الدمامل
بقلم عبدالمنعم السيسي

كثيرا ما نسمع الامثال والحكم من الكبار وقد لا نعيرها أي اهتمام ولا نتذكرها الا عندما يحدث موقف معين ونتذكر معه ذلك المثل و تلك الحكمة .. فكان والدي رحمة الله عليه ( وهو بالمناسبة من الابطال الذين شاركوا في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي وضد العدوان الثلاثي على مصر  ولذلك كانت لديه الكثير من الخبرة في الحياة ) كان دائما ما يذكرني ببعض الامثال والحكم ومنها عندما كان يحدث أي موقف من شخص ما واستغرب ذلك الموقف يقول لي يا بني الانسان زي الدمل بالظبط واذا اردت ان تعرف انسان على حقيقته انظر الى تصرفاته لحظة غضبه الشديد ولحظة شعوره بانتصار مزيف فستجده تماما مثل الدمل فاذا كان الدمل نظيفا ويحتوي فقط على بعض الماء وحتى وان كبر حجمه واردت ان تخرج ما فيه فلا يخرج غير الماء فقط مع بعض الالم اما اذا كان بداخله الصديد واردت ان تشكه بدبوس لتخرج ما فيه فلن تجد غير الصديد والالم الشديد .. وكذلك الانسان الملئ بالحقد والضغينة والقذارة والعفن والسفالة وغيرها من الصفات الدنيئة اذا غضب فلا تنتظر منه سوى العفن والقذارة واذا فوجئ بتغيير حاله دون ان يتوقع كان العفن على اشده .. وما رايناه من تصرفات واخلاقيات حاقدة قد يعف اقذر صندوق زبالة ان يحتويها من تلك الفئة البربرية التي حملت نعشا ملفوف بعلم مصر واخرى قامت بحرق ذلك العلم الذي طالما رفرف بكل عزة وكرامة في العديد من دول العالم العربي ليقوم بواجبه على اعتبار ان مصر ام العرب وام العروبة .. وخير مثال على تلك الاخلاق الحاقدة ما قام به رئيس اتحاد الكرة الجزائري من تصرف خسيس عندما رفض مصافحة سمير زاهر في المؤتمر الصحفي ومثال اخر ما صرحت به وردة الجزائرية بعد كل هذه السنوات التي عاشتها في مصر ولم يكن لها اسم اساسا الا من خلال مصر التي اعطتها الشهرة والمجد والمال وكل شيء ومن حقها ان تقف بجانب بلدها وتشجعها ولكن ليس من حقها تلك الاستفزازات والتقليل من اسم مصر في تصريحاتها وتناست كل ما قدمته مصر ونست المثل الذي يقول يا غريب كن اديب .
وبعد كل ما شاهدناه وسمعناه وقرأناه الم يحن الوقت لكي يكون للمصري كرامة في بلده قبل ان نعمل حساب للاخرين .. فلا يوجد دولة في العالم دولة الا وتضع لوائح وضوابط لكي يكون للمواطن فيها الاولوية في امور كثيرة جدا وفي مقدمتها الاولوية في الدخول والخروج من المنافذ الحدودية ففي كل المطارات في العالم تجد لافتة تخصص شبابيك للمواطنين لانهاء الاجراءات واخرى لغير المواطنين والاولوية للمواطنين ولكن عندنا في مصر العكس الاولوية للضيوف .. وفي أي دولة من دول العالم وعندما تحدث أي مشكلة بين مواطن وغيرمواطن نجد ان المواطن له الحق وانه برئ الى ان يثبت العكس ولكن عندنا في مصر من اجل الضيافة واصولها فالمواطن متهم الى ان يثبت العكس .. بالاضافة الى ذلك نجد ان جميع الدول تضع الكثير من الشروط والقيود للتملك سواء للاراضي او العقارات ولكن عندنا في مصر اصبح المصري غريب يا ولداه في ظل الهجمة التي شاهدناها ونشاهدها كل يوم لشراء العقارات المصرية لغير المصريين وهو ما ساهم في ارتفاع قيمة العقار بشكل كبير جدا وبشكل مبالغ فيه .

والدعوة التي يجب ان توجه الان توجه الى وزارة الداخلية لتخصيص مدخل خاص او مداخل للمصريين في المنافذ الحدودية وخاصة الجوية حتى يكون للمصري كرامة في بلده ويراها الزائر بمجرد دخوله مصر كما هو معمول به في جميع انحاء العالم .. والدعوة الاخرى توجه الى وزارة الخارجية وممثليها في جميع انحاء العالم من سفراء واعضاء بعثات دبلوماسية مصرية في جميع انحاء العالم لضرورة التاكيد على حفظ كرامة المصري في أي مكان في العالم سواء قل فيه عدد المصريين او كثر وضرورة ان يكون للمصري كرامة في سفارة بلده وله الاولوية في انهاء اجراءاته كما تفعل العديد من سفارات العالم عندنا في مصر .. واخير يجب اعادة النظر في قانون تملك الاجانب للعقارات في مصر وتحديدها على الاقل بوحدة واحدة في كل محافظة ولا نتركها مفتوحة حفاظا على حق المصري في التملك .. وفي الاخر اتذكر المثل اللي بيقول مع اختلاف كلمة واحدة ( اللي يقول لابنه يا عورة من حق الناس تلعب به الكورة )