وسط حالة من خيبة الأمل أعقبت إعلان فشل مباحثات إسطانبول حول الملف النووي الإيراني, أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس عن أمله في إجراء جولة جديدة من المباحثات مع القوي العالمية الكبري.
التي تشعر بقلق من البرنامج النووي لطهران وتأتي تصريحات أحمدي نجاد بعد يوم واحد من ختام محادثات إيران النووية مع القوي الكبري دون تحقيق أي تقدم, وأوضح نجاد- في كلمة بثها التلفزيون أمام حشود في مدينة رشت الإيرانية- إذا كان الطرف الآخر مصمما وملتزما بالقانون والاحترام والعدل فثمة أمل بشأن تحقيق نتائج طيبة في الجلسات القادمة.
وفي تأكيد ثقته في إمكانية عقد جولات جديدة من المباحثات الأكثر إيجابية, شدد الرئيس الإيراني علي أن الاجتماعات القادمة ستسفر بالتأكيد عن نتائج واتفاقات جيدة, بشرط أن يتمتع الجانبان- الغربي والإيراني- بروح الحوار, وأشار إلي أنه لم يكن يتوقع إحراز تقدم من خلال الجولة الأولي من المباحثات, وهو ما أرجعه إلي عقلية والسجل السابق لأطراف الحوار الأخري, كما حمل نجاد إسرائيل وحلفاءها في أوروبا وأمريكا مسئولية عدم إحراز أي تقدم خلال مباحثات إسطانبول.
وأكد أن الصهاينة غير المثقفين وغيرهم من محبي السلطة في أمريكا وأوروبا لم تكن لديهم الرغبة في التوصل لنتائج إيجابية, وشدد علي تمسك طهران بموقفها من البرنامج النووي, وأنها لا تعتزم الخضوع أو التراجع قيد أنملة عما أحرزته من إنجاز.
ومن ناحيتها, أكدت كاثرين آشتون مفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إمكانية المضي قدما في المباحثات, لكن ذلك يعتمد علي رغبة إيران في الحوار, فالباب ما زال مفتوحا والاختيار في يد الإيرانيين.
وفي أول رد فعل صيني علي فشل المفاوضات, أكد وو هايلونج مساعد وزير الخارجية الصيني أن الأزمة النووية الإيرانية لا يمكن حلها في اجتماع واحد أو اجتماعين, وأوضح- في بيان مقتضب نشر علي الموقع الرسمي لوزارة الخارجية- القضية النووية الإيرانية معقدة وحساسة, ومن الواضح أنه لا يمكن تسويتها خلال جولة أو جولتين من المحادثات, ودعا المسئول الصيني جميع الأطراف المعنية لتكريس جهودهم لإجراء محادثات ومفاوضات تتسم بالمرونة والعملية وبناء ثقة متبادلة وبذل جهود لحل القضية بشكل شامل وملائم.
يأتي ذلك في الوقت الذي حملت فيه الصحافة الإيرانية الغرب مسئولية فشل مباحثات إسطانبول, واتهمته بالتعامل بسلبية مع المقترحات الإيرانية. وأكدت العديد من الصحف المتشددة أن إيران رفضت التعرض للابتزاز, مشيرة إلي أن حسابات الغرب الخاطئة كانت وراء الفشل الذي منيت به المباحثات التي استمرت علي مدي يومين في تركيا.وعلي الصعيد الداخلي, بعث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خطابا إلي البرلمان الإيراني يعلن فيه ترشيحه لرئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي- القائم بأعمال وزير الخارجية- لشغل منصب وزير الخارجية رسميا, ومن المقرر أن يناقش البرلمان هذا الترشيح خلال الأيام المقبلة.