نفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون وجود اتصالات فى الوقت الحالى بين الولايات المتحدة والسلطات التونسية، مشددة على أن واشنطن ليست طرفاً فى المواجهات الجارية حالياً بين محتجين والسلطات التونسية.
وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية، خلال حديثها لقناة "العربية" امس، إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بالاتصال مع السلطات التونسية عندما تهدأ الأوضاع.
وعبرت كلينتون عن قلق الولايات المتحدة العميق إزاء الأحداث الجارية فى تونس، وقالت: نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار فى تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادى والسياسى، وللأسف فإن رد الفعل الحكومى أدى لمقتل البعض، ونأمل فى حل سلمى".
وحول استدعاء واشنطن للسفير الأمريكى لديها، قالت كلينتون "نحن نأسف لذلك ولدينا جوانب إيجابية فى العلاقة مع تونس، وما قمنا به من استدعاء السفير كان فقط لإبداء القلق".
وأوضحت الوزيرة الأمريكية، أن آخر اتصال لها مع نظيرها التونسى جرى قبل أسابيع من اندلاع الاضطرابات ولم يحدث أى اتصال خلال الاحتجاجات، ولكن السفير الأمريكى فى تونس على تواصل دائم مع المسئولين التونسيين.
وحثت كلينتون الحكومة التونسية على التركيز لإيجاد الوظائف للعاطلين.
وأوضحت كلينتون، أن مخاوف واشنطن الرئيسية تتمثل فى وجود عدد كبير من الشباب محرومين من اقتصاديات بلادهم، معربة عن أملها فى أن تحذو دول المنطقة نموذج دبى.
وقالت الوزيرة الأمريكية، إن هناك أدلة كثيرة حول تأثير العقوبات على إيران وتفيد بأن إيران تعانى حالياً من مشاكل فى منشآتها النووية، ورأت فى ذلك فرصة سانحة خاصة بالنسبة لإيران لمراجعة موقفها.
وأشارت كلينتون إلى أن هدف واشنطن هو حث إيران على أن تكون عضواً فى المجموعة الدولية، لكن الطريقة الحالية التى تتبعها إيران تبعث على الأسى وتظهر عدم قدرة الحكومة الإيرانية على الوفاء بتعهداتها بالنسبة لأبنائها.
وعن الإنجازات التى تعلنها إيران فى المجال النووى، قالت الوزيرة إن البرنامج النووى تعرض لمشاكل وهذا يعود بالنفع على المنطقة، موضحة أن واشنطن لا تعارض حصول إيران على الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وقالت إنه لا يمكنها التنبؤ بالمدى الزمنى الذى قد تمتلك فيه إيران سلاحاً نووياً، محذرة من أن حصول إيران على هذا السلاح سيزعزع أمن المنطقة.
وحول تطبيق العقوبات الدولية على إيران، قالت كلينتون إن دولاً كثيرة فى الخليج تشارك فى تطبيق العقوبات بجدية وأنها حرمت نفسها من فرص اقتصادية.
ونفت كلينتون وجود أى اتفاق أمريكى إيرانى حول بعض قضايا المنطقة، وقالت إنه لا توجد أى قنوات خلفية للتعامل مع إيران.
وتطرقت كلينتون خلال المقابلة للبنان، معربة عن أملها فى أن يدرك الشعب اللبنانى أن المحكمة الدولية هى من قرار مجلس الأمن وليست مخصصة لاغتيال الحريرى فقط ولكن لاغتيال المجموعة الكبيرة من لبنان، وعبّرت كلينتون عن أملها فى عدم حدوث عنف فى لبنان بعد صدور قرار المحكمة الدولية.
وحول مفاوضات السلام، قالت كلينتون، إن الولايات المتحدة سعت لجمع الأطراف وبذلت جهداً كبيراً، لكن من المؤسف عدم التوصل لاتفاق سلام، موضحة أنه فى وقت ولاية زوجها كلينتون كانت العقبات من الجانب الفلسطيني، وفى الوقت الحالى العقبات من جانب إسرائيل، وأكدت كلينتون أن الإدارة الأمريكية ستواصل العمل وستقدم الدعم لبناء الدولة الفلسطينية.
وأكدت كلينتون أن واشنطن تؤمن بالدولة الفلسطينية كجزء من الحل، وأنها لا تستطيع فرض حل على أحد الأطراف.
وعن عدم اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، قالت كلينتون إن واشنطن لا تعترف لأنها تؤمن بأنه يمكن تحقيق السلام والأمن من خلال اتفاق وليس بتأييد إعلان دولة من جانب واحد.