بعد يوم واحد من الإقالة المفاجئة لمانوشهر متكي وزير الخارجية السابق, أكد رامين ميهمانباراست المتحدث باسم وزارة الخارجية في طهران أن رحيل متكي لن يؤثر علي السياسة الإيرانية بما فيها المحادثات النووية.
وأكد ميهمانباراست أنه لن تحدث أي تغييرات جوهرية في السياسات المحورية التي تحددها القيادات العليا في إيران,في إشارة إلي آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية, وتتولي وزارة الخارجية تنفيذ تلك السياسات.
وأثار قرار إقالة متكي استياء كبيرا, وتصدر الخبر الصفحات الأولي للصحف الإيرانية التي انتقدت توقيت إقالة وزير الخارجية أثناء وجوده في مهمة عمل في السنغال, وقالت صحيفة طهران اي- إيمروز المحافظة أن إقالة متكي خلال مهمة يدافع فيها عن مصالح بلاده قرار غير مبرر ويقوض جميع الجهود الدبلوماسية للبلاد, وقالت صحيفة كيهان المقربة من آية الله خامنئي انه كان علي نجاد ان ينتظر عودة متكي الي طهران, ووصفت الإقالة بهذا الشكل بأنها إهانة مفتوحة.
ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن أعضاء في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني- والتي تتولي التصديق علي تعيين وزراء الخارجية- أن إقالة متكي أثناء قيامه بمهمة عمل سينال من الدبلوماسية الإيرانية, وأنهم يطلبون تفسيرا من الرئيس لما حدث.
وفي غضون ذلك أعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية أمس أنه من المحتمل تعيين محمد قنادي مراغه, رئيس مركز أبحاث العلوم والتقنية النووية رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية في إيران خلفا لعلي أكبر صالحي.
وفي غضون ذلك بحث وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ونظيره الإسرائيلي إيهود باراك خلال لقائهما السادس هذا العام بمبني وزارة الدفاع الأمريكية الليلة الماضية مجموعة من القضايا الأمنية المتعلقة بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل, وقال المتحدث باسم إيهود باراك إن الملف النووي الإيراني مازال في مرحلة المعالجة الدبلوماسية, مشيرا إلي أن تل أبيب تعتقد أن العقوبات المكثفة علي إيران يمكن أن تقنع طهران بالعدول عن تهديداتها النووية في المنطقة.
فيينا- توالت ردود فعل المراقبين بعد قرار من الرئيس الإيراني بإقالة وزير الخارجية الإيراني وتعيين علي احمد صالحي بدلا منه, فالبعض يري أنه صراع علي السلطة داخل المؤسسة المحافظة الحاكمة, إذ كان ينظر إلي متكي علي انه حليف للمعارضين المحافظين لأحمدي نجاد في البرلمان.بينما اعتبر مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا أن تعيين صالحي في هذا التوقيت ـ الذي يسبق المحادثات المقبلة للقوي الغربية مع طهران حول برنامجها النووي في تركياـ إنما يعكس الأولوية الكبيرة التي توليها إيران لهذا الملف في سياستها الخارجية, كما يري المحللون في تلك الخطوة رسالة لواشنطن مفادها أن طهران متمسكة بحقها المشروع في امتلاك الطاقة النووي.