بعد ساعات من التوتر عاشتها الولايات المتحدة أعادت إلي الأذهان الذكري الأليمة لاعتداءات11 سبتمبر2001, أصدرت السلطات الأمريكية تعليمات بتكثيف الإجراءات الأمنية في مختلف المطارات الأمريكية.
خاصة فيما يتعلق بتفتيش الشحنات الواردة من الخارج وحول جميع المؤسسات الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية في شيكاجو كإجراء وقائي بعد إحباط أجهزة الأمن في بريطانيا والإمارات محاولة إرسال طردين ملغومين جوا من اليمن إلي مؤسستين يهوديتين في شيكاجو, وذلك في الوقت الذي اعتقلت فيه السلطات اليمنية فتاة يشتبه بتورطها في إرسال الطردين.
وفي بيان مقتضب للصحفيين في البيت الابيض أكد الرئيس أوباما أن هذه الوقائع تمثل اتهديدا إرهابيا حقيقياب ضد الولايات المتحدة, وقال اإن أحداث الـ24 ساعة الماضية تؤكد علي ضرورة اليقظة في مكافحة الإرهابب, كما أثني الرئيس الأمريكي علي عمل مسئولي المخابرات ومكافحة الارهاب الأمريكيين لإحباطهم المؤامرة. وأكد اأن الشعب الأمريكي لابد وأن يثق في أننا لن نتردد في تصميمنا علي هزيمة القاعدة والمجموعات التابعة لها, وقطع دابر التطرف والعنف بجميع أشكالهب, وظهر الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي فور إعلان النبأ في صورة القائد القوي الذي يمسك بكل مقاليد الأمور وذلك قبل أيام قليلة من انتخابات الكونجرس.
ووجه أوباما في وقت لاحق الشكر هاتفيا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمساعدتهما علي إحباط الهجوم الإرهابي مطالبا اليمن في نفس الوقت بتوثيق التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشار مسئولون في الإدارة الأمريكية إلي أن مسئولي المخابرات السعودية أبلغوا الولايات المتحدة بوجود مؤامرة لشحن متفجرات من صنعاء, العاصمة اليمنية. وقد عثر علي واحد من الطرود علي متن طائرة يو.بي. إس. للشحن في مطار بالقرب من شرق ميدلاندز نوتنجهام في إنجلترا, والشحنة المماثلة من رحلة فيديكس في دبي.
وكان جون برينان, مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الارهاب قد اتصل هاتفيا مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عرض عليه المساعدة في تعقب مصدر الطرود, وهو ما أجاب عليه صالح بالتعهد بالتعاون التام في التحقيقات.
و من صنعاء ـ كتب إبراهيم العشماوي: أعلن صالح, في مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة اليمنية بصنعاء امس أن فتاة هي من قامت بإرسال الطردين الملغومين علي متن الطائرتين اللتين كانت في طريقهما للولايات المتحدة, مشيرا إلي أن الشرطة اليمنية اعتقلت الفتاة بعد تلقي صنعاء معلومات من واشنطن عنها. وأن اليمن تواصل مكافحة إرهاب تنظيم القاعدة بالتعاون مع دول الجوار والدول الصديقة. وتمكن المسئولون الأمريكيون من تحديد هوية الفتاة من خلال شريحة اتصال خاصة بهاتف خلوي مثبتة إلي أحد الطردين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه أجهزة الأمن الإماراتية أن الطرد الذي تم ضبطه في مطار دبي, والقادم من اليمن, كان يحتوي علي مادة شديدة الانفجار اوتم اعداده بتكنيك يشبه أسلوب تنظيم القاعدة, وذكرت شرطة دبي ـ في بيان صحفي ـ أن االتحقيقات التي أجرتها بشأن الطرود المشبوهة والتي عثر عليها فريق البحث قادمة من اليمن عبر شركة فيدرال اكسبريس الأمريكية للشحن الجوي, عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي علي مواد متفجرة. وأوضحت أن اتلك المواد وضعت في الحبر الخاص بالطابعة وقد أعدت بطريقة محترفة تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف محمول أخفيت داخل الطابعةب.
من ناحية أخري, استبعد مسئولون في الادارة الأمريكية وجود رابط ما بين إرسال الطرود لعناوين في شيكاجو وخطط أوباما للسفر للمدينة مساء الأمس, كما جرت عملية نقل طائرات شحن في مطار فيلادلفيا وآخر في انيواركب إلي مناطق آمنة بعيدا عن المحطات وتفتيشها قبل ان يتم التأكد من سلامة الشحنات.
وقالت الشرطة ان شاحنة جري توقيفها في مدينة نيويورك بغرض التفتيش بينما امتنع مسئولو مكافحة الإرهاب عن تحديد المعابد المقصودة بالطرود المشبوهة لكن تقارير صحفية قالت إن المعابد قريبة من منزل أوباما في شيكاجو.
ومن لندن ـ مراسل الأهرام: يعقد مجلس الطواريء البريطاني اكوبراب اجتماعا آخر خلال ساعات بعد تأكيد وزيرة الداخلية تريزا ماي أن الطرد الذي عثر عليه في مطار إيست ميدلاند كان يحتوي علي مواد متفجرة, غير أن الوزيرة لم تؤكد ما إذا كان الطرد يحوي جهاز تفجير نشطا.
وأعلنت الوزيرة في وقت مبكر من صباح أمس أنه يجري حاليا مراجعة إجراءات الأمن الخاصة بكل رحلات الشحن الجوي القادمة من اليمن. وقالت السلطات البريطانية إن الطرد الذي تم اعتراضه كان سلاحا قابلا للاستخدام وأنه كان كفيلا بإسقاط طائرة إذا انفجر علي متنها.
وفي باريس: أعلنت هيئة الطيران المدني الفرنسية عن وقف الرحلات الخاصة بطائرات الشحن بين فرنسا واليمن.