أطلق اليمن عملية عسكرية استخباراتية كبرى أمس لاعتقال عنصر تنظيم القاعدة المشتبه الرئيسى فى صناعة الطرود المتفجرة حسين إبراهيم عسيرى (السعودى الجنسية).
وذلك فى إطار المخطط الذى تم إحباطه واستهدف الولايات المتحدة، وقال مسئول امني يمني إن هدف العملية الأمنية العسكرية هو اعتقال إبراهيم عسيري وأنور العوالقي رجل الدين الأمريكي المولد والمطلوب من واشنطن لصلته بتنظيم القاعدة. وفي غضون ذلك, بدأت في اليمن أمس محاكمة غيابية لأنور العولقي الذي تريده واشنطن حيا او ميتا وذلك في إطار الضغوط التي تتعرض لها صنعاء للحمل علي متشددين يعملون في أراضيها بعد احباط مؤامرة لارسال طردين ملغومين في طائرتين متجهتين الي الولايات المتحدة. اتهم الادعاء اليمني أنور العوالقي بصلته بتنظيم القاعدة والتحريض علي قتل الأجانب واتهامه بصلته بقتل مواطن فرنسي في اليمن. ويعتقد ان العولقي الذي يجري الربط بينه وبين محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة الي الولايات المتحدة في ديسمبر عام2009 مختبيء في جنوب اليمن. ووضعت وزارة الخزانة الامريكية العولقي في قائمتها السوداء وقالت إنه ارهابي عالمي من طراز خاص في خطوة تسمح بتجميد كل أرصدته الموجودة في أمريكا.
وتعقد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوي للنظر في كيفية التعامل مع الوضع في اليمن, علي خلفية الطرود الناسفة التي رصدت في طريقها إلي الولايات المتحدة وكشفت عن ثغرات في نظام الأمن الجوي, وفق مصادر أمريكية بارزة.
وذكرت تلك المصادر أن المناقشات ستتناول مجموعة متنوعة من القضايا وحجم ووتيرة المساعدات لليمن. وأوضحت أن وزارتي الخارجية والأمن الداخلي الأمريكيتين علي وشك تأسيس برنامج جديد لتدريب وتجهيز ومساعدة اليمن لتأمين النقل الجوي والبحري بطريقة أكثر فعالية.
وفي الوقت الذي بدأت فيه إدارة أمن النقل الأمريكية فرض المزيد من الإجراءات الأمنية لتفتيش الركاب المتجهين إلي أمريكا وفحص الشحنات الجوية, يتزايد قلق إدارة واشنطن من ثغرات في النظام قد تعرض أمن البلاد للخطر, جراء الفساد وعدم امتلاك الحكومة اليمنية للقدرات اللازمة, علي حد زعم المصادر. وأوضحت المصادر إن جانبا من البرنامج يستدعي وجود إدارة أمن النقل في اليمن للسنوات القليلة المقبلة, فإلي جانب تقديم المزيد من الأجهزة والتدريب إلي السلطات اليمنية حول كيفية فحص الشحنات الجوية, سيساعد مختصون أمريكيون وزارة الداخلية اليمنية في الفحص والتدقيق لتعيين كوادر جديدة. وقد أبدي مسئولون حكوميون في اليمن خشيتهم من تحول البلاد إلي عراق آخر بسبب النفوذ المتزايد لتنظيم القاعدة, وإمكانية حصول تدخل أمريكي معاكس, كما أكدوا خوفهم من سيناريو صومالي تعجز معه صنعاء عن توفير الخدمات للسكان إن تأخرت الدول الكبري عن تقديم الدعم المالي لها. واقترح مسئولون في القيادة المركزية الأمريكية, التي تشرف علي العمليات العسكرية في المنطقة, تقديم1.2 مليار دولار لليمن في شكل معدات عسكرية وتدريب علي مدي السنوات الست القادمة, إلا أن البعض يعتقد أن واشنطن تقدم بالفعل المستوي المناسب من المساعدات العسكرية, بما في ذلك توجيه ضربات بطائرات دون طيار. ورفعت الولايات المتحدة بالفعل مساعداتها لليمن خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي أحدث تطور متعلق بالطرود الملغومة, فجرت الشرطة اليونانية طردا ملغوما تم العثور عليه أمس في السفارة البلغارية في العاصمة اليونانية أثينا. وكانت طرد ملغوم آخر قد انفجر صباح أمس في السفارة السويسرية بأثينا دون سقوط ضحايا أو وقوع اصابات. واوضح مصدر امني انه تم تفجير طرود اخري موجهة للسفارات البلجيكية والهولندية والمكسيكية. وانفجر الطرد الذي كان موجها للسفارة المكسيكية في وقت سابق في أثينا مصيبا موظفة في شركة نقل الطرود. وفجرت الشرطة بقية الطرود.