خلف شجرة الصفصاف المائلة ناحية الترعة على الطريق الترابي الذي غطى نبات الحلف القاسي جانبه الغربي اختبأوا ينتظرون قدوم اي عربة حنطور . من بعيد رأوها تتهادى. استعدوا تماما. اصابتهم خيبة امل عندما وجدوا سائقها من يطلقون عليه "الضلالي". حاول احدهم التعلق بمؤخرة العربة. لسعات كرباج العربجي اعادته الى اصحابه.انتظروا عربة اخرى. نجحوا اخيرا في الاستيلاء على فانوسها. مع عتمة الفجر حملوا فانوسهم وراحوا يجمعون البلح الساقط من النخيل. لم تكن الحصيلة مجزية. تسلقوا السور الطيني حيث تقبع اشجار الجوافة وتكعيبان العنب. ملأوا كيسهم. فتحوا الباب الخشبي الذي احدث صريرا وانطلقوا وهم يتهامسون. اثناء العودة شق سكون الظلام صوت اذان الفجر الخاشع حي على الصلاة. عهدوا بكيسهم الى اصغرهم. توضأوا وصلوا جماعة مع الامام. خارج المسجد الصغير راحوا يقتسمون حصيلتهم. عادوا الى بيوتهم يحمدون الله على مارزقهم من ثمر...