كشف تنظيم القاعدة لأول مرة عن إستراتيجيات جديدة لاستهداف الغرب‏,‏ حيث هدد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب المرتبط بتنظيم القاعدة في اليمن بشن المزيد من الهجمات ضد الغرب‏,‏ في إطار إستراتيجية لإحداث ألف جرح بالعدو ستجعله ينزف حتي الموت‏.‏

وأوضح التنظيم أن عملية الطرود المفخخة التي تم الكشف عنها علي متن طائرتي شحن أمريكيتين في أكتوبر الماضي لم يكن الهدف منها سقوط ضحايا بشرية بل تحقيق الدمار الاقتصادي الأقصي‏.‏

وأضاف أن هناك تركيزا أقل علي سقوط خسائر بشرية مثلما حدث في هجمات‏11‏ سبتمبر‏1002.‏ وقدم التنظيم شرحا مفصلا لعملية طرود الموت التي جرت الشهر الماضي في العدد الثالث لمجلة إنسباير الإلكترونية التي يصدرها تنظيم القاعدة باللغة الإنجليزية‏,‏ وتناقلته المواقع المتطرفة‏,‏ واصفا العملية بأنها عملية النزيف‏,‏ وأوضح أن تكلفتها الإجمالية‏0024‏ دولار فقط‏.‏

وقال إنه في إطار إستراتيجية لإحداث ألف جرح‏,‏ سيقوم التنظيم بشن المزيد من الهجمات الصغري ضد أهداف أمريكية‏,‏ وجاء في المجلة‏:‏ لسنا بحاجة إلي شن هجمات كبيرة لإسقاط أمريكا‏..‏ ففي مثل هذه البيئة من الفوبيا الأمنية التي تجتاح أمريكا‏..‏ فإن الهدف هو ترك العدو ينزف حتي الموت‏.‏

وتحدث مقال آخر في عدد المجلة عن إستراتيجية الدمار الاقتصادي وليس الضحايا البشرية عن طريق حمل الغرب علي نشر المزيد من الإجراءات الأمنية الأشد صرامة لوقف متفجراتنا‏,‏ ومن ثم إضافة المزيد من العبء الاقتصادي الثقيل علي اقتصاد منهك بالفعل‏.‏

وكتب عضو في التنظيم أن العملية التي تم اكتشافها في أكتوبر الماضي ستكلف أمريكا ودولا غربية أخري مليارات الدولارات لفرض إجراءات أمنية جديدة‏..‏ هذا ما نسميه الفاعلية‏.‏

وتباهي التنظيم بتبادل خبرته في تصنيع القنابل مع جميع المجاهدين حول العالم‏,‏ وقال‏:‏ إن هدفنا ليس القتل‏,‏ بل ضرب صناعة الطيران التي تعتبر ضرورية للتجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا‏.‏ وعلق بين فينزك الرئيس التنفيذي لموقع إنتل سنتر الأمريكي المعني بمراقبة المواقع الجهادية بالقول‏:‏ لم نر جماعة جهادية تدور في فلك القاعدة تصدر مثل هذا التقرير المفصل لفلسفتها وتفاصيل عملياتها وهدفها وخطواتها التالية عقب هجوم كبير‏.‏وفي الوقت ذاته‏,‏ أكدت هيئة مكافحة الجريمة الألمانية أن السيناريوهات المحتملة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل ألمانيا باتت منطقية لحد بعيد ويمكن تصديقها في إطار المعلومات المتوفرة حاليا‏.‏

وذكر تقرير محطة‏(‏ إس‏.‏دبليو‏.‏أر‏)‏ للإذاعة والتليفزيون استنادا لوثيقة سرية لهيئة مكافحة الجريمة أن السيناريو الأول حذر من كوماندوز انتحاري يتكون من أربعة أشخاص سافروا من ألمانيا إلي شمال باكستان للتجهيز لتنفيذ مذبحة بالعاصمة برلين قد تشمل مبني الرايخستاج الذي يضم البرلمان الألماني‏(‏ البوندستاج‏)‏ علي غرار مذبحة مدينة مومباي الهندية عام‏8002‏ والتي أسفرت عن مقتل‏171‏ شخصا علي الأقل‏.‏

