استنكر الدكتور عبد الله عبد الله المرشح الأقوي في انتخابات الرئاسة الأخيرة التي جرت في أفغانستان ووزير الخارجية السابق ما يروج من أنباء حول حوار يجري بين الحكومة وطالبان.
واصفا نتائج ذلك بأنها مدمرة لثقة الشعب ومؤسسات الدولة والقائمين عليها في حربهم ضد الحركة الأصولية, وإشعارهم بأن طالبان يمكنها تولي الحكم في أي وقت واحتمالات تعرضهم للانتقام.
وقال عبد الله في لقاء مع وفد المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية المستقبلية المصري برئاسة اللواء أحمد فخر إن النصر في حرب العصابات يعتمد علي دعم الشعب, وهو ما توافر في عام2002 مع توافر الحد الأدني من القوات الغربية, في حين أنه مع وجود150 ألفا من هذه القوات حاليا, فإن النصر بات بعيد المنال لفقدان النظام الشعبية. وأوضح أن حركة طالبان تصدق القول عندما تتحدث عن صمودها وتزايد قوتها, ولكنها تكذب بادعاء أن الصمود بسبب شعبيتها, وإنما الحقيقة تصاعد الغضب الشعبي ضد القيادة السياسية وتجاوزات الوجود الأجنبي الذي فشل ايضا في الضغط بالقوة الكافية لإرغام باكستان علي وقف دعم طالبان. وشن عبد الله الذي يتهم النظام الحالي بتزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة هجوما حادا علي الرئيس حامد كرزاي قائلا: في السنوات الخمس الأولي له استخدم الوجود الأجنبي ضد الشعب, وفي السنوات الخمس الأخيرة بدأ يستعدي الشعب ضد الوجود الأجنبي بحجة الكرامة والسيادة, وذلك بالرغم من أنه في اللحظة التي ستنسحب فيها القوات الأجنبية, سينسحب هو معها أيضا. وردا علي سؤال الأهرام بشأن احتمالات صوملة أفغانستان وتقسيمها علي بعض الدول المجاورة, أكد عبد الله أنه يتابع الوضع في الصومال, وبالرغم من وجود أوجه للتشابه بين النموذجين فإن فرص أفغانستان لتفادي التقسيم أعلي بكثير منها في الصومال, خاصة مع عدم وجود توجهات انفصالية لدي الأعراق الأفغانية, إنما مزيد من الحرية في الإدارة الذاتية للأقاليم. وأعرب المعارض الأفغاني البارز عن تشاؤمه أن يأتي التغيير علي يد القيادة الحالية أو الوجود الأجنبي في أفغانستان, وإنما في تحالف المعارضة مع الشعب, مشيرا إلي ان المجتمع الدولي فقد البوصلة مؤخرا ولم يعد يدرك الهدف الرئيسي من وجوده في أفغانستان, وهو الفشل الذي تعد القيادة الأفغانية مسئولة عنه بشكل كبير لفشلها علي مدي تسع سنوات من النهوض بقدرات الدولة العسكرية. وتحدث الرجل بمرارة عما وصفه بتجاهل كل من القيادة الحالية والقوات الأجنبية للشعب الذي بالرغم من رفضه طالبان, فإن الحكومة قررت بدء حوار معها بسبب عجزها.