وجهت إيران أصابع الاتهام لأجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف خلف عمليتي الاغتيال اللتين أسفرتا عن مقتل عالم نووي وجرح آخر اليوم الاثنين، حسب ما ورد على الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني.
ووصف الإيرانيون عمليتي الاغتيال اللتين تمتا بالطريقة ذاتها، بأنهما عمل منظم للغاية يقف خلفه مخرج محترف في الانتقاء والتنفيذ، حسب مراسل الجزيرة في طهران عبد القادر فايز.
وقال وزير الداخلية مصطفى محمد النجار ردا على سؤال للتلفزيون الإيراني "إن الاستكبار العالمي والموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هم أعداء الأمة الإيرانية ويريدون وقف تقدمنا العلمي".
من جانبه اتهم مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في بيان على موقعه الإلكتروني "النظام الصهيوني" بمقتل العالم الفيزيائي مجيد شهرياري وإصابة عالم آخر يدعى فريدون عباسي، يقال إنهما على صلة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف البيان أن "دماء شهرياري تعري المنادين بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وتكشف الوجه الحقيقي للصهاينة الإرهابيين والمدافعين عنهم".
وحذر رئيس هيئة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي "الأعداء من اللعب بالنار من خلال شن مثل تلك الهجمات".
ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن صالحي قوله "صبر أمتنا له حدود، عندما ينفد سيواجه أعداؤنا مصيرا سيئا". وأكد صالحي أن أحد أكبر المشاريع النووية في البلاد كان يندرج ضمن أنشطة العالم القتيل، ولكنه لم يذكر التفاصيل عن طبيعته.
يذكر أن الحادثين وقعا قبل اجتماع محتمل بين إيران والقوى الكبرى الشهر المقبل لبحث البرنامج النووي الإيراني.
ويقول محللون إن أي معلومات عن الأنشطة النووية الإيرانية لها قيمة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها خاصة قبل الاجتماع.
وخلال الأشهر الماضية ألقت طهران القبض على عدد من الجواسيس النوويين، وحذرت المواطنين من تسريب معلومات إلى أجهزة مخابرات أجنبية.
إسرائيل وأميركا
أما وزارة الخارجية الإسرائيلية فقد رفضت التعليق على أنباء الاغتيال.
وتأتي هذه الحوادث بعد يوم من قول رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة الأدميرال مايكل مولن بأن بلاده تبحث الخيارات العسكرية لمواجهة إعلان إيران تشغيل مفاعل نووي.
وقال مولين لمحطة سي إن إن الإخبارية إن المعلومات الاستخبارية توحي بأن غرض المفاعل النووي ليس للاستخدام المدني كما أعلنت طهران، مشيرا إلى أن إيران في طريقها لامتلاك القدرة على التسلح النووي.
وفي وقت سابق اليوم ذكرت وكالة فارس للأنباء أن البروفيسور مجيد شهرياري -أستاذ الفيزياء في جامعة شهيد بهشتي والعضو في الجمعية النووية الإيرانية- قتل في انفجار قنبلة ألصقها شخصان كانا يستقلان دراجة نارية بسيارته وهي تسير، فيما كان في شمال شرقي طهران.
كما أصيب بجروح بالغة البروفيسور فريدون عباسي -أستاذ الفيزياء المتخصص في أشعة الليزر- مع زوجته في هجوم نفذ بنفس الطريقة في شارع الجيش أمام جامعة شهيد بهشتي حيث يلقي دروسا هناك أيضا، كما أضافت وكالة فارس.
وكان أستاذ جامعي متخصص في الفيزياء النووية يُدعى مسعود محمدي اغتيل مطلع العام الحالي في انفجار دراجة نارية مفخخة وضعت قرب منزله شمالي العاصمة طهران.