تبنى الجناح الإقليمي لتنظيم القاعدة في اليمن مسؤولية مقتل تسعة جنود يمنيين بالإَضافة إلى موظف مدني في هجوم وقع أمس السبت على مركز للجيش في زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن، وفق ما أعلنه مسؤول أمني يمني.
ويتزامن الهجوم مع تكثيف وزارة الداخلية إجراءاتها الأمنية عند المنشآت الرئيسية لضبط الأمن والحد من تصاعد استهداف عناصر الشرطة والمسؤولين الأمنيين اليمنيين خلال الأشهر الأخيرة خاصة في جنوب البلاد.
وقال المسؤول الأمني -الذي رفض الكشف عن هويته- "إن الجنود الذين كانوا يتناولون طعام الإفطار بمركز عسكري في محافظة أبين، تعرضوا لهجوم شنه أربعة ناشطين استخدموا قذائف آر بي جي وبنادق رشاشة".
وقتل ثمانية جنود على الفور فيما قضى التاسع متأثرا بجروحه في المستشفى، كما لقي موظف مدني مصرعه خلال هذا الهجوم.
ومن جهة أخرى، وصف المتحدث باسم وزارة الداخلية اليمنية محمد القاعدي هجوم أمس بـ"البائس والجبان"، وقال إنه لا يعدو أن يكون "فعلا انتقاميا نتيجة الضربات الموجعة التي وجهتها القوات الأمنية لأفراد تنظيم القاعدة".
ووصف المسؤول اليمني في تصريح للجزيرة أفراد القاعدة بـ"المتعطشين للقتل والدماء"، وقال إن "التنظيم يستغل بعض الخلافات مع الحراك الجنوبي ويصطاد في المياه العكرة".
ويأتي هذا الهجوم بعد مرور يوم واحد على قتل مسلحين لجندي يمني وإصابة ثلاثة آخرين في محافظة لحج.
كما قتل الأربعاء الماضي أربعة من عناصر الشرطة وأصيب اثنان آخران في مدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوب البلاد.
تعزيز الأمن
ومن أجل وضع حد للتدهور الأمني، دعت وزارة الداخلية اليمنية أمس السبت إلى تعزيز التدابير الأمنية حول المقار العامة للأجهزة الأمنية في كل أنحاء البلاد، وقالت إنها وضعت القوى الأمنية في حالة "تأهب".
وأكدت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني "أهمية رفع حالة اليقظة الأمنية ونشر الدوريات والتحريات في المحافظات، مع تشديد إجراءات الحماية على المرافق والمنشآت الحيوية في مختلف المحافظات".
ودعت الوزارة إلى "إبقاء مختلف الوحدات الأمنية في حالة تأهب لمواجهة مختلف الاحتمالات والتصدي لها بحزم وقوة".
وضمن هذا السياق، توعد وكيل وزارة الداخلية اليمنية محمد القوسي بملاحقة تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب والحراك الجنوبي الذي ينادي بانفصال جنوبي اليمن عن شماليه.
وأكد في اجتماع مع قيادات أمنية بمحافظة أبين التي شهدت مواجهات مع تنظيم القاعدة على مدى الأسبوع الماضي "أهمية الاستمرار في ملاحقة العناصر الإرهابية والتخريبية والخارجين على القانون". كما شدد على ضرورة ردع عناصر تنظيم القاعدة ومواجهتهم بحزم وقوة.
يشار إلى أن السلطات اليمنية تتهم الحراك الجنوبي بالتنسيق مع تنظيم القاعدة خلال المواجهات، الأمر الذي نفاه الحراك واتهم السلطات بمحاولة تشويه صورته لأنه يدعو لفك الارتباط عن الشمال بالطرق السلمية كما تمت الوحدة اليمنية بنفس الطريقة في 22 مايو/أيار 1990.
قلق أميركي
ويثير تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن، وتصاعد نشاط تنظيم القاعدة محليا، قلق دول الجوار بالإضافة إلى العواصم الغربية وعلى رأسها واشنطن.
فقد أكد خبير أميركي في مكافحة الإرهاب أن بلاده أكثر قلقا حيال خطر تنظيم القاعدة في اليمن وتنوي تشديد الخناق على عناصره.
ونقلت صحيفتا وول ستريت جورنال وواشنطن بوست الأربعاء الماضي أن هذا الإدراك لخطر القاعدة في اليمن قد يؤدي إلى تكثيف عمليات وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) في البلاد مع إمكانية شن هجمات عبر طائرات بدون طيار.
وفور الإعلان عن هذه الأنباء، سارعت صنعاء إلى التأكيد على أن مكافحة القاعدة على الأراضي اليمنية مسؤوليتها وحدها، مشددة على أن دور هذا التنظيم يتم تضخيمه في الإعلام الغربي.