بدأت المجر امس الجمعة رئاستها الفعلية للاتحاد الأوروبى، وهى فترة الرئاسة التى تنذر بوجود صخب وتوتر بعد سيل الانتقادات الخارجية لقانونها المتعلق بوسائل الإعلام الذى يرى منتقدوه أنه مقيد للحريات.

واجتمعت المفوضية الأوروبية اليوم بكامل أعضائها، حيث ظهروا فى العاصمة بودابست مع الحكومة المجرية قبل لقاء منفرد بين رئيسها البرتغالى خوسيه مانويل باروسو، ورئيس الوزراء المحافظ فيكتور أوربان، وعقبه مؤتمر صحفى مشترك، وكان اللقاء مخصص لبحث الأولويات الكبرى للرئاسة نصف السنوية للمجر التى تأمل فى أن تتمكن من خلالها من تعزيز مكانتها على الساحة الأوروبية.

لكن هذا الهدف يبدو مهددا بالفعل بعد بداية غير موفقة باعتراف فيكتور اوربان، حيث قال دبلوماسى أوروبى أن "المجريين فى طريقهم للتفوق على التشيك التى كانت ترأس الاتحاد الأوروبى فى ال6 أشهر الماضية"، حيث تولت تشيكيا رئاسة الاتحاد وسط حالة فوضى، شهدت سقوط حكومتهم فى منتصف المدة وكذلك تصريحات مثيرة للجدل لرئيسها فاتسلاف كلاوس المشكك فى أوروبا.

والسبب كان قانون تنظيم شؤون الإعلام، الذى اعتمد فى ديسمبر الماضى قبل تولى المجر مقاليد الاتحاد الأوروبى مباشرة، وهذا القانون الذى دخل حيز التنفيذ فى الأول من يناير ينص خصوصا على توقيع عقوبات فى حال بث معلومات "منحازة" وإنشاء هيئة رقابية لا تضم سوى أعضاء فى الحزب اليمينى الحاكم أو مقربين منه.

وقد أبدت بروكسل "شكوكا" فى اتفاق هذا القانون مع القواعد الأوروبية وفتحت تحقيقا فى الأمر. من جانبها تطالب ألمانيا وفرنسا بتغيير هذا النص التشريعى، وقال وزير الشئون الأوروبية، الفرنسى لوران فوكييه، لصحيفة "لا كروا" الفرنسية أن المجر "اعتمدت تشريعات تثير العديد من التساؤلات ولا تأتى فى الوقت المناسب".

كذلك تثير هذه القضية انتقادات أكثر شمولية لطريقة حكم فيكتور اوربان الذى بدأ بشك فظ، معززا بما يملكه من أغلبية الثلثين فى البرلمان، إصلاحا للدستور الوطنى ومعه للبلاد.

وعلى الصعيد الاقتصادي، الذى يتدخل فيه بشكل كبير، فرض فيكتور اوربان ضريبة أزمات خاصة على المؤسسات الكبرى لخفض العجز العام الأمر الذى أثار احتجاج مجموعات أجنبية ترى أنها مستهدفة، كما قطع العلاقات مع صندوق النقد الدولي، الذى أنقذ رومانيا من الإفلاس فى خريف 2008، ودخل فى صراع مع بنكه المركزى الذى يشتبه فى أنه يريد تعديل وضعه ليصبح أكثر تبعيه له وليتمكن من التأثير بشكل أكبر على سياسته.

وعلى الصعيد السياسى يتبنى فيكتور اوربان أفكار الحزب اليمينى المتطرف (يوبيك) مع إعطائه مواطنى الدول المجاورة، مثل سلوفاكيا أو رومانيا، المجريى الأصل إمكانية الحصول على الجنسية المجرية ووعدهم بالحصول قريبا على حق التصويت فى المجر، الأمر الذى يؤلب عليه الدول المجاورة مثل سلوفاكيا.