم عن المسجونين فى السجون المصرية، كما طلب اجتماع جميع القيادات السياسية لإنقاذ مصر من الوضع التى هى فيه الآن، حيث إن الحزب الوطنى الآن له رؤية أحادية لا يأخذ أى أفكار جديدة.
وأكد أن الإخوان المسلمين لا يسعون لحكم مصر الآن، لأنهم "أعقل من ذلك"، ولكنهم يسعون جديا إلى إنقاذ مصر، وأن تعود إلى مصر حريتها وعراقتها واحترامها لذاتها.
وأشار إلى أن شعار الإخوان المسلمين المصحف والسيفين كان منذ أن نشأت الجماعة فى 1928 لمحاربة الصهاينة على أرض فلسطين منذ القدم، ولمحاربة الإنجليز على أرض مصر لمحاربة أعداء الإسلام فى المجمل، ولكنه لم يرسم لمواجهة الحكومة أو شعب مصر والانقلاب على الحكم، ولكننا سنظل نرفع شعار الجهاد دائما ضد أعداء الإسلام والمسلمين وأرضنا ووطننا، ولكنه لا يبث أبدا الرعب فى نفوس الناس غير المنضمين للإخوان المسلمين، لأن الإخوان سيظلون دائما قوة من غير عنف.
وأوضح أن الجماعة على استعداد تام إلى الائتلاف مع أى حزب يسعى لإنقاذ بلدنا، وأضاف أن الإخوان تشفق على أى إنسان يدعمه الإخوان المسلمين، لأن الأمن يشدد عليه لسماعه كلمة الإخوان المسلمين، ونحن تضامنا مع شباب 6 إبريل بوسائل أخرى، ولكن رفضنا النزول معهم فى مظاهرات حتى لا ينكل بهم أكثر مما حدث، فلم ننزل إلى الشارع إشفاقا على شباب 6 إبريل.
وتحدث بديع عن الدكتور سيد قطب الذى أعدم فى عام 1966 بعد اتهامه بالتدبير لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، قائلاً إنه لم يكن يستطيع مقابلته داخل السجن، لأنه كان ممنوعا، ولكنه يعرف أنه تم تعذيبه بشدة وبقوة، ولم يكن يره إلا داخل قفص الاتهام أثناء جلسات محاكمته، وأكد أن أفكار العنف التى يعتبرها الكثير خرجت من عباءة الدكتور سيد قطب، وجماعة الإخوان المسلمين، وكان كتاب سيد قطب مجرد إيقاظ للهمم وللحماسة، وليس دعوة للحرب والعنف.
وأنهت الإعلامية منى الشاذلى الحوار بسؤالها عن 4 احتمالات عن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين أن يكونوا فى عزله بعيدة عن الجميع، وعن المجتمع السياسى ببيات شتوى طويل الأمد من أجل الإصلاح من الداخل، أو هدنة مع النظام من أجل البقاء فى الفترة القادمة أو ترقب الحدث والتعامل معه فى المستقبل، إلا أنه أكد رفضه لتلك السيناريوهات، لأن الإخوان المسلمين سوف تقوم بتحريك كل الملفات التى تهدف إلى الإصلاح، أملا أن يكون لهم دور فى تلك العملية التطويرية من أجل مصر.