أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس وجود قصور أمني وراء التفجير الانتحاري الذي هز أهم مطارات بلاده,
وألقي باللوم علي سلطات أمن المطار في وقوع التفجير الانتحاري الذي أسفر عن مقتل53 شخصا علي الأقل وإصابة العشرات في أكبر مطارات روسيا مشيرا إلي أنه سيحاسب المسئولين المقصرين.
واعتبر الرئيس الروسي أن ذلك القصور الأمني سمح للمرأة الانتحارية المشتبهة في الهجوم والتي يرجح أنها من شمال القوقاز بقتل53 شخصا في المطار الرئيسي بالعاصمة الروسية موسكو. وإتهم سلطات الأمن بالمطار بالتقصير في عملها وتساءل في تصريحات بالتليفزيون الروسي عن كيفية السماح للانتحارية بالتجول في صالات الوصول وتفجير نفسها عند وصول مسافرين علي متن العديد من الرحلات الدولية.
أضاف ميدفيديف أن كل من يتخذ قرارات في المطار يجب أن يتحمل المسئولية عن الإخلال بالأمن, وعلي النيابة العامة أن تتحقق في كيفية تمكن الإرهابيين من إدخال هذه الكمية الهائلة من المتفجرات إلي مطار دولي.
ورأي ميدفيديف أن ذلك العمل الإرهابي تم التخطيط له جيدا ومقدما حتي يسفر عن أكبر عدد ممكن من القتلي.
وأكد مصدر بأجهزة الأمن أنه كانت هناك شكاوي واعتراضات كثيرة بخصوص عمل رجال الشرطة بالمطار حتي قبل وقوع الهجوم الإرهابي.
ويتلقي 110مصابين العلاج في المستشفيات, أربعة منهم بحالة حرجة جدا و39 بحالة حرجة.
وتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في نقاط النقل في كل أنحاء البلاد, ويعد هذا الهجوم هو الأكثر دموية منذ تفجيرين وقعا في مترو الأنفاق في موسكو في مارس2010 وأسفرا عن مقتل40 شخصا.
ومن جانبها, اعتبرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الهجوم يشوه صورة روسيا في العالم ويهز الثقة في أمنها, في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة أحداث وبطولات رياضية عالمية كبري, حيث من المنتظر أن تنظم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2014وبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2018.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم الذي ضرب مطار دوموديدوفو بموسكو لكن مصادر روسية أكدت لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء أن الهجوم حمل بصمات متشددين إسلاميين يقاتلون سعيا لإقامة دولة إسلامية في منطقة شمال القوقاز علي الحدود الجنوبية لروسيا.
وهدد متمردون في شمال القوقاز بشن هجمات علي مدن وأهداف اقتصادية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام الحالي وانتخابات الرئاسة المقررة في 2012. ويعني اختيار مطار دوموديدوفو أن المهاجمين سعوا لتوسيع دائرة التوتر إلي خارج الحدود الروسية.
وتستضيف روسيا دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014بمدينة سوتشي علي أطراف منطقة القوقاز التي يعتبرها بعض المتمردين جزءا من الأرض التي يريدون إقامة دولة إسلامية فيها.
وأرجأ ميدفيديف الذي يفتتح المنتدي الاقتصادي العالمي اليوم الاربعاء سفره لمدينة دافوس السويسرية ويعقد اجتماعا مع أجهزته الامنية خلال ساعات. وتعهد الرئيس الروسي بتعقب من يقفون وراء ذلك العمل الإرهابي ومعاقبتهم.
ونشرت وسائل إعلام روسية تقارير متضاربة حول هوية المفجر المشتبه به أو ما إذا كانوا أكثر من مهاجم.
وأعلن مصدر طبي روسي صباح أمس أن تفجير المطار, قتل8 أجانب من مواطني بلدان الجوار القريب وبلدان تقع خارج الساحة السوفيتية سابقا.
وقال المصدر إن هذه ليست معلومات نهائية, إذ لم يتم الانتهاء من التعرف علي الجثث, مشيرا إلي أن إجمالي عدد ضحايا التفجير بلغ 35قتيلا.