وتشير الوثيقة في السيناريو الثاني إلي عودة اثنين من الإرهابيين إلي ألمانيا قبل فترة تتراوح بين‏6‏ و‏8‏ أسابيع لتنفيذ هجمات بقنابل موقوتة علي تجمعات غفيرة للمواطنين في إحدي المدن الكبري دون الاضطرار إلي انتحار منفذي العملية‏.‏

وكانت هيئة مكافحة الجريمة قد حذرت من تفشي حالة من الذعر والهيستريا بين المواطنين عقب التقارير التي تحدثت عن خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم يستهدف مبني البرلمان‏.‏

وكشفت مجلة دير شبيجل الألمانية في تقرير لها أن إسلاميا ألمانيا أبلغ هيئة مكافحة الجريمة وحذرها من أن قيادة تابعة لتنظيم القاعدة تعتزم بمساعدة مجموعات متحالفة معها مهاجمة مقر البرلمان الألماني واحتجاز رهائن وتنفيذ مذبحة دموية باستخدام أسلحة نارية‏.‏

وفي سياق متصل‏,‏ رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحديث عن تقارير ملموسة حول خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم علي البرلمان‏,‏ وقالت ميركل عقب مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلنطي‏(‏ الناتو‏)‏ في لشبونة‏:‏ حتي هيئة مكافحة الجريمة أوضحت مرة أخري أنه لا توجد تفاصيل حول هذه الخطط يمكن ذكرها الآن‏.‏ وفي غضون ذلك‏,‏ برز اسم داود إبراهيم‏,‏ الذي ذكرته مجلة دير شبيجل الألمانية فيما يتعلق بمخطط مزعوم لمهاجمة البرلمان الألماني‏,‏ والذي يعتبر المطلوب رقم واحد في الهند‏.‏

ووجهت اتهامات إلي إبراهيم‏-55‏ عاما‏-‏ بتدبير سلسلة من التفجيرات في مومباي العاصمة المالية للهند قتل فيها‏752‏ شخصا‏,‏ وأصيب ما لا يقل عن‏007‏ آخرين‏,‏ وتردد أن التفجيرات نفذت انتقاما لتدمير مسجد يرجع إلي القرن الـ‏51‏ في شمال الهند علي يد متشددين هندوس في عام‏2991.‏

ويؤكد المحققون الاتحاديون في الهند أن إبراهيم يقيم الآن في مدينة كراتشي الساحلية الباكستانية‏,‏ حيث يعتقد أنه يدير عصابة كبيرة تعمل في مجال الجريمة والمخدرات‏,‏ ونفت باكستان مرارا أن إبراهيم يقيم في أراضيها‏.‏

ووفقا لبيان حقائق صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية‏,‏ تورطت عصابة إبراهيم في شحن كميات كبيرة من المخدرات إلي غرب أوروبا‏,‏ وتشترك في طرق التهريب من جنوب آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا مع تنظيم القاعدة‏,‏ كما أن هناك ترتيبات مالية بين الجانبين‏.‏وذكر بيان الحقائق أنه سافر إلي أفغانستان تحت حماية حركة طالبان في التسعينيات‏.‏

ويتردد أن إبراهيم يقدم الدعم المالي للجماعات الإسلامية المتشددة التي تعمل ضد الهند‏,‏ بما في ذلك جماعة العسكر الطيبة ومقرها باكستان والتي تحملها الهند مسئولية هجمات مومباي‏.‏

وأصدرت الأمم المتحدة عقوبات ضد إبراهيم بتجميد أصوله وفرض حظر علي سفره في عامي‏9991‏ و‏5002.‏