كما كان السباق الانتخابي الذي أوصل الرئيس باراك أوباما إلي البيت الأبيض عام‏2009‏ سباقا تاريخيا‏,‏ تأتي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لتكون هي الأخري بمثابة سباق قياسي‏.

 سواء من خلال النتائج التي تكشف عنها استطلاعات الرأي‏,‏ أو في شكل الحملة الانتخابية التي يستخدمها غريما السياسة الأمريكية‏:‏ الحزب الديمقراطي المهدد بخسارة سيطرته علي الكونجرس‏,‏ وحزب اللا‏,‏ كما يطلق الأمريكيون علي الحزب الجمهوري بسبب اعتماده سياسة تقضي بعرقلة كل مشاريع القوانين التي يطرحها الرئيس الديمقراطي أوباما علي الكونجرس‏.‏

وبين الوعود الجمهورية بالاصلاح من خلال إصدارهم وعدا لأمريكا من جانب وبين التحذيرات الديمقراطية من العودة إلي حقبة بوش الكارثية‏,‏ تباين مزاج الناخب الأمريكي وفقا لما كشفت عنه نتائج الاستطلاع الذي أجرته وكالة أسوشييتد برس‏,‏ وأوضح أن الناخبين الأمريكيين لم يكونوا أكثر سخطا وأقل تفاؤلا بالمستقبل من أي وقت مضي في التاريخ الأمريكي الحديث‏.‏

وقالت الوكالة في تقرير بثته مساء أمس الأول‏:‏ استمرار للأخبار السيئة للديمقراطيين الساعين باستماتة لاحتفاظ بسيطرتهم علي الكونجرس‏,‏ كشفت نتائج الاستطلاع النقاب عن أن الناخبين المستقلين ـ الذين اعتمد عليهم الديمقراطيون في سباق‏2008‏ ـ اتفقوا مع الجمهوريين في الاحساس بنفس قدر الغضب تجاه سياسات الإدارة الحالية‏.‏

وأوضحت النتائج أن‏58%‏ من الناخبين المستقلين‏,‏ و‏60%‏ من الناخبين الجمهوريين أكدوا أنهم يشعرون بالغضب تجاه السياسات الحالية‏,‏ وذلك مقارنة بـ‏31%‏ فقط من الناخبين الديمقراطيين‏.‏

كما أعرب‏70%‏ من المستقلين والجمهوريين عن إحساسهم بالاشمئزاز من الأوضاع الراهنة مقارنة بـ‏40%‏ للديمقراطيين‏.‏

أما بالنسبة للمشاعر الإيجابية كالتحمس والتفاؤل بالمستقبل والفخر بالانتماء للولايات المتحدة‏,‏ فقد اتفق الجميع مستقلين وجمهوريين وديمقراطيين علي تضاؤل امتلاكهم لهذه المشاعر الإيجابية حيث أعرب أقل من‏50%‏ من الناخبين الأمريكيين عن إحساسهم بهذه المشاعر الإيجابية‏.‏

جاء ذلك التباين في المزاج السياسي في الوقت الذي بدأ فيه كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي معركة تكسير العظام مدشنين حملاتهم الانتخابية لسباق التجديد النصفي قبل‏39‏ يوما من موعد انطلاق السباق المقرر في الثاني من نوفمبر المقبل‏.‏

ففي محاولة من الجمهوريين للرد علي البداية المبكرة للسباق التي أعلنها الرئيس الديمقراطي أوباما الأحد الماضي حين توجه إلي كبار أعضاء الكونجرس والناخبين السود مطالبا إياهم بالتصويت لصالح حماية التغيير‏,‏ كشف الحزب الجمهوري مساء أمس الأول عن برنامجه الانتخابي لسباق التجديد النصفي رافعين شعار وعدا لأمريكا ساعيا لاثبات قدرته علي تولي الحكم مجددا‏,‏ في حالة فوزه بالسباق التشريعي الجديد‏.‏

ولإثبات أنه تعلم من أخطاء الماضي واستفاد من الحملة الانتخابية النموذجية التي نفذها أوباما خلال السباق الرئاسي عام‏2008,‏ قرر الجمهوريون النزول إلي الناخبين والتقرب منهم حيث قاموا بعرض برنامجهم الانتخابي من متجر للحرفيين في مدينة ستيرلينج بولاية فرجينيا‏.‏