علي الرغم من صغر عمر تيار حفلة الشاي السياسي في الولايات المتحدة, فإنه نجح في تحقيق انتصارات واسعة النطاق داخل معسكرات الحزب الجمهوري.
أنصار زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ هارى ريد يتظاهرون ضد منافسته الجمهورية عن تيار "حفل الشاى" فى شوارع لاس فيجاس
حيث نجح منذ الانتخابات التمهيدية للحزب في أغسطس الماضي وحتي الآن في تحريك الحزب من الداخل والتحول إلي الحصان الذي يمكن الرهان عليه وفقا لوصف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية- في سباق التجديد النصفي للكونجرس المقرر في2 نوفمبر المقبل.
فقد أوضحت الصحيفة أن التيار لديه عدد كاف من المرشحين للسباق التشريعي جميعهم يعملون بقوة للتغلب علي الجمهوريين أنفسهم في حصونهم, مشيرة إلي أن هؤلاء المرشحين لديهم فرصة جيدة لإقامة تجمع كبير لفرض أجندتهم السياسية في مجلسي النواب والشيوخ.
ويعتبر تيار حفلة الشاي بمثابة تجمع للمحافظين المتشددين, وبرز التيار في الأساس للاحتجاج علي خطة الإنقاذ إبان الأزمة الاقتصادية, وكان في السابق يعمل علي دعم المرشحين الجمهوريين, ولكنه تحول- فيما وصفه المراقبون بانقلاب السحر علي الساحر منذ عام2008 وفي أعقاب الهزائم المنكرة التي لحقت بالحزب الجمهوري إلي تيار مضاد للحزب الذي خرج من عباءته.
وأوضحت نيويورك تايمز أن هناك نحو33 مرشحا منتمين لتيار حفل الشاي يتمتعون بحظوظ قوية في السباق أو يتنافسون في المناطق التي تؤيد بقوة الحزب الجمهوري أو تميل إليه, وأن ثمانية مرشحين آخرين يتمتعون بحظوظ جيدة بمقاعد مجلس الشيوخ, وأكدت أنه علي الرغم من صغر عددهم, فإنهم قد يمارسون نفوذا كبيرا خاصة في الولايات المحافظة التي يميل ناخبوها إلي الاستماع للأصوات اليمينية.
ومع دخول السباق الانتخابي لمرحلة الحسم, قررت شارون آنجل مرشحة تيار حفلة الشاي الجمهورية لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا استعراض عضلاتها وإرضاء اليمين المتشدد من خلال تصريحات خرجت فيها عن الحد الأدني لمنطق الخطاب الانتخابي, ضاربة علي أوتار الخوف من الإسلام الإسلامو فوبيا, حيث حذرت من وقوع مدينة ديربورن ومدن أمريكية أخري تحت حكم الشريعة الإسلامية بفضل ما أطلقت عليه الواقع الإرهابي المقاتل الذي يسعي إلي إخضاع بعض المدن الأمريكية للشريعة الإسلامية!
جاءت التصريحات العنصرية للمرشحة الأمريكية خلال تجمع انتخابي لمؤيدي تيار حفلة الشاي في ولاية نيفادا حيث سألها أحد الحاضرين: أسمع دائما عن مسلمين يريدون السيطرة علي الولايات المتحدة, وفي أحد البرامج التليفزيونية شاهدتهم المسلمين- يسيطرون علي مدينة في ميتشجن, وأن سكان المدينة يريدون إخراجهم منها.. فما رأيك حول هذا الأمر؟ فأجابت آنجل: إننا نتحدث عن وضع إرهابي مقاتل, أعتقد أنه غير منتشر علي نطاق واسع, لكنه كاف لفرض الحاجة الي مواجهته, ونحن نقوم بمواجهته. ويذكر أن مدينة ديربورن تضم جالية عربية أمريكية كبيرة ومؤثرة.
وكانت المرشحة آنجل قد أطلقت علي نفسها لقب السياسية المرتكزة علي قاعدة إيمانية. ومن مواقفها, اعتراضها علي الإجهاض في كل الظروف, بما فيها الحمل الناتج عن الاغتصاب. ولا تؤمن آنجل بأن الدستور يفرض الفصل بين الكنيسة والدولة.
وأضافت آنجل: هذه هي أفكاري أولا, إن ديربورن, وفرانكفورد هما مدينتان علي الأرض الأمريكية وتخضعان للقانون الدستوري, وليس لقانون الشريعة, ولا أعرف كيف حصل ذلك في الولايات المتحدة, لكن يبدو لي أن ثمة خطأ ما منذ البادية حين تم السماح لنظام أجنبي بأن يحظي بموقع أية بلدية أو حكومة في ولاياتنا المتحدة.
وردا علي السؤال ذاته عقدت آنجل مقارنة بين هجمات11 سبتمبر2001 والهولوكست النازية, فقالت إن مالكي العقار الذين يقفون وراء مشروع بناء مركز قرطبة الثقافي الإسلامي بالقرب من موقع الهجمات في مانهاتن بنيويورك يجب عليهم نقله الي مكان آخر احتراما للضحايا الذين قضوا نحبهم في الهجمات.
وتخوض آنجل سباقا انتخابيا محموما ضد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد, وأظهر أحدث استطلاع تعادلا بين آنجل وريد في التنافس البارز الذي يخوضانه للحصول علي أحد مقعدي نيفادا.