نجا رئيس الإكوادور رفائيل كوريا من محاولة انقلاب فاشلة نفذها العشرات من ضباط الشرطة والجيش‏,‏ الذين خرجوا إلي الشوارع احتجاجا علي تقليل رواتبهم وحوافزهم‏، حيث اضطر الرئيس إلي الاختباء داخل مستشفي بالعاصمة‏.

الذي حاصره الضباط المتمردون‏,‏ قبل أن تتمكن قوات الأمن من اقتحامها وتحريره وإنهاء الانقلاب‏، مما أسفر عن سقوط قتيلين من أفراد الشرطة‏,‏ وإصابة‏74‏ آخرين‏,‏ وتسببت الأزمة في إقالة قائد قوات الشرطة من منصبه‏.‏

وعاد الزعيم اليساري البالغ من العمر‏47‏ عاما إلي قصر الرئاسة‏,‏ حيث استقبلته حشود من مؤيديه المبتهجين وهم يلوحون بالعلم الوطني‏,‏ ووجه كلمة أمام الآلاف من أنصاره خارج القصر الرئاسي في العاصمة كيتو‏,‏ وقال كوريا إن الدم الإكوادوري أريق بلا داع تماما‏,‏ وإنه لن يتم الصفح أو نسيان شيء‏,‏ وأكد أنه لن ينصاع لمطالب المتمردين‏,‏ واتهمهم بتنفيذ محاولة انقلاب‏.‏

وتوجه كوريا بالشكر إلي زعماء أمريكا الجنوبية الذين وعدوه بتقديم دعمهم إليه‏,‏ وصاح قائلا من شرفة القصر وسط تصفيق الحشود‏:‏ يا له من ولاء‏,‏ يا له من تأييد‏,‏ هذا سيكون مثالا لأولئك الذين يريدون وقف الثورة ليس من خلال صندوق الاقتراع إنما بالأسلحة‏.‏

وكان أفراد من الشرطة والجيش قد خرجوا الي الشوارع أمس الأول في احتجاجات عارمة وذلك عقب يوم واحد من مصادقة البرلمان الإكوادوري علي مرسوم ينص علي إلغاء حوافز وبدلات الضباط‏,‏ وقد أعلنت حكومة الإكوادور حالة الطوارئ عقب هذه الأحداث‏.‏

واستولي‏150‏ من رجال الشرطة علي ممر في المطار بالعاصمة كيتو‏,‏ مما تسبب في إغلاق المطار لعدة ساعات‏,‏ ولجأ كوريا إلي أحد مستشفيات المدينة خوفا علي حياته‏,‏ وشدد في مقابلة عبر الهاتف مع إحدي المحطات التليفزيونية المحلية علي أنه لن يغادر المستشفي إلا كرئيس أو جثة هامدة‏.‏

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل اثنين من أفراد الشرطة في الإكوادور في أثناء اقتحام قوات الجيش للمستشفي الذي لجأ إليه الرئيس‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ أدان قادة العالم والمنظمات الدولية محاولة الانقلاب الفاشلة‏,‏ وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تشجب العنف والفوضي ونعبر عن دعمنا الكامل الي الرئيس الاكوادوري ومؤسسات الحكومة الديموقراطية في هذا البلد‏.‏

وأعربت الأمم المتحدة في بيان لها عن القلق البالغ إزاء الوضع الراهن في الإكوادور‏,‏ حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اسفه الشديد جراء ما حدث من تطورات في الإكوادور‏.‏

وأعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن دعمه الكامل لرئيس الإكوادور‏,‏ وإدانته لأعمال العنف ومحاولات النيل من النظام الدستوري في البلاد‏.‏وشدد ساركوزي علي دعم ومساندة فرنسا الكامل للرئيس الاكوادوري كوريا وحكومته المنتخبة ديمقراطيا‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أدان الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز‏,‏ الذي يعد الحليف الأساسي والأقرب إلي الرئيس الإكوادوري‏,‏ الاحتجاجات العارمة‏,‏ ودعا القوات العسكرية في البلاد الي بعدم دعم المحتجين‏.‏

كما ادانت الحكومة الاسبانية بشدة اي محاولات للعنف واكدت من جديد دعمها للحكومة الشرعية الاكوادورية والمؤسسات الديموقراطية في الاكوادور‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ عقد قادة دول أمريكا الجنوبية اجتماعا طارئا بالأرجنتين لبحث محاولة الانقلاب ضد رئيس الإكوادور‏,‏ وطالب القادة بمحاكمة ومعاقبة الأشخاص الذين يقفون وراء محاولة الانقلاب ضده‏.‏