كشف مسئول بارز في الإدارة الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما حذر نظيره الصيني هو جينتاو من أنه إذا لم تكثف بكين ضغوطها علي كوريا الشمالية‏ فإن واشنطن ستضطر إلي إعادة نشر قواتها في آسيا.

بهدف حماية نفسها من هجوم كوري شمالي محتمل علي الأراضي الأمريكية‏. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن المسئول قوله إن تحذيرات أوباما التي وجهها خلال مكالمة هاتفية بين الزعيمين الشهر الماضي‏,‏ ثم كررها خلال مأدبة عشاء خاصة جمعتهما في البيت الأبيض خلال زيارة جينتاو لواشنطن‏,‏ أقنعت الصين باتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه كوريا الشمالية وهو ما فتح المجال أمام استئناف المحادثات بين الكوريتين‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ قدم الرئيس الصيني اقتراحا من خمس نقاط لتعزيز تنمية العلاقات الصينية الأمريكية في شتي المجالات وعلي جميع المستويات وتفعيلها ودفعها قدما للأمام خلال القرن الحادي والعشرين‏.‏ وتضمنت النقاط سبل تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والصين بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية وخاصة في منطقة المحيط الهادئ وآسيا حيث يوجد للبلدين مصالح مشتركة كبيرة‏.‏

وجاء اقتراح الرئيس الصيني ضمن سياق خطاب ألقاه خلال مأدبة غداء أقامتها منظمات صديقة في الولايات المتحدة‏,‏ قال فيه إنه لمواجهة الوضع الدولي المعقد والمخاطر والتحديات المختلفة‏,‏ يتعين علي شعبي البلدين تعزيز التعاون والعمل مع الشعوب في مختلف أنحاء العالم لاغتنام الفرص ومواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للبشرية‏.‏ وأوضح الرئيس الصيني أن بكين وواشنطن عملتا معا في العقد الاول من القرن الحالي وحققتا تقدما مطردا لبناء علاقات إيجابية وتعاونية وشاملة للقرن الحادي والعشرين‏,‏ وأن العلاقات الصينية‏-‏الأمريكية وصلت الي اتساع وعمق غير مسبوقين‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس أنها ستقترح موعدا لجلسة تمهيدية مع كوريا الشمالية في الأسبوع المقبل لترتيب المباحثات العسكرية العالية المستوي المزمع عقدها بين الجانبين‏.‏

ونقلت وكالة أنباء‏(‏ يونهاب‏)‏ الكورية الجنوبية عن كيم مين سيوك المتحدث باسم الوزارة قوله إن مباحثات الدفاع بين الكوريتين ستكون في حال عقدها المرة الأولي من نوعها منذ الهجوم المدفعي الكوري الشمالي علي جزيرة كورية جنوبية في نوفمبر الماضي‏,‏ مما أدي إلي مقتل جنديين في البحرية واثنين من مواطني كوريا الجنوبية‏.‏ وأضاف المتحدث أنه من المرجح أن تعقد المباحثات في فبراير المقبل في حال موافقة الجانبين علي الأجندة والقضايا الأخري وسيعقد ضباط برتبة العقيد من الجانبين المباحثات التمهيدية‏.‏

وكان وزير الدفاع الشمالي كيم يونج تشون قد اقترح علي نظيره الجنوبي كيم كوان جين عقد المباحثات‏,‏ مشيرا إلي ضرورة حل القضايا العسكرية المعلقة‏.‏ وكشفت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية أمس أن بيونج يانج ترغب في توضيح موقفها حول الهجوم المدفعي علي الجزيرة وغرق إحدي السفن الحربية الكورية الجنوبية في مارس الماضي وأن تتبادل الآراء حول تخفيف حدة التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ صرح مسئول حكومي كوري جنوبي أمس بأنه لا يزال الإخلاء النووي قضية مهمة لكوريا الجنوبية علي الرغم من استعداد سول لإجراء محادثات مع بيونج يانج حول عدد من القضايا الأمنية‏.‏ وقال تشون هيه تشونج المتحدث باسم وزارة الوحدة إن كوريا الجنوبية ستواصل ممارسة ضغوطها علي كوريا الشمالية حتي توافق علي إجراء محادثات منفصلة حول البرامج النووية التي تنفذها كوريا الشمالية‏.‏ ومن جانبه‏,‏ رحب البيت الأبيض الأمريكي بموافقة كوريا الجنوبية علي استئناف مفاوضاتها العسكرية مع جارتها الشمالية‏,‏ معتبرا هذا الأمر مرحلة إيجابية‏.‏ وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض إنه من الواضح أنها مرحلة مهمة‏,‏ وايجابية‏.‏

وعلي صعيد آخر‏,‏ أقرت الصين واليابان بوجود مصالح مشتركة شاملة في المجالات الأمنية‏,‏ واتفقتا علي تعزيز التعاون في القضايا الأمنية لدفع علاقتهما الاستراتيجية متبادلة المنفعة قدما‏.‏ جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية في بكين أمس غداة اختتام الجولة الثانية عشرة من الحوار الأمني الصيني‏-‏الياباني الذي عقد في بكين‏,‏ وترأسه مساعد وزير الخارجية الصيني هو تشينج يويه مشاركة مع نائب وزير الخارجية الياباني كورو بيشو‏.‏