بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما حالة التأهب القصوي داخل حزبه لمواجهة الخطر الكاسح الذي بات يهددهم حتي في معاقلهم, قرر الحزب الديمقراطي اللجوء إلي نجومه في إطار استراتيجية اللحظة الأخيرة.
وذلك سعيا للتخفيف من وطء هزيمة متوقعة خلال سباق التجديد النصفي للكونجرس المقرر في الثاني من نوفمبر المقبل.
ففي الوقت الذي خصص فيه الرئيس أوباما قدراته الخطابية لمهاجمة الجمهوريين واصفا إياهم بالرجعيين والمتشددين, دخل كل من السيدة الأولي ميشيل أوباما ونائب الرئيس جوزيف بايدن علي خط الطوارئ لإنقاذ الديمقراطيين, حيث عمل الاثنان علي استغلال شعبيتيهما لدي الطبقات الوسطي لمواجهة هجمات الجمهوريين.
فقد شن أوباما هجوما غير مسبوق علي الجمهوريين متهما إياهم بتبني مواقف رجعية وراديكالية, وذلك خلال تجمع انتخابي في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا, حيث قال إن ابراهام لنكولن أول رئيس جمهوري ما كان ليفوز بترشيح الحزب الجمهوري في العصر الحديث. وتساءل: بصراحة, هل تتخيلونه قادرا علي الحكم مع هؤلاء القوم؟
واتهم الرئيس الجمهوريين بأنهم وقفوا متفرجين في حين كان هو يعمل علي إنقاذ الاقتصاد من ركود ثان عظيم, وبأنهم يريدون العودة الي نظام ضريبي متساهل كان السبب في الازمة أصلا. وقال: هذه الاجندة التي تقدم نفسها علي انها تتخذ موقفا محافظا, ليست متحفظة. لقد احدثت تغيرا راديكاليا من فائض قياسي الي عجز قياسي, وتسببت في الفوضي في البورصة, ودمرت اقتصادنا تقريبا.
وأضاف أوباما: هذا خيار بين الماضي والمستقبل بين الخوف والامل بين التراجع والتقدم.. وانا لا اعرف موقفكم لكني اريد ان اتقدم الي الامام, ولكنهم- أي الجمهوريين- يتمسكون بالافكار البالية نفسها.
وقبل توجهه إلي كاليفورنيا, كان أوباما قد شارك في تجمع انتخابي في مدينة سياتل بولاية واشنطن حيث مازح الناخبين بالقول إن الولايات المتحدة يتولي شئونها رئيس لا بأس به. وكان أوباما يستعرض أمام مناصريه ما تمتاز به بلاده, فقال: رغم كل المشكلات التي مرت علينا, ما زال لدينا أفضل العمال, وأفضل الجامعات, والاقتصاد الأكثر حرية ونشاطا في العالم, وقاطعته امرأة قائلة: وأفضل رئيس في العالم, فأجاب باسما: أنا لا أقول ذلك, بل أقول إن لدينا رئيسا لا بأس به. أما عن زوجته ميشيل ونائبه بايدن فقد أخذتهما جولاتهما الانتخابية إلي ولايات الساحل الشرقي في مسعي إلي إقناع الناخبين بمنح الحزب الديمقراطي ثقتهم.. وكان لكل من ميشيل وبايدن نبرته والمواضيع التي تطرق إليها, حيث تولت سيدة أمريكا الأولي مهمة إلقاء الخطابات المؤثرة والدعوات إلي الصبر.. أما نائب الرئيس فسعي لتفادي انضمام الطبقة المتوسطة إلي المحافظين المتشددين في تيار حفلة الشاي تي بارتي.
وبالنسبة لكلينتون, فأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها أمس أنه نجح في حمل لواء حزبه إلي أكثر الولايات محافظة, مشيرة إلي أنه خاض جولة لدعم المرشحين الديمقراطيين في كافة الولايات الأمريكية, حيث حشد المئات من المؤيدين في أماكن لعب كرة السلة والجامعات وصالات المطار. وأوضحت الصحيفة أنه حتي يوم الانتخابات سيكون كلينتون قد حضر أكثر من100 تجمع انتخابي حيث ألقي خطاباته لشحذ همم الناخبين.