رغم أن أنباء فوز المعارض الصيني ليو تشيا بو بجائزة نوبل للسلام للعام الحالي2010 حظيت بتغطية إعلامية واسعة بمختلف أنحاء العالم, فإن السلطات الرسمية في بكين.
عمدت إلي طمس هذا الحدث العالمي من خلال محو اسم الفائز, وكذلك اسم الجائزة, من مواقع البحث علي الانترنت. فبمجرد أن يكتب متصفح الانترنت اسم ليو تشيا بو, أو حتي عبارة جائزة نوبل للسلام, علي أي من مواقع البحث, يفاجأ بأن نتيجة بحثه تأخذه إلي صفحة تفيد بأن هناك خطأ في الاتصال.
وكانت عبارة جائزة نوبل هي الأكثر استخداما علي مواقع البحث الإليكترونية في الصين, منذ إعلان فوز المنشق الصيني, إلا أن السلطات الصينية محت كل ما يتعلق بالجائزة من كافة مواقع الإنترنت التي تخضع لرقابة مشددة في هذا البلد.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, حيث أجبرت الشرطة الصينية زوجة الحائز علي جائزة نوبل للسلام علي مغادرة بكين, حيث يعتقد أنها ستنقل إلي مدينة جينتشو في شمال شرق البلاد التي يوجد فيها مقر السجن الذي يقبع فيه زوجها.
ونقلت إذاعة آسيا الحرة التي تبث من واشنطن عن ليو شيا زوجة ليو قولها: أفراد من الشرطة يجلسون هناك بانتظاري حتي أجمع أغراضي, وقالت إن الشرطة تعتزم اصطحابها إلي جينتشو, لكنها تشعر بالقلق من إمكانية وضعها تحت الإقامة الجبرية في مكان آخر خارج بكين.
وأضافت:قالوا لي إن بإمكاني رؤية ليو تشيا بو.
يذكر أن الصين نددت بشدة بمنح جائزة نوبل للسلام للناشط الصيني المسجون ليو تشيا بو ووصفت الأمر بأنه خطأ فاحش يتعارض وأهداف الجائزة.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية إن ذلك سيضر بعلاقات الصين مع النرويج. ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه ردود الفعل العالمية علي الاعلان عن اسم الفائز بالجائزة, فمن جانبه رحب الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس الأول بمنح جائزة نوبل للسلام الي المنشق الصيني ودعا بكين الي إطلاق سراحه بأسرع وقت ممكن.
يذكر أن محكمة صينية كانت قد أصدرت ضد ليو تشيا بو54 عاما حكما بالسجن11 عاما بتهمة تقويض سلطة الدولة بعد أن كان أحد كاتبي ما يسمي بـميثاق2008 الذي ينادي بنشر الديمقراطية في الصين.
بدورها, دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أيضا إلي الإفراج عن ليو, وطلبت من الصين احترام واجباتها الدولية فورا حيال حقوق الانسان, واحترام الحقوق الأساسية وحقوق جميع المواطنين الصينيين.
وعلي الرغم من هذا الحديث الأمريكي الحاد حول حقوق الإنسان فإن مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الامريكية أكد أن الولايات المتحدة ستواصل تعاونها مع الصين علي الرغم من الخلافات القائمة حول عدد من القضايا, علي رأسها الاقتصاد وحقوق الانسان.
وأضاف: نحن قادرون علي التحدث بصراحة مع الصين بشأن حقوق الإنسان والاختلاف معها بهذا الشأن, لكننا ما زلنا نتابع سويا قضايا أخري بصورة إيجابية وبناءة.
من جانبه, رأي رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو في منح جائزة نوبل للسلام للعام الحالي للسجين المعارض الصيني مؤشر دعم مهما للمدافعين عن الحريات والحقوق في مختلف انحاء العالم. كما اعتبر بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة أن منح جائزة نوبل للسلام هذا العام للسجين الصيني النشيط في مجال الديمقراطية يسلط الضوء علي الاهتمام المتزايد حول العالم بتحسين حقوق الانسان. وفي نفس السياق, وصفت جماعات حقوقية دولية المعارض الصيني بأنه فائز مستحق, داعية الحكومات الغربية إلي استغلال الجائزة في مواصلة الضغط علي الصين لإطلاق سراحه. وقالت كاثرين بابير, مديرة برنامج آسيا والمحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها, في بيان: ان ليو تشيا بو فائز مستحق لجائزة نوبل للسلام لعام2010, ونأمل في أن ذلك سيبقي الضوء مسلطا علي الكفاح من اجل الحريات الأساسية والحماية الحقيقية لحقوق الانسان, الامر الذي يكرس له ليو تشيا بو وناشطون كثيرون آخرون أنفسهم.