كشفت صحيفة‏(‏ الإندبندنت‏)‏ البريطانية عن أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية‏(‏ سي آي إيه‏)‏ تدير وتمول جيشا سريا يضم‏3‏ آلاف جندي من القوات شبه العسكرية الأفغانية‏.

هدفه الرئيسي تعقب واغتيال عناصر من حركة طالبان والقاعدة ليس فقط في أفغانستان ولكن عبر الحدود المجاورة في المناطق القبلية في باكستان‏.‏وأوضحت الصحيفة إنه علي الرغم من أنه من المعروف أن المخابرات الأمريكية تستغل الميليشيات السرية في أفغانستان منذ فترة طويلة في خدمة أهدافها في المنطقة‏,‏ ومن بينها إحدي القواعد التي تؤجرها من شقيق الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في إقليم قندهار‏,‏ فإن العدد الأكبر من رجال الميليشيا التي تقع تحت سيطرتها لم يتم الكشف عنه بشكل معلن‏.‏

وأشارت الصحيفة إلي كتاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما‏(‏ حروب أوباما‏),‏ والذي يصف فيه هذه القوي السرية ب النخبة‏,‏ فهي وحدات مدربة جيدا علي القيام بعمليات سرية حساسة للغاية في باكستان كجزء من حملة تصعيد ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية‏.‏ وينقسم الجيش السري إلي فرق لمطاردة الإرهاب‏,‏ ويعتقد أنها مسئولة عن مقتل العديد من مقاتلي طالبان الباكستانيين الذين عبروا الحدود إلي أفغانستان لقتال قوات الناتو وقوات الحكومة الأفغانية هناك‏.‏

ولم تنف المخابرات الأمريكية هذه الأنباء‏,‏ فقد أكد مصدر أمريكي مسئول أن المخابرات أسست هذه القوة الأفغانية لملاحقة مسلحي القاعدة وطالبان في أفغانستان‏.‏ فيما كشف مسئول أمني آخر في كابول أن القوة‏,‏ التي شكلت عام‏2002,‏ مؤلفة من‏3‏ آلاف فرد أمن يستعان بهم في عمليات المراقبة والرصد‏,‏ مضيفا أن بعضهم تلقوا التدريب في مواقع تابعة لوكالة للمخابرات الأمريكية داخل الولايات المتحدة‏.‏

وعلي صعيد متصل‏,‏ أكد الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الاطنطي‏(‏ الناتو‏)‏ في أفغانستان إعداده مشروع خطة لبدء خفض قوات التحالف الدولية في بعض المناطق الأفغانية بحلول العام المقبل‏,‏ إلا أنه حذر من ان عملية الانتقال قد تسير ببطء‏.‏وأشار بتريوس إلي أنه اطلع الحلفاء علي ما وصفه بتحليل تجريبي مؤقت قبل اتخاذ القرار لبدء عملية انتقال المسئولية الأمنية إلي الأفغان‏.‏ ومن المقرر أن تنتهي القيادة الأمريكية من دراسة الخطة قبل انعقاد قمة الحلف في لشبونة في نوفمبر المقبل‏.‏ وعلي الرغم من عدم تحديد القائد الأمريكي المناطق المعنية في أفغانستان‏,‏ إلا أنه أكد في حديث صحفي أن كل ما فعلناه حتي الآن هو تحليل أولي لتحديد المناطق المرشحة لبدء عملية الانتقال‏.‏

وأضاف بتريوس أن الخطة المقترحة ترصد الاحتمالات خلال مرحلة ما من المستقبل‏..‏ مرحلة مدتها ستة أشهر ثم من‏6‏ إلي‏12‏ شهرا‏,‏ ثم من‏12‏ إلي‏18‏ شهرا وهكذا‏,‏ كما تؤكد الخطة أهمية الاحتفاظ بالمقار العسكرية المهمة في الوقت الراهن‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي أشار فيه القائد الأمريكي إلي أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وافق علي السماح بعمل عدد من الشركات الأمنية الخاصة‏.‏ وأوضح أنه علي الرغم من تمسك الرئيس الأفغاني بقرار حظر عمل الشركات الأمنية الخاصة في بلاده‏,‏ إلا أنه وافق علي استمرار بعضها في العمل في عدد من المواقع المحددة‏,‏ علي رأسها محطات الطاقة والسفارات الأجنبية‏,‏ ولكن بدون السماح لها بالقيام بدوريات في الشوارع أو مرافقة أي مسئولين أجانب‏.‏