في أول أيام زيارته السابعة للولايات المتحدة لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة, أكد الرئيس الايراني أن المستقبل لإيران وأن معاداتها لن تكون مثمرة.
وفي حوار مطول مع وكالة أسوشيتدبرس للأنباء, أكد نجاد أن علي الولايات المتحدة ان تعترف بأن إيران قوة كبري وأن تقبل بأن يكون لها دور رئيسي في العالم, مشيرا الي أن طهران تعتبر نفسها قوة بشرية وثقافية وصديقة للدول الاخري ولم تسع أبدا للسيطرة علي غيرها من الأمم أو انتهاك حقوقها.
وقال الرئيس الايراني: إن حكومته لا ترغب في امتلاك قنبلة نووية, وأضاف ـ أن المفتشين الدوليين لم يجدوا اي دليل علي ان بلاده تسعي لامتلاك قنبلة نووية, وأكد أن بلاده ترغب في السلام وفي عالم خال من الأسلحة النووية, داعيا الي التخلص من الترسانة النووية في العالم كله, وقال: إن تخصيب بلاده لكميات اكبر من اليورانيوم هو شيء مقبول لتوسيع برنامجها السلمي للطاقة.
ونفي نجاد مجددا وجود أي تأثير للعقوبات المفروضة علي بلاده بسبب برنامجها النووي, متفاديا الحديث عن موعد استئناف ايران للمحادثات حول ذلك البرنامج المثير للجدل, حيث لم يوضح نجاد مدي إمكانية مشاركة بلاده في محادثات5+1 التي ستجري هذا الأسبوع علي هامش اجتماع الجمعية العامة, مشيرا إلي أن إيران لن تضع أي شروط لتلك المحادثات, وقال: إن بلاده تحتاج إلي إجابات من الدول الست المشاركة في المحادثات حول عدد من الموضوعات منها موقف تلك الدول من الأسلحة النووية لإسرائيل التي ترفض الاعتراف بحيازة تلك الاسلحة, وقال: إن تلك الاجابات ستشكل إطارا لتلك المحادثات المنتظرة عند استئنافها.
وحول الأوضاع الداخلية في إيران, نفي الرئيس الايراني وجود أي مضايقات أو تهديدات بالإعتقال أو العنف أو منع للتجمع ضد زعماء المعارضة الايرانية, وقال إن المعارضة تمارس نشاطها وتعبر عن رأيها بصراحة من خلال أحزابها وصحفها ولا توجد قيود علي عملها,وقال إن بلاده افضل كثيرا في مجال الحريات من كثير من الدول, و أقر فقط بوقوع بعض الاخطاء القضائية مشيرا الي أن الحركة الخضراء المعارضة ما زالت تتمتع بحقوقها في ايران, إلا أن عليها في نهاية الامر أيضا ان تحترم حكم الاغلبية.
وحول احتجاز الأمريكيين في ايران قال الرئيس الايراني ان اعتقال الأمريكيين الثلاثة قرب الحدود العراقية العام الماضي مسألة قانونية, معبرا عن سعادته بالافراج عن المعتقلة سارة شورد التي افرجت عنها طهران وعادت الي بلادها مؤخرا, ومشيرا الي امكانية اطلاق سراح المعتقلين الآخرين اذا استطاعوا اثبات عدم وجود نوايا عدائية بعبورهم الحدود الايرانية.
وأنكر نجاد اي معرفة لبلاده بمصير عميل الـ إف.بي.آي المتقاعد روبرت ليفينسون الذي اختفي في جزيرة كيش الإيرانية منذ مارس2007, مؤكدا ان لجنة امريكية ايرانية مشتركة ستتولي تتبع آثاره.
وبدأ الرئيس الايراني واثقا بنفسه مسيطرا علي مجريات الامور اثناء الحوار الذي استمر لمدة ساعة, بينما كانت تجري بالقرب من الفندق الذي يقيم به مظاهرة للعشرات من المتظاهرين الذين وضعوا علي أفواههم أشرطة لاصقة للتعبير عن القمع في ايران.
وخلال وجوده في نيويورك, اجتمع الرئيس الإيراني بالأمين العام للامم المتحدة بان كي مون حيث بحثا سبل مكافحة الارهاب والمخدرات, ودعا نجاد لإصلاح هيكلية الامم المتحدة وفتح المجال أمام كل الشعوب للمشاركة الفاعلة في صنع القرارات الدولية.
وحذر نجاد من تضاؤل دور مجلس الامن في تسوية الازمات في العالم وعدم اتخاذه قرارات منصفة بحق باقي الدول, وحول الاوضاع الراهنة في افغانستان أشار الرئيس الإيراني الي ان المشكلة تكمن في وجود القوات الخارجية وعلي الامم المتحدة ان تقوم بدور اكثر فاعلية في تسوية الازمة الراهنة في افغانستان.
وفي تلك الاثناء قالت المواطنة الأمريكية سارة شورد التي افرجت عنها ايران الاسبوع الماضي للاشتباه في قيامها بالتجسس مع شخصين اخرين انهم كانوا مجرد متجولين ابرياء و لم يكونوا جواسيس, ولم يقصدوا عبور الحدود العراقية الي ايران حيث لا توجد عند الحدود اية علامات وهي غير مميزة تماما.