في أعقاب حملة انتخابية هي الأطول والأكثر كلفة والأشد شراسة في التاريخ الأمريكي‏,‏ يتوجه الملايين من الناخبين اليوم لمئات الآلاف من مراكز الاقتراع في‏50‏ ولاية أمريكية.

 لاختيار مجلسهم التشريعي الجديد الذي من المتوقع له أن يقود الولايات المتحدة نحو تغيير جديد في مسار السياسة الداخلية والخارجية خلال الفترة المقبلة في ظل توقع فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد وإمكانية سيطرتهم علي الكونجرس‏,‏ فيما يحاول الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما تقليص نسبة الخسائر التي يمكن أن تؤثر بشدة علي فرص إعادة إنتخاب الرئيس الديمقراطي في عام‏2012‏ وتنفيد برامج الإصلاح المالي والاقتصادي الحالية والتي تلقي معارضة من الجمهوريين علي نطاق واسع‏.‏

وبينما كان من المعتاد أن يكون لدي الحزبين الديمقراطي والجمهوري مؤشرات حول العدد المتوقع لنسبة مشاركة الناخبين في أي سباق انتخابي‏,‏ إلا أن السباق التشريعي لهذا العام يأتي مختلفا‏,‏ فالناخب الأمريكي يعاني من الاحباط ويشعر بالشك تجاه مؤسساته السياسية الأمر الذي رفع من معدل ميل الناخب إلي العزوف عن المشاركة في الانتخابات كنوع من أنواع التصويت العقابي للسياسيين الذين خذلوه‏.‏ وعن خريطة انتماءات الناخبين‏,‏ أظهر استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة جالوب الأمريكية لدراسات الجمهور أن‏48%‏ من الأمريكيين يعتبرون أنفسهم محافظين و‏22%‏ يرون أنفسهم معتدلين بينما قال‏20%‏ أنهم ليبراليون وهو ما فسره المحللون بالتحول الكبير في توجهات الأمريكيين في الفترة الأخيرة‏.‏ وتشير استطلاعات الساعات الأخيرة إلي تفوق الجمهوريين بمعدل‏221‏ مقعدا مقابل‏177‏ للديمقراطيين وتساوي كفة المرشحين في‏43‏ دائرة في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده‏435‏ مقعدا وحيث يحتاج الجمهوريون إلي الفوز بـ‏39‏ للعودة للأغلبية‏,‏ بينما مازال الديمقراطيون متفوقين في الاستطلاعات بشأن تجديد ثلث مجلس الشيوخ ـ‏100‏ مقعد ـ حيث يمكن أن يحسم المرشحون الديمقراطيون‏47‏ مقعدا مقابل‏45‏ للجمهوريين وتعادل الكفتين في‏9‏ دوائر في المقاعد المفتوحة‏.‏ وقد نجح المرشحون الجمهوريون في اقتحام معاقل الديقراطيين الحصينة حيث حققوا تفوقا غير عادي في ولايات الشمال الشرقي‏-‏ الديمقراطية الطابع‏-‏ وولايات الغرب الأوسط التي حقق فيها التيار المحافظ في الحزب الديمقراطي نتائج غير مسبوقة في انتخابات عامي‏2006‏ و‏2008,‏ ليعلن الجمهوريون بهذه النتائج المبهرة تأهلهم لاستعادة السيطرة علي المعاقل الجمهورية التقليدية في ظل حالة من الغضب الشعبي من تأخر نتائج برامج الإصلاح ووصول معدل البطالة لتقترب من‏10%‏ رغم مرور عامين علي تولي الرئيس أوباما للسلطة‏.‏

وتشتعل المعركة اليوم علي‏9‏ مقاعد في مجلس الشيوخ من بينها ولايات كبري مؤثرة مثل بنسلفانيا وكولورادوا وواشنطن وكاليفورنيا وإلينوي‏-‏ مقعد أوباما في الشيوخ سابقا‏-,‏ في الوقت الدي تشير الاستطلاعات إلي تقدم الجمهوريين في ثلاث ولايات كبري في سباق حكام الولايات حيث تجري الانتخابات في‏37‏ ولاية ويطمح الجمهوريون للفوز بثلاث ولايات كبري هي أوهايو وفلوريدا وبنسلفانيا وهي التي يمكن أن تلعب الدور الأكبر في انتخابات الرئاسة المقبلة‏.‏