«الفاو» ترفض توجيه اللوم لروسيا فى مشكلة الحبوب .. وتتهم «الشائعات» و «تقصير الحكومات» بالمسئولية وسط تحذيرات من مخاطرالارتفاع المطرد في أسعار الحبوب واللحوم والسكر.
على ما يقرب من مليار شخص يعانون من سوء التغذية حول العالم، عقدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» اجتماعا طارئا لبحث أسعار الغذاء المتزايدة في العالم، أملا في الحيلولة دون تكرار أزمة الغذاء التي واجهها العالم عام 2008، والتي تسببت في اندلاع أعمال شغب واضطرابات في أكثر من دولة.
وحمل خبراء في قطاع الغذاء من 75 دولة كلا من: الشائعات، والتعاقدات الآجلة في الأسواق، إلى جانب تقصير العديد من حكومات العالم في حماية محاصيلها مسئولية هذا الارتفاع غير المحسوب في أسعار المواد الغذائية، إلا أنهم رفضوا إلقاء أي لوم على قرار روسيا بوقف تصديرقمحها للخارج، باعتباره حقا مكفولا لها لحماية السوق المحلية الروسية.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار القمح الناجم عن حظر التصدير الروسي، فإن منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة كشفت عن تقرير - خلال الاجتماع - يؤكد أن محصول العام الحالي من القمح جيد للغاية، وأن مخزون العالم من الحبوب كاف للحيلولة دون اندلاع أزمة عالمية جديدة.
ويؤكد التقرير أن أسعار القمح واصلت ارتفاعها المطرد خلال الشهر الماضي، وذلك على الرغم من أن التوقعات تشير إلى أن إنتاج العالم من القمح خلال العام الحالي يعد ثالث أكبر نسبة إنتاج في التاريخ،كما أن الانخفاض في محصول القمح خلال العام الحالي لا يتجاوز 1% عن العام الماضي. وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن 925 مليونا من سكان العالم يعانون من سوء التغذية في عام 2010، وهو أقل من رقم عام 2009، ولكنه يظل أعلى من نسبة من عانوا من سوء التعذية قبل اندلاع أزمة الغذاء العالمية في عامي 2008 ـ 2009.
ويتزايد عدد الجوعى في العالم منذ ما يزيد على عشر سنوات حتى وصل إلى ارتفاع قياسي في عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وأسعار الغذاء المرتفعة في السوق المحلية بالعديد من الدول النامية.
وكشفت أعمال الشغب التي اندلعت في موزمبيق في وقت سابق من هذا الشهر والتي سقط خلالها 13 قتيلا النقاب عن المخاطر المحتملة التي قد تواجهها الحكومات إذا بدأت أسعار الغذاء في الارتفاع مجددا.
وقد واجه العالم خلال الفترة الماضية العديد من العوامل التي تهدد باندلاع أزمة جديدة، على رأسها الفيضانات التي ضربت باكستان وتعد الأسوأ من نوعها منذ 80 عاما، وموجات الجفاف غير المسبوقة التي ضربت العديد من الدول في أرجاء المعمورة خلال 2010، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء، في حين حظرت روسيا تصدير القمح في الشهر ذاته بعد أن شهدت أسوأ موجة للجفاف تضرب البلاد في عشر سنوات، وشهدت أيضا حرائق غابات على نطاق واسع، وارتفعت أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها في نحو عامين نتيجة لذلك. على صعيد آخر، حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة والأمومة «اليونيسف» من أن ربع الأطفال تقريبا في دولة مثل تشاد يعانون من المجاعات، وذلك على الرغم من انحسار كارثة الجوع بين دول غرب إفريقيا إلى حد كبير خلال الفترة الماضية.
ودعا الصندوق الدول المانحة إلى توفير المزيد من المساعدات الغذائية للمنطقة.