شهد ميدان تقسيم بقلب مدينة اسطنبول التركية أمس عملية انتحارية أسفرت عن إصابة32 شخصا منهم15 من رجال الشرطة, ومن بينهم اثنان إصاباتهما خطيرة, و17مدنيين فضلا عن مقتل المنفذ, كما ترددت أنباء عن مصرع3 أشخاص من المصابين.
وأعلن حسين شبكن مدير أمن اسطنبول أن الانفجار الذي وقع بميدان تقسيم بوسط الشطر الأوروبي نتج عن عملية انتحارية و تم العثور علي جثة منفذها, وهي لشاب وليس لفتاة كما رددت أنباء سابقة.
وحول ما إذا كان الانفجار نتج عن عملية انتحارية لأحد أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية, كما ذكرت معلومات سابقة, امتنع شبكن عن الإجابة عن هذا السؤال قائلا إن أجهزة الأمن تقوم بتحريات واسعة حول الانفجار, وأن الحديث عن هذه الأمور سابق لأوانه. في الوقت نفسه, اتخذت مديرية أمن اسطنبول تدابير مشددة في ميدان تقسيم, وفي المناطق المحيطة به والشوارع المؤدية إليه وحلقت طائرات مديرية أمن اسطنبول فوق موقع الانفجار وحول ميدان تقسيم, كما وصل العديد من سيارات الاسعاف والشرطة.
وبدأت قوات الأمن عملية تمشيط موسعة في محيط الميدان تحسبا لوقوع انفجارات أخري بالميدان أو المناطق المجاورة له.
وأشارت معلومات أولية إلي أن الانفجار وقع نتيجة تفجير فتاة نفسها بالقرب من كمين تتمركز فيه الشرطة تحسبا لأي مظاهرات بوسط الميدان الذي يزدحم بالحركة علي مدي الساعة, لكن مصادر إعلامية أرجعت ضآلة حجم الخسائر إلي أن الحادث وقع في وقت مبكر نسبيا من الصباح لخروج المارة.
من ناحية أخري, وفي تحول استراتيجي مثير, فجر مجلس الأمن القومي التركي مفاجأة في وجه إسرائيل بإقراره النسخة الجديدة من الدستور السري, أو ما يعرف بـ الكتاب الأحمر, والذي يعد الوثيقة الرسمية الأهم في تحديد الاستراتيجيات العريضة التركية الخارجية والداخلية لخمس سنوات مقبلة.
وكان أبرز ما جاء في هذه النسخة هو تصنيف إسرائيل وللمرة الأولي منذ عام1949 بأنها تهديد رئيسي لتركيا والخطر الأكبر الذي يتهدد منطقة الشرق الأوسط وليس سوريا أو إيران وذلك بسبب أفعالها في المنطقة خاصة عقب أحداث أسطول الحرية.
وذكر مجلس الأمن التركي أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة سببها التصرفات الإسرائيلية, وأن هذه التصرفات يمكن أن تقود إلي سباق للتسلح في المنطقة.
ورفعت تركيا بذلك كلا من إيران وسوريا واليونان وروسيا وبلغاريا وجورجيا وأرمينيا من قائمة الدول التي تشكل خطرا علي أمنها.
وفي قرار آخر, رفعت تركيا أمس الحظر المفروض علي موقع يوتيوب الشهير لتبادل لقطات الفيديو بعد مرور عامين علي ايقاف نشاط الموقع علي شبكة الانترنت في تركيا بسبب نشر لقطات مسيئة لمؤسس الدولة التركية الحديثة كمال أتاتورك. وأعلن وزير الاتصالات التركي بينالي يلديريم عبر التليفزيون أنه تم سحب جميع مقاطع الفيديو المسيئة من الموقع, وأعرب عن أمله في أن يتعلم الجميع من الدرس وعدم تكرار الأخطاء السابقة, وطالب الوزير مسئولي الموقع باحترام القوانين التركية.