جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما التأكيد علي ما أعلنه في خطابه إلي العالم الإسلامي خلال زيارته إلي جامعة القاهرة, حيث أكد أن هناك حاجة لمزيد من العمل لاصلاح العلاقات الأمريكية المشحونة مع العالم الاسلامي.
في اعتراف بصعوبة تخطي سنوات من انعدام الثقة, موضحا أن واشنطن لم ولن تكون أبدا في حرب مع الإسلام.
وفي ثاني خطاب له للعالم الإسلامي, قال أوباما- أمام طلاب جامعة اندونيسيا- إننا لسنا ضد دين عظيم مثل الإسلام لكن لن نسمح في نفس الوقت للمتطرفين والإرهابين أن يقرروا ما يشاءون, وأنه علينا جميعا أن نلحق الهزيمة بالقاعدة.
وأشار إلي أنه لايوجد خطاب واحد يزيل سنوات عديدة من عدم الثقة بيننا وبين العالم الاسلامي, وأنه مازال أمامنا خيار لكي نتخلص من عدم الثقة والعمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة.
وقبيل مغادرته اندونيسيا إلي كوريا الجنوبية لحضور قمة العشرين, أكد أوباما إنه بالرغم من كل الانتكاسات فان الولايات المتحدة مازالت تلتزم بالتقدم الانساني, ونحن ندرك أن القضية التي تسببت في توترات بين الجانبين مازال أمامها المزيد إلا أنه تم تحقيق بعض التقدم في هذا المجال.
وحول عملية السلام في الشرق الأوسط, اعترف أوباما بأن عملية السلام في الشرق الأوسط عانت من بدايات كاذبة وانتكاسات ولكنه قال إن الولايات المتحدة لن تترك حجرا دون أن تقلبه.وقال أوباما إن الإسرائيليين والفلسطينيين استأنفوا المفاوضات المباشرة ولكن هناك عقبات ضخمة باقية.وقال نحن لن ندخر جهدا في العمل من أجل نتيجة عادلة وتكون في مصلحة جميع الأطراف: دولتان.. إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمن.
وحذر أوباما, الذي جعل عملية السلام في الشرق الأوسط محور تركيز إدارته, من أن السلام والأمن لن يتحققا بسهولة. وانتقد الرئيس الأمريكي خطط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو التي نشرت حديثا لبناء أكثر من1300 منزل علي أراض فلسطينية لن تفيد عملية السلام في الشرق الأوسط.
وحول الملف الأفغاني, قال الرئيس الامريكي إننا نعمل مع الحلفاء في افغانستان من أجل تعزيز مستقبلها وإقامة سلام لايوفر ملاذا للمتطرفيين.
وحول العراق, شدد أوباما علي تحقيق تقدم في الالتزام بإنهاء الحرب, موضحا أنه في ظل رئاسته تم سحب مائة ألف جندي من العراق, وأن العراقيين يأخذون بأيديهم المسئولية الكاملة.
وتحدث الرئيس الامريكي-أمام حشد تجمع فيه نحو ألف شخص عاملوه كنجم من نجوم موسيقي الروك- عن تاريخ اندونيسيا والتجربة الاندونيسية في التعايش والانسجام بين الدين والديمقراطية فقال: إنها جمعت الوحدة في التنوع الديني والعرقي وسرد تجربته ومعايشته لاندونيسيا وهو صغير السن حيث كان يسمع الآذان في كل أنحاء جاكرتا في إشارة لتقبل المجتمع بأعراقه المختلفة واحترامه للدين.
وقال أوباما: إن الدين كان ولايزال ركيزة أساسية في المجتمع الاندونيسي العميق في جذوره الدينية, مشيرا إلي أنه جعل في مقدمة أولوياته إصلاح العلاقات مع العالم الاسلامي.
واشاد بتجربة ونموذج اندونيسيا في الوحدة في التنوع.
وأشار إلي أنه عاصر اياما في اندونيسيا كان الفرد لايجرؤ علي الحديث بسبب النظام الذي كان سائدا في ذلك الوقت لكن اندونيسيا انتقلت الآن إلي العملية الديمقراطية والوحدة كشعار للمجتمع والمح الي التشابه بين اندونيسيا وامريكا فيما يتعلق بمسار الديمقراطية.
وأكد سعي بلاده لشراكة دائمة مع جاكرتا لأن ذلك في صالح الجانبين حيث إن امريكا لها مصلحة في تحقيق تنمية مستدامة, مرحبا بالدور الذي تلعبه جاكرتا فيما يتعلق بالتغير المناخي.
وكان الرئيس الأمريكي قد استهل نشاطه في اليوم الثاني لزيارته لجاكرتا بزيارة لمسجد الاستقلال في وسط العاصمة الاندونيسية جاكرتا وهو أكبر المساجد في منطقة جنوب شرق آسيا ويتسع لأكثر من عشرة آلاف مصل وقد جمع بين العمارة الاسلامية والعمارة المسيحية. وقد رافقه في هذه الزيارة زوجته التي غطت رأسها بغطاء أثناء الزيارة حيث استمعا من مسئول المسجد عن تاريخه ومغزي الاسم الذي أطلق عليه. وتجول اوباما في أروقة المسجد لأكثر من20 دقيقة وكان قد دخله من باب يطلق عليه الاندونيسيون باب الإمام مالك. وخلع أوباما وزوجته حذائيهما وهما يجتازان ساحة المسجد الواسعة وقال الرئيس للصحفيين إن مرتادي الكنيسة يستخدمون مرأب المسجد خلال أعياد الميلاد وأضاف أن هذا مثال علي نوعية التعاون بين الأديان الموجودة في اندونيسيا.
وكان الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي استكمالا للكلمة المهمة التي ألقاها في العاصمة المصرية القاهرة في يونيو2009 للتواصل مع العالم الاسلامي والتي أعلن فيها عن بداية جديدة في العلاقات الأمريكية مع المسلمين بعد التوترات التي سادتها عقب هجمات11 سبتمبر عام2001 وما أعقبها من رد فعل الرئيس الامريكي السابق جورج بوش.