وكشفت معلومات غير مؤكدة عن أن العمل التفجيري الإرهابي الذي استهدف مطار دوموديدوفو بموسكو أمس, نفذه شخصان.
وأوضح مصدر أمني أن هناك معلومات تفيد بأن الانفجار وقع عندما فتحت انتحارية الحقيبة, وكان يرافقها الرجل الذي كان موجودا بجوارها, وقطع الانفجار رأسه.
وذكرت نفس المعلومات أن هناك شخصا آخر رافقهما خلال رحلتهما إلي المطار وأنه كان موجودا في موقف السيارات. وتدرس السلطات الروسية تلك المعلومات وتقوم بتحليلها.
وقد تضاربت الأنباء حول منفذي الهجوم, ففي الوقت الذي أعلن مصدر أمني روسي أمس أن مدبري العمل التفجيري الإرهابي, ضللوا الأجهزة الأمنية, مستخدمين رجلا وليس امرأة كقنبلة بشرية, تحدث الرئيس الروسي نفسه في تصريحات بالتليفزيون عن انتحارية.وقال مصدر أمني روسي إن المعلومات التي توفرت للأجهزة الأمنية أشارت إلي إمكانية أن تنفذ نساء تفجيرات في موسكو, غير أن الذي نفذ تفجير دوموديدوفو كان رجلا.
وذكر تقرير أن المحققين يعتقدون أنهم عثروا علي جثة الانتحاري المفترض الذي نفذ التفجير في مطار دوموديدوفو الدولي بالعاصمة الروسية موسكو.
وقال محقق طلب عدم ذكر اسمه إن الجثة خاصة برجل يتراوح عمره ما بين 30 و35 عاما وأن مظهره يشير إلي أنه عربي. ولم تتوفر أي معلومات عن هوية صاحب الجثة.
وفيما يتعلق بالضحايا ذكرت وزارة الخارجية النمساوية أنه من المحتمل أن يكون نمساوي بين قتلي التفجير الانتحاري في روسيا. وقال هارالد شترانتسل المتحدث باسم الخارجية النمساوية أمس في فيينا هناك معلومات محددة عن وجود نمساوي بين القتلي, إلا أنه أشار إلي أن عملية التعرف علي هوية الجثث لم تنته بعد.
وذكر المتحدث أنه لم يتم التمكن حتي الآن من الاتصال بنمساوية أخري من المحتمل أنها كانت موجودة في المطار وقت الانفجار. و كان 35شخصا قتلوا وأصيب نحو 180آخرين في الانفجار.
وقد صدرت ردود أفعال دولية قوية تدين الإرهاب وتؤكد تضامنها مع روسيا حيث أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إدانته الشديدة للاعتداء الانتحاري الذي استهدف أحد مطارات العاصمة الروسية موسكو, مؤكدا دعم بلاده لموسكو في مواجهة الإرهاب.وقال أوباما في بيان تلاه المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز أدين بشدة هذا العمل الإرهابي المشين ضد الشعب الروسي.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي أن الحكومة الأمريكية عرضت علي موسكو إرسال خبراء من مكتب التحقيقات الفيدرالي للمساعدة في التحقيق لكشف المسئولين عن هذا الاعتداء وتقديمهم إلي العدالة.
كما ادانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الهجوم علي مطار دوموديدوفو في روسيا. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي خلال زيارة مدتها يوم واحد للمكسيك أود أعبر عن بالغ إدانتي للهجوم الارهابي في مطار موسكو.
وطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو برد دولي علي التفجير الانتحاري, ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن نتانياهو قوله إن الإرهاب ظاهرة دولية ولذا فان الرد يجب أن يكون دوليا.
كما أدان كل من الاتحاد الأوروبي و ألمانيا والصين وكوريا الجنوبية وإيران الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار دوموديدوفو الروسي. وأكدت الأمم المتحدة وحلف الأطلنطي دعمهما لروسيا.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبارست عن تعازي بلاده للحكومة الروسية وأقارب الضحايا.