في رد فعل عملي وحاسم يعكس التضامن الأمريكي الكامل مع كوريا الجنوبية في مواجهة استفزازات جارتهاالشمالية,غادرت حاملة الطائرة الأمريكية جورج واشنطن- التي تعمل بالطاقة النووية.
وتحمل57 طائرة حربية ويتجاوز حجم طاقمها الـ6 آلاف فرد- القاعدة البحرية الأمريكية في يوكوسوكا جنوبي العاصمة اليابانية طوكيو صباح الأمس. وأوضحت مصادر أمريكية في سول أن الحاملة ستشارك في التدريبات الأمريكية- الكورية الجنوبية المشتركة المقرر إجراؤها الاحد المقبل وتستمر اربعة ايام. وأوضحت مصادر عسكرية أمريكية في كوريا الجنوبية- في بيان لها- أن هذه التدريبات ذات طبيعة دفاعية مؤكدة أنها كانت مخططة قبل الهجوم الشمالي غير المبرر الذي وقع أمس الأول, إلا انها تعكس أيضا قوة التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والتزام واشنطن بالحفاظ علي الاستقرار في المنطقة من خلال قوة الردع. وأشار مسئولون في سول إلي أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة سوف تبدآن تدريبات عسكرية مشتركة في البحر الأصفر. في الوقت ذاته, أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن غضبه الشديد إزاء هذا الاعتداء, وتعهد لنظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك بأن تقف واشنطن بكل حزم مع صديقتها وحليفتها المقربة سول وبرد محسوب وموحد علي الهجوم المدفعي الذي شنته كوريا الشمالية علي جزيرة يون بيونج الكورية الجنوبية.كما عقد أوباما اجتماعا مساء أمس الأول لكبار المسئولين في الأمن القومي في واشنطن حول الموقف الكوري, حيث شدد علي الدعم الثابت للولايات المتحدة لحليفتنا كوريا الجنوبية وفقا لبيان للبيت الأبيض. وعلي الصعيد نفسه, أكد وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونج ونظيره الأمريكي روبرت جيتس إن هجمات كوريا الشمالية باطلاق قذائف المدفعية علي جزيرة يون بيونج تعتبر استفزازات عسكرية متعمدة خططت لها كوريا الشمالية بصورة مسبقة. وفي إطار تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتبادل الاتهامات بين الجانبين, اتهمت الخارجية الكورية الجنوبية الشطر الشمالي بانتهاك اتفاقية الهدنة العسكرية بصورة صريحة وأصدرت تعليماتها لكل بعثاتها في الخارج بالبقاء في حالة تأهب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كيم يونج سون إن الهجوم ينتهك اتفاقية الهدنة العسكرية التي تنص بوضوح علي عدم التعدي بين الجانبين, إضافة لاتفاقيات دولية أخري تحمل نفس المضمون. تجدرالإشارة إلي أن هذه الاتفاقية كانت قد أنهت الحرب الكورية عام3591 بصورة مؤقتة دون التوصل لاتفاقية سلام دائمة. يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بـ تدمير أي فرص جديدة للم شمل الأسر المشتتة بسبب الحرب الكورية قبل ستة عقود. كما أوقفت كوريا الجنوبية معوناتها إلي جارتها الشمالية وتعهدت بتعزيز حشدها العسكري علي الجزر الواقعة عند خطوط الجبهة الامامية, واتخاذ رد صارم ضد أي استفزازات مستقبلية, فيما لا تزال قواتها في حالة تأهب قصوي بعد أن تعرضت لهجوم دام بالمدفعية من جارتها الشمالية.
ومن ناحيته, فسر وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية بأنه محاولة لتعزيز السيطرة علي الوضع الداخلي في كوريا الشمالية اثناء فترة توريث الحكم. وعن توابع حادثة القصف قال مسئولون كوريون جنوبيون إن القذائف المدفعية حولت الجزيرة إلي بحر من الحريق, حيث تم إجلاء المئات من كبار السن والأطفال إلي المخابئ المخصصة للحماية من الغارات الجوية كما أدت القذائف إلي تدمير07% تقريبا من الغابات والحقول في الجزيرة الريفية. وقالت الحكومة الكورية الجنوبية إنها ستقدم مليار وون(868 ألف دولار) كدعم طاريء لإعادة إعمار الجزيرة.