في الوقت الذي يواصل فيه مجلس الشيوخ الفرنسي مناقشة قانون التقاعد‏,‏ واجهت فرنسا أمس يوما آخر من الإضرابات والمواجهات العنيفة في شوارعها والطرق المؤدية الي المطارات

كما أدت الاضطرابات الي إغلاق مزيد من مستودعات الوقود مما أدي الي نفاد البنزين في أكثر من‏3‏ الاف محطة وقود‏.‏

واعترض عدد من العمال مستخدمين شاحناتهم لقطع الطريق المؤدية الي مطار مارسيليا في وقت سابق مما أعاق وصول‏15‏ شاحنة نفط في الوقت الذي تسعي فيه الحكومة جاهدة لإعادة إمدادات الوقود‏.‏ وسارعت السلطات الفرنسية بإصدار أوامرها لفتح الطريق الموصل إلي مطار مارسيليا وفك الحصار عنه بعد أن تمكن عمال مضربون من إعاقة الوصول إليه‏.‏ وفي الوقت نفسه‏,‏ اندلعت أعمال عنف جديدة ومواجهات بين المتظاهرين في مدينة ليون وقوات الشرطة‏,‏ حيث اضطرت الشرطة الي استخدام طائرات الهليكوبتر والغازات المسيلة للدموع لفض الاشتباكات‏.‏

من جانبه‏,‏ نفي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيطرة مجموعة المشاغبين علي بلد تحكمه الديمقراطية‏,‏ وتوعد بمعاقبة المتسببين في الأزمة‏.‏ ودعا ساركوزي إلي إنهاء حالة الاضطراب في البلاد فورا‏,‏ وحذر من أن استمرار الاضرابات يهدف إلي إحداث شلل بقطاعات اقتصادية رئيسية مما قد يؤثر علي الوظائف‏.‏

وعلي الصعيد نفسه‏,‏ أعلن وزير الداخلية بوريس اورتفوه ان الحكومة تعكف علي فك الحصار المفروض من قبل النقابات علي مستودعات البترول وقال إن‏14‏ مستودعا لا تزال في حالة اضراب من بين‏219‏ مستودعا‏,‏ وانه تم فك الحصار في غضون الـ‏24‏ ساعة الماضية عن‏8‏ مستودعات‏,‏ وان‏37%‏ من محطات الخدمة يتم امدادها بالوقود‏,‏ الامر الذي يحتاج الي عدة ايام قبل ان تنتهي الازمة‏.‏ واعلن وزير الداخلية بوريس اورتفوه عن توقيف‏191‏ من المشاغبين‏.‏ وتقول الشرطة الفرنسية إنها تلعب لعبة القط والفأر مع المتظاهرين من عمال المصافي وحصار مستودعات الوقود‏.‏

ووصفت كريستين لاجارد وزيرة الاقتصاد ما تشهده البلاد في الفترة الراهنة من اضرابات بالتجاوزات الخطيرة التي تتسبب في اضرار معنوية واقتصادية‏,‏ فعلي المستوي المعنوي تشوه الإضرابات صورة فرنسا في الخارج‏,‏ وعلي المستوي الاقتصادي فهي تسببت في اضرار مادية للشركات التي لا تستطيع تسليم الشحنات او تلقي التعاقدات‏.‏وبينما تتواصل الاضرابات في أنحاء مختلفة من المدن الفرنسية‏,‏ استمر مجلس الشيوخ أمس في مناقشة قانون رفع سن التقاعد من‏60‏ الي‏62‏ عاما وهو القانون المثير للجدل والمفجر لكل الاضطرابات الأخيرة وسط توقعات بالتصويت عليه خلال ساعات‏.‏