دعا الرئيسان الإيراني والسوري محمود أحمدي نجاد وبشار الأسد من طهران إلى تعزيز المحور المضاد لإسرائيل في الشرق الأوسط، وهاجما مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان توج أول جولة محادثات بينهما في طهران اليوم، حيث حل الأسد في زيارة هي التاسعة له إلى العاصمة الإيرانية منذ العام 2000، ويلتقي فيها أيضا مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي.

وتطرق لقاء الرئيسين حسب وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى الوضع في العراق وفلسطين ولبنان والموقف السوري من مفاوضات السلام.

ونقل بيان نشره موقع مكتب نجاد عن الأسد وصفه عملية السلام بأنها محاولة هدفها فقط "تأمين دعمٍ لباراك أوباما داخل الولايات المتحدة"، في أول تعليق رسمي له على المفاوضات المهددة بالانهيار بسبب الاستيطان.

أما نجاد فقال إن "الواجهة الأميركية انهارت وعرّت طبيعة النظام الصهيوني"، دون أن يتطرق بالذكر مباشرة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال أيضا إن إيران وسوريا "سيشدان على يد أية دولة تريد رحيل القوات الأجنبية" من الشرق الأوسط.

جبهة المقاومة

وتحدث التلفزيون الرسمي الإيراني عن اتفاق بين البلدين على "تعزيز جبهة المقاومة ضد إسرائيل"، وعن اتفاقات لتحرير المبادلات التجارية الثنائية وإنشاء مصرف تجاري مشترك.

وقلد نجاد الرئيس السوري ميدالية الشجاعة، وامتدح دور سوريا في مقاومة إسرائيل، واعتبر الرئيسان أن توسيع علاقات البلدين لا يفيد فقط المنطقة سياسيا بل اقتصاديا أيضا.

وتواجه إيران سلسلة عقوبات أممية بسبب إصرارها على تخصيب اليورانيوم استهدفت في حزمتها الرابعة قطاعات الطاقة والمصارف والمبادلات التجارية.

وتحاول الولايات المتحدة تحسين صلاتها مع سوريا لعزل إيران أكثر، لكن العلاقات الإيرانية السورية ما فتئت تتطور في مختلف القطاعات الاقتصادية، وقد توجت مثلا في فبراير/شباط الماضي باتفاقية إلغاء سمات الدخول بين البلدين.

الوضع بالعراق

وتتهم الولايات المتحدة إيران وسوريا بدعم حركات تعدها إرهابية كحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، وبالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق الذي ما زال بلا حكومة رغم مرور سبعة أشهر على الانتخابات، وسط خلافات شديدة بين رئيس القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

وجاءت زيارة الأسد -الذي يصحبه نائبه فاروق الشرع ووزير خارجيته وليد المعلم- بعد ثلاثة أيام من زيارة إلى دمشق قام بها علاوي وطلب فيها من الرئيس السوري التدخل لدى إيران للتقريب بين الفرقاء العراقيين و"وقف تدخلها في الشأن العراقي".

ورجح مراقبون أن تثمر وساطة سوريا نتائج جيدة لعلاقاتها المميزة مع إيران، لكن هناك من يرى أن التعويل على إيران مبالغ فيه بسبب دعمها التاريخي للائتلاف الوطني العراقي.