علي وقع انقسامات الاقتصادات الرئيسية في العالم حول استعادة التوازن العالمي, وبينما تدوي هتافات المتظاهرين الغاضبين, ووسط حالة تأهب أمني.
لم تشهدها كوريا الجنوبية منذ انتهاء حربها مع جارتها الشمالية يجتمع اليوم في العاصمة الكورية الجنوبية سول زعماء دول مجموعة العشرين في محاولة جديدة لمواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية ووضع حد لحرب العملات بين الولايات المتحدة والصين تلك الحرب التي أقضت مضاجع الاقتصاديين ومعه المواطنين حول العالم بسبب تأثيرها علي وضع الاقتصاد المحلي في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم منذ عام2008.
وقد اكتفي اجتماع نواب وزراء المالية لمجموعة العشرين أمس بالتأكيد علي تباين وجهات نظرهم في القضايا الشائكة, مثل وضع التعليمات الخاصة بفوائض الحسابات الجارية لحل خلافات صرف العملات. وقال كيم يون كيونج المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لقمة العشرين في مؤتمر صحفي نقلته وكالة يونهاب أمس إنه جري نقاش محتدم في جلسة إطار العمل للتنسيق النهائي لوضع بيان سيول لقمة العشرين حتي منتصف الليلة الماضية إلا ان ممثلي الدول المشاركة في القمة لم يتوصلوا إلي اتفاق بسبب الاختلافات في المواضيع الشائكة المتمثلة في صرف العملات.
وأوضح كيم أن جميع المواضيع مثل التعليمات الخاصة بفائض الحسابات الجارية وإجراءات التسيير الكمي الأمريكية والكف عن خفض قمة العملات الوطنية بصورة مفرطة كانت موضوعة في طاولة النقاش, إلا أن المشاركين في النقاش أنهوا الجلسة دون نتيجة تذكر لمواصلة الاجتماع, مشيرا إلي أن أراء نواب وزراء المالية اتفقت علي ضرورة الالتزام بما توصل إليه اجتماع كيونغجو في الشهر الماضي بصورة عامة.
وأضاف المتحدث أن ما بين40 إلي50 مندوبا تكدسوا في قاعة ضيقة خلال جلسة استمرت14 ساعة مساء أمس وارتفعت أصواتهم لدي مناقشه إطار عمل من أجل نمو متوازن يأمل زعماء المجموعة أن يكون هو حجر الزاوية لهذه القمة. وأوضح أنه جري نقاش محتدم في جلسة خصصت للتنسيق النهائي لوضع بيان سيول لقمة العشرين, إلا ان ممثلي الدول المشاركة في القمة لم يتوصلوا إلي اتفاق بسبب الاختلافات في المواضيع الشائكة المتمثلة في صرف العملات.
ومن جانبه, حث بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة علي تعاون أكبر بين دول مجموعة العشرين في لحظة حاسمة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وقال في مؤتمر صحفي في سول: هذا هو وقت توحيد الصفوف.
وكان زعماء مجموعة العشرين يأملون أن يشهد اجتماع هذا الأسبوع وهو الخامس منذ الأزمة المالية العالمية في عام2008 بداية عهد جديد للتعاون الدولي.
وكان قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي- الأمريكي بانفاق600 مليار دولار أخري علي شراء سندات حكومية قد أثار انتقادات من مختلف أطراف العالم وكثف مناقشات مجموعة العشرين بشأن أفضل السبل لتعزيز الانتعاش وتجنب أزمة مالية جديدة.
وبينما تواجه واشنطن هذه الانتقادات, قامت الإدارة الأمريكية بتصعيد حملة ضغوطها علي الصين للسماح لعملتها اليوان بالارتفاع بمعدل أسرع وهي مسألة رئيسية في جهود تصحيح الاختلالات الاقتصادية العالمية. ففي هذا الإطار قال مسئول صيني يشارك في صياغة البيان الختامي للقمة إن الزعماء يجب ألا يبحثوا اليوان أو أي عملة أخري علي وجه الخصوص. كما أكد مسئول هندي رفيع المستوي أن البيان الختامي لن يخص بالذكر عملة بعينها.
في هذه الأثناء, تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في العاصمة الكورية ضد عقد قمة مجموعة العشرين, وسجل وقوع مواجهات مع الشرطة. وتظاهر نحو20 ألف شخص من النقابيين مع ناشطين آخرين, بحسب الشرطة, في حين قال المنظمون إن عدد المتظاهرين40 ألفا, وسط هتافات مناهضة لمجموعة العشرين أمام مقر بلدية سيول الذي أحاط به الآلاف من رجال شرطة مكافحة الشغب.