تمكنت قوات مكافحة الشغب الفرنسية أمس من اقتحام واحدة من أكبر محطات تكرير البترول قرب العاصمة باريس لفك الحصار المفروض عليها من قبل المحتجين بالقوة الجبرية‏.

بعد أن دخلت الإضرابات علي مشروع قانون التقاعد يومها التاسع علي التوالي‏,‏ وذلك قبيل ساعات قليلة من إقرار مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع القانون المثير للجدل‏.‏

واندلعت أعمال عنف بين الشرطة والعمال المضربين مع محاولة السلطات مهاجمة المحطة لفرض إعادة تدفق الوقود في تلك المحطة‏.‏

وقال شارل فولار المتحدث باسم الاتحاد العام للعمال سي جي تي لمحطة بي إف إم التليفزيونية إن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجرح في المصادمات‏.‏ وفي مدينة تولوز‏,‏ استخدمت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق نحو‏200‏ متظاهر حاولوا إعاقة العمل في مستودع للوقود تابع لشركة توتال في شمال المدينة‏.‏

وفي إقليم سان مارتان‏,‏ أعطت المحافظة تعليمات بتحديد حصص التزود بالوقود بحيث لا تزيد علي‏30‏ لترا للأفراد و‏150‏ لترا لسيارات النقل الثقيل في خطوة تهدف إلي التغلب علي نقص الوقود حتي تعود الأمور إلي طبيعتها‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ وصفت القيادات النقابية في فرنسا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالديكتاتور‏,‏ وقالوا إنهم يشعرون بالعار لكونهم فرنسيين‏.‏

وأكدوا أنه لم يعد في فرنسا سوي‏20%‏ من محطات الوقود التي تعمل‏,‏ بينما تشارك باقي المحطات في الإضراب علي رفع سن التقاعد من‏60‏ إلي‏62‏ عاما‏.‏

وكانت النقابات قد أعلنت أن يومي الخميس‏28‏ أكتوبر والسبت‏6‏ نوفمبر يوما تعبئة عامة‏,‏ وجاء اختيارها ليوم‏28‏ أكتوبر ليتزامن مع أسبوع إقرار البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ للقانون الجديد‏,‏ أما يوم‏6‏ نوفمبر فهو يتزامن مع إقرار الرئيس للقانون ونشره في الجريدة الرسمية مع مراعاة ان تكون التعبئة بعد العودة من الاجازات‏.‏

وفي بيان صادر عن النقابات العمالية أكدوا الرغبة في إصلاح عادل وفعال لقانون التقاعد‏,‏ وطالبوا الحكومة بالبدء في التفاوض معهم حول إصلاح قانون التقاعد‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أكد وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو أن نحو خمسة آلاف محطة من محطات التزود بالوقود والبالغ عددها‏12300‏ محطة في جميع أرجاء فرنسا نفد مخزونها من الوقود‏,‏ وتعهد بتزويد المحطات بالوقود قبيل عطلة الأسبوع الحالي‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ أعلنت وزارة الداخلية أنها ألقت القبض حتي الآن علي‏2257‏ من بينهم‏1677‏ مازالوا رهن الاعتقال منذ‏12‏ أكتوبر الماضي‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ كشفت آخر استطلاعات قامت بها قناة بلوس التليفزيونية في فرنسا عن أن‏69%‏ من الفرنسيين يرفضون تعنت الرئيس ساركوزي في الأزمة ويؤيدون التعبئة العامة التي أعلنت عنها نقابات العمال في فرنسا‏.‏

وكانت حكومة ساركوزي قد أشارت في وقت سابق الي أنها ستستخدم إجراء خاصا لتعجيل إقرار مشروع قانون التقاعد في مجلس الشيوخ‏,‏ حيث يتوقع التصويت عليه خلال ساعات رغم الاحتجاجات العنيفة‏.‏